الجيش الليبي يحاصر الميليشيات في طرابلس

تقدم الجيش الليبي اللافت في كافة محاور القتال يدفع بفتحي باشاغا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق إلى التلويح بالذهاب إلى طلب دعم عسكري تركي مباشر.
الجمعة 2019/12/20
الجيش الليبي يحظى بثقة شعبية واسعة

تونس – أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي برئاسة المشير خليفة حفتر عن تطورات ميدانية هامة في محيط العاصمة طرابلس، ساهمت في تغيير موازين القوى بما ينذر باقتراب حسم معركة تحرير طرابلس من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، التي تحولت إلى أداة وظيفية لتمرير الأجندات التوسعية التركية في ليبيا ومجمل المنطقة.

ودفعت تلك التطورات التي عكسها التقدم اللافت لقوات الجيش الليبي في كافة محاور القتال، فتحي باشاغا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق إلى التلويح بالذهاب إلى طلب دعم عسكري تركي مباشر، في الوقت الذي عاد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التأكيد على استعداد بلاده لإرسال جنوده إلى ليبيا إذا طلبت حكومة السراج ذلك.

وبعد نحو أسبوع من إعلان المشير خليفة حفتر عن بدء ساعة الصفر لحسم معركة تحرير طرابلس، أكد اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، خلال مؤتمر صحافي عقده ليل الأربعاء – الخميس، أن “الساعات القادمة ستحمل مفاجآت، وأن القوات المُسلحة ستحسم المعركة في العاصمة طرابلس في أي لحظة”.

وكان المشير خليفة حفتر قد أمر في ساعة متأخرة من مساء الخميس الماضي قواته بالتقدم نحو قلب العاصمة طرابلس، مُعلنا عن ساعة الصفر لتحرير طرابلس من الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج.‏

وقال حفتر في تسجيل مرئي مُخاطبا ضباط وجنود الجيش الليبي  “تقدموا الآن أيها الأبطال، كل إلى هدفه المعلوم، لتحطموا القيود وتنصروا المظلوم، وأوصيكم باحترام حرمات البيوت والممتلكات، وقواعد الاشتباك، ومبادئ القانون الدولي الإنساني”.

وتتالت التطورات الميدانية مباشرة بعد بث ذلك التسجيل المرئي، حيث تم تسجيل تقدم الوحدات العسكرية في المحاور المكلفة بها، حتى أن اللواء أحمد المسماري لم يتردد في القول “في المجمل، الأمور الميدانية ممتازة جدا، والمعركة قوية جدا الآن في الأحياء الرئيسية بجنوب وجنوب شرق طرابلس”.

أحمد المسماري: معركة طرابلس لن تتوقف حتى إنجاز كافة المهام القتالية
أحمد المسماري: معركة طرابلس لن تتوقف حتى إنجاز كافة المهام القتالية

 وأكد خلال مؤتمره الصحافي أن معركة طرابلس “لن تتوقف حتى إنجاز كافة المهام القتالية، سنقضي على كل مسلح ميليشياوي، وكل بؤرة إرهابية تهدد الأمن في العاصمة طرابلس”.

وقبل ذلك، أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، العميد خالد المحجوب عن إحكام الطوق على مُسلحي الميليشيات في العاصمة طرابلس، بعد أن تمكنت وحدات وتشكيلات الجيش الليبي من الالتقاء في أغلب نقاط محاور القتال.

وقال في تصريحات له إن “الطوق الأمني على العاصمة طرابلس اكتمل بعد التقاء القوات المهاجمة في أغلب النقاط، من جسر الظاهرة إلى البقيعة، حيث انسحب مُسلحو القوات التابعة لحكومة الوفاق من هناك بالكامل، بما سمح بالتقاء قوات الجيش ببعضها”.

ولفت العميد خالد المحجوب إلى أن الاشتباكات الدائرة حاليا في محيط العاصمة طرابلس “أصبحت شبيهة بقتال الشوارع، على مستوى خط مشروع الهضبة، وبالقرب من صلاح الدين وأيضا في شارع الغاز”.

وأمام هذه التطورات المُرشحة للمزيد من المُتغيرات الميدانية، سارع رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج إلى عقد اجتماع مع وكيل وزارته للدفاع، العميد صلاح النمروش، لمراجعة الوضع العام على جبهات المعارك داخل العاصمة طرابلس.

كما التقى أيضا مع وزير داخليته فتحي باشاغا لمناقشة الوضع الأمني في العاصمة ومحيطها والمدن المجاورة، ليعود باشاغا بعد ذلك إلى التلويح بطلب دعم عسكري تركي مباشر، ترافق مع تتالي دعوات مسؤولي تنظيم الإخوان المسلمين إلى تمكين تركيا من قاعدة عسكرية في التراب الليبي.

واعتبر باشاغا أن طلب الدعم التركي “خيار مفتوح”، قائلا في تصريحات بثتها القناة التلفزيونية التركية الناطقة بالعربية “تي.أر.تي” مساء الأربعاء “إذا تطورت الأحداث فإن حكومة الوفاق ستلجأ إلى طلب الدعم العسكري التركي في كل المجالات بما فيها الجوي ومنظومات الدفاع”.

وأضاف “الخيارات مفتوحة أمام حكومة الوفاق، ومن حقها أن تطلب الحماية…وقد تطلب من تركيا إرسال جنودها إذا تطورت الأحداث”.

 يأتي ذلك في الوقت الذي تؤكد فيه مختلف المُعطيات تقهقر الميليشيات أمام تقدم الجيش الليبي، إلى جانب اهتزاز الحزام الشعبي والسياسي الداخلي والإقليمي والدولي المحيط بحكومة الوفاق بسبب الاتفاقية العسكرية والأمنية المثيرة للجدل التي وقعتها مع تركيا.

ووسط هذه التطورات، عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليؤكد من جديد على أن بلاده “ستعمل على تسريع التعاون مع ليبيا، وهي على استعداد لمساعدة حكومة الوفاق في أي لحظة إذا احتاجت لذلك”.

وأوضح في تصريحات نقلها موقع قناة “روسيا اليوم” أن  “المساعدة التي يمكن لبلاده أن توفرها لحكومة الوفاق في ليبيا تتضمن الدعم العسكري”، علما وأن أردوغان سبق له أن أعلن في وقت سابق من هذا الشهر عن استعداد تركيا لإرسال جنودها إلى ليبيا في حال طلبت حكومة الوفاق ذلك.

4