أقوى أنواع الفلفل اللاذع ينبت تحت الثلوج

فني كهربائي صربي انتقل إلى مجال الفلاحة عن طريق زراعة أقوى أنواع الفلفل الحار في العالم “كارولينا ريبر” داخل خيام مغطاة بالثلج بعيدا عن موطنه الأصلي الولايات المتحدة.
بلغراد - قرر ألكسندر تانيتش زرع نوع من الفلفل يعتبر الأقوى طعما في العالم في أقاصي صربيا، تحت الثلج.
وأقام تانيتش البالغ من العمر 36 عاما خياما زراعية مغطاة بطبقة رقيقة من الثلج، حيث تتدلى عناقيد من حبات الفلفل بألوان مختلفة من الأحمر القاني إلى الأصفر اللامع مرورا بالبرتقالي، في منظر يخطف الأنفاس.
وبدأ الفني الكهربائي السابق عند سفح جبل كوريتنياك في منطقة نيشكا بانيا الغنية بمصادر المياه الساخنة، منذ عام ونيّف العمل في زراعة الفلفل الذي يباع على نطاق واسع ويستخدم في تحضير الصلصات.
وأوضح “حبا في المطبخ وفي الأطباق الحرّيفة، أجريت بحوثا عبر الإنترنت ورأيت أن ثمة أنواعا شتى من الفلفل الحار”.
وأضاف أنه اختبر أنواعا من الفلفل مصدرها الولايات المتحدة وبلدان الكاريبي وآسيا وأميركا الجنوبية، قائلا “كنت أظن أني من كبار رواد الأطعمة الحرّيفة لكن عندما اختبرت هذه الأنواع من الفلفل، أدركت أني لم أكن قد تذوقت قط الطعم الحار الحقيقي”.
ويزرع تانيتش، بمساعدة والده سفيتيسلاف وأحد أصدقائه، حوالي خمسة عشر نوعا من الفلفل، تُعرف كلها بطعمها الحار جدا، بينها “كارولينا ريبر” و”ترينيدا موروغا سكوربيو” و”سيفن بوت هابانيرو” و”ماسترد هابانيرو”.
ويستحوذ “كارولينا ريبر” على لقب أقوى نوع من الفلفل الحار في العالم، وهو رقم مسجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية منذ 7 أغسطس 2013، مع معدل وحدات حرارة يبلغ 1.6 مليون وحدة على مقياس سكوفيل الذي يقيس مستوى مادة الكابساييسين، أي قوة الطعم الحار.
وهناك مقاطع فيديو على قناة اليوتيوب يظهر فيها أشخاص يُجرون تحدي تناول هذا النوع من الفلفل الحار، الذي ينحدر من ولاية كارولاينا الجنوبية (جنوب شرق الولايات المتحدة).
أما “ترينيداد سكوربيون” الذي كان هو الحائز على لقب أقوى نوع من الفلفل الحار في العالم قبل أن يستحوذ عليه “كارولينا ريبر”، فمعدله 1.2 مليون وحدة على مقياس سكوفيل. وعلى سبيل المقارنة، يبلغ معدل الوحدات في فلفل إيسبيليت الذي تشتهر به منطقة الباسك الفرنسية حوالي ألفي وحدة على المقياس ذاته.
وفي حجرة صغيرة يستأجرها تانيتش مقابل حوالي مئة دولار شهريا لزرع محاصيله، تطلق حبات الفلفل المجففة في الهواء جزيئات تشكل إزعاجا للجهاز التنفسي لدى الأشخاص غير المعتادين على الروائح الحادة.
وقال الفني الكهربائي السابق “لدينا مناخ جيد هنا. لا أدري لماذا نحصل على فلفل بنوعية أفضل وحجم أكبر وربما أيضا بطعم أحرّ”.
ويحوّل تانيتش الفلفل إلى صلصات متنوعة ومختلفة تشترك في كونها ذات طعم حار.
ويأمل المزارع الصربي بعد أن قضى زمنا طويلا في إنجاز “أعمال شاقة” بألمانيا والنمسا، في أن تتلقى شركته قريبا التراخيص اللازمة لتوزيع منتجاتها في صربيا وبيعها أيضا في الخارج. ومع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف المقبل، يطمح تانيتش إلى تنظيم مسابقة تشبه تلك التي تقام للأشخاص الباحثين عن أحاسيس قوية ممن يتناولون أطعمة تحوي كميات من الفلفل الحار جدا في بلدان مثل بريطانيا أو الولايات المتحدة أو الصين.