واشنطن تقف في صف المحتجين لكبح جماح التدخل الإيراني في العراق

البيت الأبيض: العراقيون لن يقفوا مكتوفي الأيدي طالما النظام الإيراني يستنزف مواردهم ويستخدم الجماعات المسلحة لمنعهم من التعبير عن آرائهم بطريقة سلمية‎.
الاثنين 2019/11/11
شبابُ العراق يتطلع إلى حياة حرة كريمة

واشنطن - يبدو أن المناورة الإيرانية في العراق وصلت إلى طريق مسدود خاصة بعد أن ندد البيت الأبيض في بيان بالتدخل الإيراني، معتبرا أن تدخل طهران لن يسمح بعودة العراق إلى طبيعته.

وقال البيت الأبيض في تعليقه على الأوضاع بالعراق، إن العراقيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما يستغل النظام الإيراني مواردهم.

وأضاف أن النظام الإيراني يستخدم الجماعات المسلحة وحلفائها السياسيين من أجل قمع الشعب العراقي.

وحضّت الولايات المتّحدة الأحد السلطات العراقيّة على إجراء انتخابات مبكرة والقيام بإصلاحات انتخابيّة، داعيةً إلى إنهاء أعمال العنف ضدّ المتظاهرين والتي خلّفت مئات القتلى.

وقال البيت الأبيض في بيان إنّ واشنطن تريد من "الحكومة العراقيّة وقف العنف ضدّ المحتجّين والوفاء بوَعد الرئيس (برهم) صالح بتبنّي إصلاح انتخابي وإجراء انتخابات مبكرة".

وأضاف "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الهجمات المستمرة ضد المتظاهرين والناشطين المدنيين والإعلام، وكذلك ازاء القيود المفروضة على الوصول إلى الإنترنت في العراق".

من جهتها، اقترحت بعثة الأمم المتحدة في العراق خطة لتجاوز أزمة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من قوات الأمن والمحتجين.

وحذرت البعثة في بيان الليلة الماضية، من "تراكم الإحباطات بسبب عدم تحقيق تقدم في الستة عشر عاما الماضية".

وأعدت البعثة مجموعة من المبادئ والتدابير من أجل تجاوز الأزمة، وقالت إنها أعدتها بعد "التشاور مع قطاع واسع من الأطراف والسلطات العراقية (بما في ذلك الرئاسات الثلاث ومجلس القضاء الأعلى وعدد من المتظاهرين بالإضافة إلى ممثلين عن النقابات)".

وتضمنت المبادئ " حماية الحق في الحياة قبل كل شيء، وضمان الحق في التجمع والتظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي وفقاً لما كفله الدستور"، كما تضمنت "ممارسة أقصى قدر ممكن من ضبط النفس في التعامل مع المظاهرات بما في ذلك عدم استخدام الذخيرة الحية".

وحثت على " الإصلاح الانتخابي، بحيث يتم الانتهاء من وضع إطار قانوني موحد بدعم فني من الأمم المتحدة وتقديمه بعد فترة وجيزة إلى مجلس النواب. ويتم استكمال الإجراءات البرلمانية في أقرب وقت ممكن".

ودعت البعثة النخبة السياسية على أن تكون قدوة في محاربة الفساد من خلال كشف المصالح المالية داخل البلاد وخارجها، سواء أكانت بأسمائهم أو تحت أسماء أخرى.

ويصر المتظاهرون بالعراق على المضي في مطالبهم برحيل الطبقة السياسية التي أدارت البلاد طوال السنوات الـ16 الماضية لفشلها في تثبيت ركائز الدولة.

وقُتل ثلاثة متظاهرين في جنوب العراق الأحد كما سقط عشرات الجرحى برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار في وسط العاصمة، فيما حذرت منظمة العفو الدولية من "حمام دم".

وفشلت الحكومة العراقية في إيجاد مخرج من أكبر تحد يواجهها في سنوات. وكسرت الاضطرابات حالة الهدوء النسبي التي تلت هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في 2017.

واستمرت الاحتجاجات التي هزت السلطات العراقية، مترافقة مع أعمال عنف دامية أسفرت منذ انطلاق التظاهرات في الأول من أكتوبر عن مقتل 319 شخصا غالبيتهم من المتظاهرين، حسب حصيلة رسمية أعلنت صباح الأحد، وإصابة أكثر من 12 ألفا.

واتفقت الكتل السياسية العراقية السبت على وضع حد للاحتجاجات، في وقت يتهمها المحتجون بالولاء لإيران التي يعتبرونها مهندسة النظام السياسي في البلاد.

وتعتقد أوساط سياسية عراقية أن المناورات السياسية والوعود التي عرضتها الطبقة السياسية وصلت إلى طريق مسدود، وأنه لم يبق لإيران سوى مواجهة عشرات الآلاف من المحتجين مثلما أوحى بذلك خطاب المرشد الأعلى علي خامنئي الأربعاء الماضي.

وبعد هذا الاتفاق على "العودة الى الحياة الطبيعيّة"، كثّفت قوات الامن قمع المتظاهرين، فيما لا تزال البلاد بلا انترنت وبالتالي دون مواقع تواصل اجتماعي منذ نحو أسبوع.

 رفض التدخل الإيراني.. صحوة عراقية
 رفض التدخل الإيراني.. صحوة عراقية

للمزيد: