سحر مورينيو يتقادم

هل ما زال مورينيو قادرا على أن يعيد تجديد نفسه وكتابة التاريخ في الأندية الكبرى بالدوري الممتاز؟
الجمعة 2019/11/22
ساعات قليلة على أول اختبار جدي مع توتنهام

طغى خبر إقالة المدرب الأرجنتيني لتوتنهام ماوريسيو بوكيتينيو على إعلان تولي جوزيه مورينيو المقاليد الفنية للنادي الإنكليزي في دلالة فسّرها البعض ربما بتراجع سحر المدرب البرتغالي في السنوات الأخيرة وأصبح اختياره لقيادة بعض الفرق الإنكليزية روتينيا.    

لكن مهما يكن، فإن هناك حاجة ماسة لمورينيو في الدوري الإنكليزي الممتاز. لقد فَقدَ هذا الدوري منذ نهاية الموسم الماضي وبداية هذا الموسم شيئا من نكهته بغياب هذا المدرب الظاهرة. باتت الحاجة لمتابعة شطحات وحركات "السبيشل وان" التي تتبعها عدسات المصورين على أرضية الملاعب الإنكليزية ملحّة أكثر من أي وقت مضى.

ارتبط اسم البرتغالي بأكثر من ناد إنكليزي في المواسم الأخيرة، وهو يحط الرحال الآن بتوتنهام ضمن رحلة ثالثة له بالدوري الممتاز بعد تشيلسي ومانشستر يونايتد. 

لكن هل ما زال مورينيو قادرا على أن يعيد تجديد نفسه وكتابة التاريخ في الأندية الكبرى بالدوري الممتاز بعد توليه رسميا مقاليد القيادة الفنية لتوتنهام خلفا لماوريسيو بوكيتينيو؟ الإجابة ستحددها مجريات الأحداث في سباق الدوري الذي يعود للنشاط اليوم السبت وينتظر أن يبرز فيه البرتغالي كعادته على دكة البدلاء بنظرته اللافتة وأسلوبه المنتفض مع كل صافرة للخصم وكل عملية يرى أنها ضد مجرى أحداث فريقه الجديد. 

في الجانب الآخر من الأحداث كشفت بعض المصادر أن المدير الفني الجديد لتوتنهام وضع شروطا قبل أن يوافق على تولي مقاليد القيادة الفنية للنادي الشمالي للعاصمة. من بين ما اشترطه مورينيو هو الإبقاء على بعض الوجوه التي يمكن البناء عليها للقيام بالثورة المنتظرة داخل الفريق القابع بمراكز متأخرة.

نظريا تبدو هذه الشروط معقولة لجهة أهمية العنصر البشري ودوره الأساسي في النهوض بالفريق وقيادة المعركة إلى آخر نفس. لكن تطبيقيا تبدو الفكرة في مجملها عسيرة الهضم خصوصا لمجموعة كبيرة من لاعبي توتنهام تعودوا على علاقة أفقية ربطتهم بمدربهم السابق بوكيتينيو، فشاءت حتمية سوء النتائج أن تفرّق بينهما، ويمكن أن يلجأ بعضهم إلى طلب الرحيل.

بدا ذلك واضحا عبر الرسائل العاطفية العديدة التي وجهها أغلب نجوم الفريق إلى مدربهم السابق إثر إقالته من منصبه الثلاثاء الماضي. تراوح فحوى هذه الرسائل الذي كشفت عنه بعض التقارير الصحافية بين التباكي على الرحيل المحتوم والأمنيات للأرجنتيني بالتوفيق في مستقبله التدريبي. 

عكست هذه الصورة مستوى كبيرا من الصداقة والزمالة بين المدرب ولاعبيه رغم الظروف الصعبة التي مر بها الفريق. هيمن الحسّ العاطفي لقوة العلاقة بين المدرب ولاعبيه على كل أدبيات السحر الأخرى ليعكس إنسانية المدير الفني الأرجنتيني في التعامل مع عناصر الفريق قبل تكتيكيه على أرض الميدان.

هل يدرك مورينيو كيفية بناء هذا النوع من العلاقات طوال تاريخه التدريبي.. ربما!  لكن ما تكشف عنه المدونات التاريخية لـ"السبيشل وان" يشير إلى العكس تماما مما ينتظر أن تكون عليه العلاقة بين المدرب ولاعبيه.

فقط هم قلائل الذين تغنى بهم مورينيو طوال مسيرته التدريبية لأنهم أخرجوه من ورطة النتائج والألقاب على غرار كريستيانو رونالدو وزلاتان إبراهيموفيتش وغيرهما. في ما تبقى فإن التاريخ حافظ لخصومات مورينيو مع لاعبيه وخصوصا أولئك الذين ينصبون له العداء بقصد منهم أو دونه.   

ساعات قليلة تفصل مورينيو على أول اختبار جدي مع النادي الشمالي ضد وست هام. لكن ماذا لو حصلت المفاجأة وانقاد الفريق إلى هزيمة، وهو أمر متوقع، حينها سيشغل البرتغالي أسطوانة اللقاء الأول مع النادي وحيثياته، فيما سيكون الانتصار بمثابة قشة النجاة للمدير الفني الجديد للانطلاق ومحاولة تجديد أحلامه مع منافسات البريميرليغ.