طهران تختبر واشنطن بالحديث عن العودة للتفاوض

طهران – يواصل الرئيس الإيراني التلميح إلى إمكانية استئناف المباحثات مع الولايات المتحدة لفك العزلة التي تعيش على وقعها بلاده.
وتدرك السلطات في طهران أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيسعى بكل ما أوتي من قوة إلى تحقيق نصر دبلوماسي سواء كان ذلك مع إيران أو أفغانستان أو الصين أو غيرها في سنة إعادة الانتخاب.
وكثف المسؤولون الإيرانيون ترديدهم خلال الفترة الماضية إمكانية العودة لطاولة المحادثات مع الولايات المتحدة التي لا تتفاعل بشكل رسمي مع هذه الدعوات بل بالعكس تقابلها بتصعيد آخر من خلال التأكيد على ضرورة مواصلة الضغط على طهران.
وقال روحاني، الأربعاء، إن إيران ستتغلب على العقوبات الأميركية إما بالالتفاف عليها أو من خلال المفاوضات، مضيفا أن بلاده لن تتجاوز “الخطوط الحمراء” في أي محادثات مع واشنطن.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن روحاني قوله “الحكومة عازمة على هزيمة العدو إما بالالتفاف على عقوبات أميركا… أو من خلال وسائل عديدة منها المحادثات، لكننا لن نتجاوز خطوطنا الحمراء”.
وتصر طهران على ضرورة رفع العقوبات لاستئناف المباحثات، بينما يتمسك ترامب بضرورة منحه ضمانات ملموسة للعودة إلى التفاوض. ويبدو وفقا لمراقبين أن هذه النوايا لن تتجاوز التصريحات لاسيما مع مواصلة طهران تخفيض التزاماتها حيال الاتفاق النووي.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد تعهد، الأربعاء، بمواصلة تكثيف الضغوط القصوى على طهران.
وأعرب بومبيو عن أمله في أن يؤدي تبادل الأسرى مع إيران إلى مسعى أوسع نطاقا لإطلاق سراح معتقلين أميركيين.
وبالرغم من الضغوط التي تكرسها الولايات المتحدة لتحجيم دور إيران في المنطقة إلا أن العديد من المؤشرات الصادرة عن إدارة الرئيس دونالد ترامب مثلت مدعاة للتساؤل عن نوايا سيد البيت الأبيض للعودة للتحاور مع إيران.
وعشية تبادل أسرى بين إيران والولايات المتحدة عبر الوسيط التقليدي سويسرا، في السابع من الشهر الجاري، خرج ترامب ليتوجه بالشكر إلى طهران عن هذه الخطوة.
وأضاف ترامب “هل رأيتم، نستطيع إنجاز اتفاق معا”. ويثير كلام ترامب الكثير من التساؤلات عن الخطوات التي ينوي الملياردير الأميركي القيام بها حيال ملف إيران النووي.
وتُضاف إلى هذه التخمينات ردة فعل ترامب حيال الاحتجاجات التي شهدتها إيران، فقد شعر المحتجون العزل الذين تعرضوا للقمع من قبل السلطات للخذلان من واشنطن بالفعل، وهو ما يكشف عدم تحمس واشنطن للإطاحة بالنظام الإيراني.
وعندما سُئل ترامب عن رأيه إزاء احتجاجات إيران رفض الإجابة، وبعد ارتباك قال إن النظام الإيراني ’’ يقتل شعبه بطريقة مروعة’’. وتعاني إيران من أزمة اقتصادية بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على طهران بعد الانسحاب الأحادي الذي قامت به واشنطن من الاتفاق النووي.
وتزداد عزلة إيران أكثر في ظل تقلص نفوذها الإقليمي بسبب انتفاضتي العراق ولبنان في وجه أذرع طهران التي عجزت عن تطويق الاحتجاجات رغم استعمال ميليشيات إيران في العراق القوة ما تسبب في سقوط مئات الضحايا.
وبالرغم من الصفعات التي تواجهها إقليميا ودوليا إلا أن إيران تواصل أعمالها العبثية في المنطقة بعد أن كانت قد هاجمت في وقت سابق منشأتي أرامكو النفطيتين السعودية، ودانت آنذاك كل من المملكة العربية السعودية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة إيران محمّلين إياها مسؤولية الهجمات.
وتسببت هذه الممارسات في إرسال الولايات المتحدة مزيدا من الجنود للشرق الأوسط بغية حماية مضيق هرمز الذي اعترضت فيه إيران ناقلات نفط وكذلك حماية الاستقرار الأمني في المنطقة من التهديدات والعبث الإيراني.