تركيا تهدّد مجددا بإعادة أسرى داعش إلى دولهم

وزير الداخلية التركي سليمان صويلو يقول إن بلاده ستعيد أسرى تنظيم داعش إلى دولهم حتى إذا ألغيت جنسياتهم، منتقدا نهج الدول الأوروبية بشأن القضية.
الاثنين 2019/11/04
تركيا تريد تجميل صورتها القاتمة بمزاعم مكافحة الإرهاب وطرد الجهاديين

أنقرة - أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن بلاده سترحل عناصر داعش إلى بلدانهم سواء أُسقطت الجنسية عنهم أم لا، منتقدا نهج الدول الأوروبية بشأن القضية.

وتأتي تصريحات وزير الداخلية التركي لتعمّق عزلة أنقرة من خلال ابتزازها لدول حليفة.

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عنه: "سنرسل عناصر داعش المحتجزين لدينا إلى بلدانهم سواء أُسقطت الجنسية عنهم أم لا".

وكشف عن أنه يوجد ما يقرب من 1200 عنصر من داعش موقوفون في السجون التركية.

وأشار إلى إلقاء القبض على 287 عنصرا من التنظيم، بينهم نساء وأطفال، منذ إطلاق تركيا لما أسمته عملية "نبع السلام" شرق الفرات في سوريا في التاسع من أكتوبر الماضي.

وأشار إلى أن السلطات "تعمل على إحالتهم إلى السلطات القضائية، حيث سيتم إرسالهم إما إلى السجون أو إلى مراكز الترحيل لإعادتهم إلى بلدانهم".

وكان صويلو شدد الأحد على أن "تركيا ليست فندقا لعناصر داعش من مواطني الدول الأخرى"، لافتا إلى أن "الجميع يلجأون لتجريد إرهابيي داعش من الجنسية بهدف التملص من المسؤولية".

وكثفت تركيا حملات المداهمات التي تستهدف الأشخاص المشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش منذ إعلان الولايات المتحدة مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي.

وأظهرت الخطوات التي لجأت إليها أنقرة، منذ الإعلان عن مقتل البغدادي، وتجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحديث عن دور تركي في هذه العملية، انزعاجا تركيا جليا تحسبا لتساؤلات بدأت تتسع دائرتها عن سبب وجود زعيم داعش في منطقة يفترض أن تركيا تشرف عليها أمنيا، وهو ما يعني إما عجزا استخباراتيا أو وجود تواطؤ تركي سهل تسلل البغدادي إلى إدلب، وفي الحالتين تتحمل أنقرة المسؤولية المباشرة عن تحرك قيادات مطلوبة دوليا بسهولة.

وأشار محللون في تقرير سابق لـ"العرب" أن مقتل البغدادي في إدلب يعني أن أنقرة لم تف بالالتزامات التي تعهدت بها خلال الاتفاق على مناطق خفض التصعيد مع روسيا، وأن حديثها عن محاربة الإرهاب وتفكيك الجماعات المتشددة في منطقة المراقبة الخاصة بها لا يعدو أن يكون مجرد وعود.

ونقلت مجلة “نيوزويك” الأميركية شكوك الجهات الأمنية المكلفة بمراقبة تحركات بشأن كيفية انتقال البغدادي إلى إدلب، خاصة وأن الطريق بين المنطقتين يمر داخل مناطق يسيطر عليها الجيش السوري التابع للنظام في دمشق والقوات الكردية التي حاربت داعش، وقوات هيئة تحرير الشام مع تواجد تركي مكثف.

ولم تذهب أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى اتهام تركيا مباشرة بإيواء ورعاية البغدادي في تلك المنطقة، إلا أن امتناع واشنطن عن إبلاغ أنقرة بعملية تقوم بها “دلتا فورس” الأميركية داخل منطقة أمنية محسوبة على تركيا، اعتبر دليل فقدان ثقة بالشريك التركي من قبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ما قد يؤثر مستقبلا على طبيعة التعاون وتبادل المعلومات والخبرات لمكافحة الإرهاب.

وقال توم جوسلين، الزميل لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن الأتراك كان معروفاً عنهم شنهم غارات ضد المنازل الآمنة ومعاقل تنظيمي "القاعدة" و"داعش".

وقال إنه في أغلب الأوقات وجدت مصادر أميركية أن جهاديين "كانوا يتجولون بحرية"، مما أثار تساؤلات حول حقيقة السياسة التركية تجاه "داعش"، تماماً مثلما دعمت "سي آي إيه" بصورة غير مباشرة عناصر جهادية تقاتل نظام الأسد خلال السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية.

وكتب ايلي ليك في بلومبيرغ: "أخبرني ثلاثة مسؤولين أميركيين معنيين بالأمن الوطني أنهم يرغبون في معرفة المزيد عن حجم المعلومات التي كانت لدى تركيا بخصوص مكان البغدادي. ومن بين المهام المهمة المكلف بها الآن الفريق الذي يتفحص المواد التي جرت مصادرتها أثناء الغارة ضد البغدادي وغارة أخرى أسفرت عن مصرع المتحدث الرسمي باسم التنظيم، أبي الحسن المهاجر، وضع ماهية العلاقة بين الاستخبارات التركية و(داعش)".

تجدر الإشارة إلى أن تنظيم داعش كان أعلن مسؤوليته عن تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في تركيا خلال السنوات الماضية، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات.

وكان آخر هجوم كبير ينفذه التنظيم في تركيا قد وقع ليلة رأس السنة في 2017 واستهدف ملهى ليليا في إسطنبول وتسبب في مقتل 39 شخصا.

للمزيد: