أمير قطر يتجاهل مقررات القمة الخليجية بالتقرب من إيران

الشيخ تميم: العلاقات مع إيران خاصة، وينبغي أن يكون هناك المزيد من التنسيق بين البلدين.
الخميس 2019/12/19
الهروب إلى الأمام

كوالالمبور- جاء لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الخميس على هامش قمة إسلامية مصغرة تستضيفها ماليزيا، ليؤكد الموقف السلبي للدوحة تجاه مساعي المصالحة ومضيها قدما في سياسة الهروب إلى الأمام بالتقرب إلى الجمهورية الإسلامية التي تحمل مخططا تخريبيا يهدد استقرار دول المنطقة، الخليجية على وجه الخصوص.

وبدل الاستجابة إلى دعوات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التي أطلقها في افتتاح قمة الرياض الخليجية، وحث فيها على وحدة الصف الخليجي وتعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون للتصدي للخطر الإيراني، خيرت الدوحة أن تدير ظهرها إلى محيطها إقليمي.

وتعليقا على اللقاء الذي جمعه بالرئيس الإيراني حسن روحاني، أعرب أمير قطر عن سعادته للاجتماع بالرئيس الإيراني، وقال إن "العلاقات بين البلدين علاقات خاصة، وينبغي أن يكون هناك المزيد من العلاقات والتنسيق بين البلدين نظرا للأوضاع الخاصة التي تمر بها المنطقة".

من جانبه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن "العلاقات بين طهران والدوحة تتطور باستمرار، ووقفنا ونقف إلى جانب دولة قطر، وندين أي ضغوط أو قيود تمارس ضد هذا البلد".

كما شدد على أن "بإمكان البلدين العمل عن كثب في مجالات مختلفة"، مضيفا أن إيران وقطر يجب أن تنتهزا الفرصة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية".

وعكس حضور أمير قطر القمة الإسلامية مقابل غيابه عن قمة الرياض، عدم استغلال الدوحة لفرصة ترك السعودية الباب مفتوحا لأي تحرك إيجابي نحو تحقيق المصالحة.

ويرى خبراء اقتصاديون أن طهران تعمل على استغلال أزمة قطر مع جيرانها من أجل تخفيف حدة العقوبات الأميركية التي أثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني.

ولم تقدم قطر أي تحرك حيال مطالب الدول المقاطعة بضرورة التزام الدوحة بعدم دعم الإرهاب وجماعاته، وتقديم التزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى الحد من التقارب مع إيران، التي تعمل على نشر الفوضى في أكثر من بلد عربي.

موقف سلبي
موقف سلبي

ولم يكن حديث الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري عن التقدم الطفيف حيال جهود المصالحة، حقيقيا في ضوء عدم التزام الدوحة بتطبيق شروط الدول المقاطعة للمصالحة، إضافة إلى استمرارها في سياسة الهروب إلى الأمام عبر التمسك بمواقفها العدائية.

ويصف خبراء تقرب الدوحة إلى إيران، بـ"الخطأ الاستراتيجي" لأنه لا يخدم أمن منطقة الخليج ولا يخدم حتى أمن قطر في حد ذاتها، لأن إيران تهدف من وراء تقربها تحقيق أهداف سياسية ضيقة ضمن مشروعها التوسعي.

وبدل من أن تسلك الدوحة الطريق الأقرب، أي تبديد مخاوف جيرانها من الارتباطات بالجماعات المتشددة، فتحت الأراضي القطرية على مصراعيها أمام الوجود الاستخباري والعسكري التركي والإيراني.