ترميم ملفات جهاز ستازي من ملايين القصاصات

برلين - تمضي باربرا بونيش معظم أيامها في جمع قصاصات ورق من مجموعة هائلة من الوثائق، التي مزقتها الشرطة السرية (ستازي) المرهوبة الجانب في ألمانيا الشرقية سابقا.
وباربرا هي عضو في فريق مؤلف من 10 أشخاص يقومون بعناء بإعادة تشكيل تقارير المراقبة والرسائل الخاصة ووثائق السياسات العامة، التي كانت تملكها وزارة الأمن الداخلي في ألمانيا الشرقية (ستازي)، وحاولت يائسة تمزيقها والتخلص منها بعدما انهار النظام الشيوعي قبل 30 عاما.
عندما سقط جدار برلين في التاسع من نوفمبر 1991، بدأت الشرطة السرية بتمزيق ملفاتها. لكن آلات التمزيق تعطلت نتيجة الضغط الكبير عليها، ما اضطرهم إلى تمزيق تلك المستندات يدويا ثم حرقها.
وبعد سقوط النظام، اقتحمت “لجان المواطنين” مكاتب “ستازي” ومن ضمنها مقرها الرئيسي في برلين الشرقية، وصادرت الملايين من الملفات والمستندات، إضافة إلى أكياس من الوثائق الممزقة لاستخدامها في المستقبل.
وكانت الشرطة السرية “ستازي” من أكثر الأجهزة العالمية فعالية في القمع الذي تمارسه الدولة في ذلك الوقت.
وقد وظفت أكثر من 270 ألف شخص، من بينهم مخبرون مندسون بين السكان، خلال فترة الحرب البادرة، ما جعل مجتمع ألمانيا الشرقية من أكثر المجتمعات المراقبة في الكتلة الشرقية.
وبعد مرور ثلاثة عقود، ما زالت أسرارها تتكشف لبونيش وزملائها في المكتب الفيدرالي لوكالة المحفوظات التابعة لـ”ستازي”، المسؤولة عن إعادة جمع الوثائق الممزقة.
وقالت بونيش، التي كانت من سكان ألمانيا الشرقية مع ابتسامة على وجهها، “أنا أستمتع في هذا العمل، فهو شبيه بعمل المحققين”.
وأضافت، “إنه من دواعي سرورنا أن نكون قادرين على جمع هذه المستندات التي مزقت قبل 30 عاما… لأنني على يقين بأن هذه الأوراق سيدرسها أحد العاملين في مجال الأرشيف، ويساهم في تقبلنا للماضي.