المجزرة ضد شعب إيران يتردد صداها على تويتر

تغريدات الإيرانيين بالإنكليزية والفرنسية انتقاد لصمت الإعلام العالمي.
الخميس 2019/12/05
كذبة من وجهة نظر النظام الإيراني

مغردون إيرانيون يدشنون هاشتاغا على تويتر باللغة الإنكليزية هدفه إيصال أصواتهم إلى العالم، منتقدين تواطؤ البلدان الأوروبية والإعلام العالمي مع “النظام الوحشي” في بلادهم.

طهران - نشط على موقع تويتر في اليومين الماضيين هاشتاغ #Eyes On Iran (عيون على إيران) احتوى تغريدات باللغتين الفرنسية والإنكليزية هدفه إيصال أصوات الإيرانيين إلى العالم بعد القمع الذي تعرض له المحتجون الإيرانيون.

وكتب حساب تغريدة على صورة قال إنها لضحايا القمع الوحشي للاحتجاجات في إيران:

IranyanJoker@

قام النظام الإسلامي في إيران بإغلاق الإنترنت. لقد قتل المئات منا بكل أحلامهم. دفنوهم في الصحاري. أخذ الآلاف منا رهائن ونحن في خطر الآن.

ويصر الإيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي على أن حصيلة الضحايا وصلت لأكثر من 900 محتج.

وقال مغرد في هذا السياق:

mamadou_babaei@

خلال الاحتجاجات الإيرانية، ذبحت الجمهورية الإسلامية أكثر من 900 من المدنيين الأبرياء. أصيب أكثر 6000 شخص وتم اعتقال 13000.

اتفاقية إنستيكس وصمة عار في وجه الإنسانية.

ويشير المغرد إلى ترحيب دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا، السبت، بانضمام 6 دول لآلية التعامل التجاري مع إيران (إنستيكس)، مؤكدا أن ذلك التطور يبرهن على التزام تلك الدول بالاتفاق النووي مع إيران.

وكتب حساب في نفس السياق:

AnitaShaliil @              

في الأيام التي كانت فيها الحكومة تقتل الشعب الإيراني، كانت عدة دول أوروبية تنشئ قناة مالية للجمهورية الإسلامية، في محاولة لإبقاء هذه الحكومة المتوترة حية من خلال التنفس الاصطناعي.

والثلاثاء، تدفقت على الإنترنت تسجيلات فيديو تصور مشاهد مفزعة لمحتجين ينزفون وحواجز طرق مشتعلة وقناصة على الأسطح بعد أن رفعت إيران التعتيم التام على الإنترنت، لتظهر حملة القمع التي يصفها محللون بأنها الأكثر دموية التي يشنها النظام.

وصرح كامران متين، المحاضر البارز في العلاقات الدولية بجامعة ساسكس في بريطانيا، أن هذا القمع “كان أشد قسوة” مما كان عليه خلال الاحتجاجات السابقة في إيران. وأضاف “جميع مقاطع الفيديو التي شاهدتها قبل أن يتم إغلاق الإنترنت تظهر أن الفترة ما بين تجمع الناس وإطلاق النار بهدف القتل كانت قصيرة جدا”.

واندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد في 15 نوفمبر بسبب قرار السلطات رفع أسعار الوقود كجزء من محاولة تخفيف الضغوط على الاقتصاد المتضرر من العقوبات المفروضة على طهران.

وقامت السلطات بوقف الإنترنت بحسب ما ذكر موقع “نيت بلوكس” الذي يرصد انقطاعات الإنترنت، ما أخفى عن العالم ما جرى خلال الاحتجاجات.

ومع استعادة الإنترنت تدريجيا بعد أسبوع وتصريح المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بأنه تم إحباط مؤامرة “خطيرة للغاية”، بدأت صورة الأحداث تظهر تدريجيا.

وتظهر العديد من مقاطع الفيديو من بعض المناطق التي اندلعت فيها التظاهرات ويقدر عددها بنحو 100 منطقة، قوات الأمن تطلق النار من مسافة قريبة على المتظاهرين العزل أو تضربهم بالهراوات.

وتظهر بعض اللقطات غير الواضحة أشخاصا ينزفون وهم ملقون على الأرض ويصرخون بفزع بينما يهرع آخرون لمساعدتهم.

