أزمة الثقة تتعمق بين الرئيس الأميركي والمخابرات

زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر يطالب باستدعاء ميك مولفاني وجون بولتون في محاكمة ترامب المتوقعة في إطار مساءلته.
الثلاثاء 2019/12/17
رئيس يراكم الخصوم

واشنطن – يتراكم خصوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الولايات المتحدة، وذلك بالتزامن مع الترجيحات التي تشير إلى أنه قد يكون ثالث رئيس أميركي سيواجه مساءلة.

وتعمقت أزمة الثقة بين أجهزة المخابرات وترامب الذي ما انفك يصفها منذ وصوله إلى البيت الأبيض بالساذجة.

واقترح تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي الأحد طلب شهادة ما لا يقل عن أربعة أشخاص من بينهم كبير موظفي البيت الأبيض بالإنابة ميك مولفاني ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في محاكمة ترامب المتوقعة في إطار مساءلته.

لكن هذه المساءلة لا تعد الملف الوحيد الذي يهدد مستقبل ترامب، حيث أصبحت علاقته مع أجهزة الاستخبارات الأميركية أكثر توترا مما كانت عليه، حيث يتهم الأخير بألا يصغي إلى رؤساء الأجهزة الاستخبارية وأنه يتجاهلها ويتخذ قرارات مفاجئة تخص الأمن الأميركي دون إبلاغهم بذلك.

وكثيرا ما تصادم الجانبان، كما حدث في مايو عندما وافق ترامب في إطار مساعيه للدفاع عن نفسه بوجه اتهامات بالتواطؤ، على رفع السرية عن ملفات التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2015.

وبعد بضعة أسابيع من هذه الحادثة، أعلن مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس عزمه الاستقالة من رئاسة 17 وكالة تشكل مجتمع الاستخبارات.

واقترح ترامب خلفا لكوتس هو جون راتكليف عضو الكونغرس المعروف بترديده نظريات المؤامرة على شبكة فوكس نيوز الإخبارية، لكن راتكليف اضطر لسحب ترشحه أمام الانتقادات الحادة له.

لكن الرئيس تخطى سو غوردون، نائبة كوتس، التي كانت أولى بمنصب المديرة بالإنابة. وقالت غوردون التي أمضت ربع قرن في وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إيه) لمجموعة “ويمنز فورين بوليسي” هذا الشهر إن ترامب أول رئيس “في تجربتي لم تكن لديه أسس أو إطار لفهم ما هي حدود الاستخبارات، وما هو الهدف منها وطريقة مناقشتنا لها”، مضيفة أن جواب ترامب كان كالمعتاد “لا أعتقد أن هذا صحيح”.

علاقة دونالد ترامب  بالمخابرات أصبحت أكثر توترا، حيث يتخذ ترامب قرارات مفاجئة دون إبلاغ أجهزة الاستخبارات
 

وأكد تلك التجربة محلل سابق في “سي.آي.أيه” يعمل حاليا لدى معهد مرموق في واشنطن، بقوله “عندما كنت في ‘سي.آي.إيه’، كان الأهم تقديم مادة في الإيجاز الصحافي الرئاسي اليومي. كان ذلك دائما مسألة كبيرة”. وأضاف المحلل السابق الذي عمل في عهد الرئيسين جورج بوش الابن وباراك أوباما “كنت أعلم أن كليهما كان يأخذ هذه المسألة ببالغ الجدية”.

وتابع “الآن، لدي الانطباع بأن ترامب لا يأبه بما يقدّم إليه، مهما كان، والحقيقة أنه يحصل على إيجازه الصحافي من فوكس آند فريندز” أحد برامجه التلفزيونية المفضلة.

ومع ذلك فإن وزير الخارجية الحالي مايك بومبيو كان أول مدير لـ”سي.آي.إيه” في فترة ترامب. وأصبح شخصية محورية في الإدارة ويواظب على زيارة البيت الأبيض لتقديم الإيجازات، وهو ما يقدره ترامب.

لكن الرئيس الأميركي يعتبر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) الذي فتح التحقيق بشأن تدخل روسيا في انتخابات 2016، من خصومه.

والأسبوع الماضي قال ترامب إن مدير “إف.بي.آي” الذي عينه بنفسه كريستوفر راي “لن يتمكن على الإطلاق من إصلاح” الوكالة التي تعاني من “خلل كبير”. وكان لتصريحاته أثرها.

وفي نهاية 2018 استقال وزير الدفاع جيم ماتيس على خلفية خطة ترامب سحب الجنود الأميركيين من سوريا.

ومع وصف الرئيس ماتيس، الجنرال السابق في المارينز الذي شارك في معارك، بأنه “أكثر جنرال أعطي أكثر من حجمه في العالم”، شعرت كافة الأجهزة الاستخبارية والعسكرية بالإهانة.

وقال براين بيركينز، محلل الإشارات السابق في سلاح البحرية الذي يعمل حاليا لدى معهد “جيمس تاون” للأبحاث “الناس مستاؤون بشكل غير عادي”.

وأضاف “إنهم يعرضون ما يعتقدون أنها أكبر مخاوفهم، وكيفية التصرف، ويتم تجاهلهم كليا”.

وبحسب بيركينز، غادر العديد من عناصر مجتمع الاستخبارات،  لشعورهم بالقلق خصوصا إزاء الاستياء الذي واجهه ماتيس بشأن سوريا وأفغانستان.

وقال بيركينز إن “الاستخبارات ينبغي أن تكون موضوعية لكن إذا كانت الأمور لن يتم استيعابها والإصغاء لها بعقلية منفتحة، فما الهدف؟”.

وفي يناير وصف ترامب أجهزة الاستخبارات بـ”الساذجة” حيال التهديد الذي تمثله إيران.

وكتب ترامب على تويتر “ربما يتعين على الاستخبارات أن تعود إلى المدرسة”، لكنه أكد في وقت لاحق أنه يتفق معها في المواضيع الرئيسية.

5