قمة الناتو تعتبر الصين عدوا جديدا

قمة الناتو تختتم أشغالها وسط أجواء مشحونة وتصدر بيانا يشير إلى اعتبار الصين عدوا محتملا لأول مرة في تاريخ قمم الحلف.
الخميس 2019/12/05
القمة لم تتطرق لمطالب ماكرون ببدء نقاش استراتيجي أساسي

لندن – اختتمت، الأربعاء، قمة حلف شمال الأطلسي وسط أجواء مشحونة بين قادة أعضائه أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وأشار البيان الختامي للقمة إلى اعتبار الصين عدوا محتملا لأول مرة في تاريخ قمم الحلف، ليخالف البيان تخمينات الرئيس الفرنسي الذي قال إن الولايات المتحدة تريد أن يتواصل حلف الناتو مع روسيا والصين.

وجاء في البيان “ندرك أن التأثير المتزايد للصين وسياستها الدولية تمثّل فرصا وتحديات في الوقت ذاته، يجب علينا كحلف التعامل معها بشكل مشترك”.

وأشار البيان إلى أن دول الناتو تعدّ الجيل الخامس المعياري لشبكات المحمول، الذي تعتبر شركة هواوي الصينية الرائدة فيه، مجالا إشكاليا محتملا، “وندرك ضرورة الرهان على أنظمة آمنة وقادرة على المقاومة”، حسبما جاء في البيان بشأن هذا الموضوع.

ولكن البيان لم يستجب لرغبة الولايات المتحدة في أن تتعهد الدول الأعضاء بالحلف بالتخلّي عن منتجات شركة هواوي عند إقامة شبكات محمول الجيل الخامس.

وكانت دول، مثل بريطانيا وألمانيا، قد أكدت مرارا أنها لا تشارك الولايات المتحدة انتقاداتها الأساسية لهواوي.

بيان الناتو لم يستجب لواشنطن في تعهد الدول الأعضاء بالتخلي عن منتجات شبكات محمول الجيل الخامس لهواوي

وترى الولايات المتحدة أنه لا يمكن إقامة شبكات آمنة باستخدام منتجات شركة هواوي، وذلك لأنه من المحتمل أن تضطر الشركة في بعض الحالات لتمرير بيانات لمستخدمي هذه المنتجات إلى الحكومة في بكين.

وشدّد مجلس الحلف في بيانه الختامي على ضرورة تعزيز التنسيق السياسي بين شركاء الحلف، وذلك استجابة لمطالب الحكومة الألمانية. ولكن الدول الأعضاء بالحلف لم تستطع الاتفاق على تعيين مجموعة عمل، واكتفى البيان بمطالبة الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، بتقديم اقتراح بشأن “عملية انعكاسية تقدمية”.

ولم يتطرق البيان الختامي إلى مطالب ماكرون التي دعا فيها لبدء نقاش استراتيجي أساسي، وكذلك لم يتطرّق إلى رغبته في تعزيز الحوار مع روسيا. وفي ما يتعلق بروسيا، جاء في البيان الختامي للحلف، كما دأبت عليه بيانات سابقة، أن عملياتها العدوانية تمثّل “خطرا على الأمن الأوروأطلسي”، مشددا على أنّ الحلف يظل منفتحا على الحوار مع روسيا، ومنفتحا على إقامة شراكة بناء معها، إذا جعلت العمليات الروسية ذلك ممكنا.

وفي الوقت ذاته أكد مجلس الحلف على أن الدول الأعضاء بالحلف ستظل تراهن على الأسلحة النووية لضمان الردع الفعّال الذي يتمتع بالمصداقية، “وطالما كانت هناك أسلحة نووية فإن الناتو سيظل حلفا نوويا”، حسبما جاء في البيان.

وأكدت الدول الأعضاء مرة أخرى صراحة على مضمون المادة الخامسة من اتفاقية الحلف، والتي تنصّ على اعتبار أيّ هجوم مسلح على أحد الحلفاء داخل الناتو هجوما على جميع الدول الأعضاء بالحلف.

5