ويظهر تسجيل آخر العديد من المسلحين في زي أسود يطلقون النار من على سطح مبنى حكومي في جافانرود غرب طهران في محافظة كرمنشاه.

وتُسمع أيضا أصوات حشود تطلق شعارات ضد الأجهزة الأمنية والنخبة الحاكمة وتعبر عن إحباطها بسبب التضخم والبطالة.

وذكرت منظمة العفو الدولية أنه يعتقد أن 208 أشخاص قتلوا في الاحتجاجات، ويتوقع أن تكون الحصيلة أكبر بكثير.

ورفضت السلطة القضائية الإيرانية حصيلة القتلى واعتبرتها “محض أكاذيب”.

ونشر مغردون صورا مرفقة بتغريدات تحث المجتمع الدولي على التحرك لإنقاذ الشعب الإيراني من آلة القمع:

مغرد باللغة الفرنسية:

ForEveryBdy@

هناك جريمة ضد الإنسانية في إيران

ونشر مغردون نفس التغريدة باللغة الإنكليزية.

وأمطر مغردون حساب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر بتغريدات وصور مؤلمة.

وكتب مغرد تعليقا على صورة:

shayan_shahnazi@

امرأة حامل وطفلها الذي لم يولد بعد قُتلا على يد الملالي في الشارع!

لمدة أربعين سنة كنا رهائن الملالي.. الآن نريد أن نكون أحرارا!

وانتقد مغرد:

Nikfar_@

رد نظام الجمهورية الإسلامية بقمع وحشي للاحتجاجات السلمية

ورد الاتحاد الأوروبي، الذي يدعم النظام إلى جانب روسيا، على هذه المجزرة بصمت ومقاطعة! تماما مثلما فعلت وسائل الإعلام العالمية.

وقال حساب:

FarhadiIvar@

لن ينسى الإيرانيون الخيانة الواضحة للأوروبيين.

ورغم عمليات التدقيق، إلا أن رسم صورة كاملة لما حدث لا يزال أمرا صعبا.

وذكرت ناظلة فتحي مؤلفة كتاب “الحرب الوحيدة: قصة امرأة واحدة في الصراع من أجل إيران الحديثة”، “نحن لا نرى الصورة كاملة”.

وأضافت “أنت فقط ترى ما أمام الكاميرا، لذلك من الصعب حقا تحديد الأرقام: كم عدد الأشخاص الموجودين هناك، وكيف تم تحريضهم… ماذا لو كانت مقاطع فيديو قديمة؟ هناك العديد من التساؤلات”.

وذكرت منظمة العفو الدولية أن “عائلات الضحايا تعرضت للتهديد وتم تحذيرها من التحدث للإعلام”.

ولكن بعض العائلات لم تأبه بالتحذير، بينها عائلة بويا بختياري، أحد الأشخاص الذين أكدت المنظمة مقتلهم.

وأرسلت العائلة تسجيلات فيديو إلى الناشطة المقيمة في الولايات المتحدة ماسيح علي نجاد.

وفي التسجيل يكشف شخص ما جثة بختياري والمكان الذي أصيب فيه بعيار ناري في الرأس.

ولكن بالنسبة للعديد من العائلات فإن الخوف من الانتقام يمنعها من الحديث.

وتردد أن الصحافي محمد مساعد اعتقل بعد التفافه على حظر الإنترنت وكتب تغريدة “مرحبا أيها العالم الحر. لقد استخدمت 42 طريقة مختلفة لكتابة هذا! الملايين من الإيرانيين منقطعون عن الإنترنت. هل تسمعوننا؟”.

وقال كافيه أزارهوش الباحث البارز في “سمول ميديا” التي ترصد الوصول إلى المعلومات والحقوق الرقمية في إيران، إن العديد من الإيرانيين خائفون على الأرجح من نشر تسجيلات الفيديو مباشرة ويختارون بدلا من ذلك

إرسالها إلى الصحافيين والنشطاء في الخارج.

وأضاف “مؤسسة صنع القرار أدركت أنه لا يمكن التحكم في كيفية استخدام الأشخاص للإنترنت بمجرد التحكم في عملية قطعها أو توفيرها، يجب أن يكون هناك عامل التخويف من استخدام الإنترنت”.

19