ترامب: قطع الإنترنت في طهران يخفي "موتا ومآسي"

واشنطن ـ بعد إدانة الاتحاد الأوروبي لأعمال العنف في طهران وحثها على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" في التعامل مع الاحتجاجات التي تهز البلاد، اتّهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكومة الإيرانيّة بقطع الإنترنت للتستّر على ما يجري من "موت ومأساة" وسط موجة من الاحتجاجات التي شهدتها إيران خلال الأيّام الماضية.
وحذرت واشنطن طهران من مغبة ارتكاب مزيد من الانتهاكات بحق المحتجين السلميين الرافضين لقرار الرفع من سعر البنزين. فيما تسعى القيادة الإيرانية إلى التقليل من قيمة الزخم الذي شهدته المظاهرات المناهضة للحكومة والحديث عن نجاحات وهمية في تطويق الاحتجاجات بالقوة.
وكتب ترامب على تويتر "لقد أصبحت إيران غير مستقرّة إلى درجة أنّ النظام أغلق شبكة الإنترنت لديهم بالكامل حتّى لا يتمكّن الشعب الإيراني العظيم من التحدّث عن العنف الهائل الذي يحدث داخل البلاد". وأضاف "إنّهم لا يُريدون أيّ قدر من الشفافية، معتقدين أنّ العالم لن يكتشف الموت والمأساة التي يسبّبها النظام الإيراني!".
لكن السلطات الإيرانية بدأت في إعادة خدمات الانترنت تدريجيا بعد أن قال الحرس الثوري إن الوضع بات تحت السيطرة، وقالت وكالات أنباء محلية وسكان الخميس إن طهران بدأت في إعادة خدمات الإنترنت في العاصمة طهران وعدد من الأقاليم بعد أن قطعتها لأيام على مستوى البلاد بهدف احتواء احتجاجات عنيفة على رفع أسعار الوقود.
من جهته، حضّ وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الخميس المحتجّين الإيرانيّين على إبلاغ الولايات المتّحدة بأيّ صور ومعلومات أخرى تُوثّق "عمليّات قمع" الاحتجاجات من جانب النظام الإيراني، متعهّدًا بمعاقبة مرتكبي "الانتهاكات".
وكتب بومبيو تغريدة على تويتر بالفارسيّة ثم بالإنكليزيّة جاء فيها "طلبتُ من المحتجّين الإيرانيّين أن يُرسلوا لنا أشرطة الفيديو والصور والمعلومات التي توثّق حملة النظام على المتظاهرين". وأضاف أنّ "الولايات المتّحدة ستنشر هذه الانتهاكات وتُعاقب" مرتكبيها.
واندلعت التظاهرات الجمعة الماضي والتي تمّت خلالها مهاجمة محطّات وقود ومفوّضيات شرطة ومساجد وأبنية عامّة، مساء الجمعة بعد ساعات من إعلان الحكومة عن تعديل نظام دعم أسعار البنزين تستفيد منه الأسر الفقيرة لكنّه ترافق مع رفع كبير لأسعار البنزين في محطات الوقود.
وخرجت التظاهرات في وقت يشهد العراق المجاور احتجاجات شعبيّة واسعة تُطالب السلطات بحلّ مشكلات الطبقات الفقيرة ووقف تدخّل إيران في الشؤون العراقيّة.
وتعتبر طهران أنّ ما يجري في العراق وما جرى في إيران مؤامرات حاكتها أياد خارجيّة معادية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية خصم إيران الإقليمي.
واتّهمت منظّمة العفو الدولية السلطات باللجوء المفرط إلى "القوّة المميتة لسحق تظاهرات سلميّة في معظمها" وقدّرت "مقتل 106 متظاهرين على الأقلّ".
لكنّ البعثة الإيرانيّة في الأمم المتّحدة في نيويورك اعتبرت أنّ هذه الأرقام "غير موثوقة".
من جهته، حضّ الاتّحاد الأوروبي قوّات الأمن الإيرانيّة على التزام "أقصى درجات ضبط النفس"، معتبرًا أنّ "أيّ شكل من أشكال العنف غير مقبول"، ومشدّدًا على "ضرورة ضمان الحقّ في حرّية التعبير والتجمّع".
وردّت طهران باتّهام الاتّحاد بالتدخّل، مطالبةً أوروبا "بتفسير لماذا لم تفِ بوعودها" بمساعدة إيران على تجاوز العقوبات الأميركيّة التي أدخلت الاقتصاد الإيراني في ركود شديد.
وندّدت ألمانيا الخميس بـ"الأفعال غير المتناسبة لقوّات الأمن" خلال التظاهرات.
وقالت متحدّثة باسم الخارجيّة الألمانيّة في بيان "ندعو قوّات الأمن الإيرانيّة إلى التزام أقصى حالات ضبط النفس"، متوقّعة من "المسؤولين الإيرانيّين أن يرفعوا بالكامل حظر الإنترنت".
في طهران، قال إحسان "مداخيلنا لم تزد البتّة. لكنّ نفقاتنا تضاعفت ثلاث مرّات أو أربع". أضاف "إذا استمرّ الأمر، سيكون من الصعب حقيقة" مواجهته.
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانيّة، بدأت الدولة دفع الدعم الشهري الإثنين والذي يتراوح بين 4 و15 يورو بحسب الأسَر. ويدفع هذا الدعم للفئات الأكثر هشاشة من المجتمع، في مقابل رفع سعر البنزين. وسيشمل الدعم 60 مليون شخص بحلول السبت.
للمزيد: