ترامب يلتحق بركب الضاغطين على جونسون

واشنطن - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الاتفاق الأخير الذي توصل إليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع الاتحاد الأوروبي بشأن مغادرة المملكة المتحدة للتكتل، سيجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق تجاري بين لندن وواشنطن بعد إتمام عملية الانسحاب.
وأضاف ترامب في مقابلة مع نايجل فاراج، رئيس “حزب بريكست” البريطاني، على إذاعة “أل.بي.سي”، إن البلدين يستطيعان “تحقيق أرقام أكبر بكثير” حال توصل جونسون إلى صيغة أوضح للانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وقال “نريد إجراء معاملات تجارية مع المملكة المتحدة، وهم يريدون التجارة معنا، في ظل جوانب بعينها في اتفاق بريكست، لا يستطيع المرء أن يفعل ذلك، ولا يمكنه القيام بأعمال تجارية، ولا نستطيع التوصل إلى اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة. نحن مستبعدون في ظل وجود بعض الجوانب، إنه أمر سخيف”.
ويأتي حديث ترامب ليزيد من الضغوط على جونسون الذي يحاول الترويج داخل بريطانيا إلى أن الاتفاق الذي توصل إليه مع الأوروبيين وحظي بموافقة مبدئية من البرلمان البريطاني سيمنح المملكة فرص تجارة سريعة ومربحة في آن واحد.
ويقول رئيس الوزراء البريطاني إن هذه الفرص تمثل إحدى أهم الجوائز الكبرى التي تنتظر بلاده بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي.
ويرى مراقبون أن تحذيرات ترامب تشير إلى أنه حتى في حال تمكن جونسون في نهاية المطاف من الحصول على الموافقة على اتفاق بريكست، بعد ثلاث سنوات من الجدل السياسي الموجع، لن يكون الأمر كما تمناه رئيس الوزراء، أي إبرام اتفاق تجاري “رائع” مع أكبر اقتصاد في العالم.
وفي ردّ له عن تصريحات الملياردير الأميركي دافع مكتب رئيس الوزراء البريطاني عن اتفاقه بشأن بريكست مع الاتحاد الأوروبي.
وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية في وقت لاحق إن الاتفاق سيسمح للندن بإبرام “اتفاقيات التجارة الحرّة الخاصة بنا حول العالم والتي ستستفيد منها كل أنحاء بريطانيا”.
وبدت تصريحات ترامب متعارضة مع تعهّده السابق في سبتمبر عندما قال إنه يعمل عن قرب مع جونسون لإبرام “اتفاق تجاري رائع” فور خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي.
وشن ترامب هجوما لاذعا على زعيم حزب العمال المعارض الرئيسي في بريطانيا جيريمي كوربين داعيا جونسون إلى التوحّد مع نايجل فاراج المناهض بشدّة للاتحاد الأوروبي، الذي كان شخصية أساسية في استفتاء 2016 على عضوية الاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس الأميركي لفاراج خلال اتصال هاتفي تم بثه على برنامجه عبر إذاعة “أل.بي.سي” البريطانية إن “كوربين سيكون سيئا للغاية بالنسبة لبلدك”.
وأضاف “سيقودكم بطريقة سيئة للغاية وباتجاه سيء للغاية”.
وردّ كوربين عبر تويتر على تصريحات الرئيس الأميركي بالقول إن “ترامب يحاول التدخل في الانتخابات البريطانية ليساعد صديقه بوريس جونسون على الفوز”.
ومن شأن تصريحات الرئيس الأميركي أن تعقد حسابات جونسون في حال فوزه في الانتخابات المقررة في ديسمبر القادم، حيث تؤكد تصريحات سفراء دول الاتحاد الأوروبي على رفض بروكسل إعادة النظر في الاتفاق الذي توصلت إليه مع بريطانيا وهو ما قد يضع جونسون في مأزق حقيقي.
وتتزامن تصريحات الرئيس الأميركي مع بداية إطلاق الحملات الانتخابية في بريطانيا استعدادا للانتخابات الحاسمة في ديسمبر المقبل التي ستحدد مصير المملكة بخروجها من التكتل لإنهاء عضوية دامت 58 عاما في الاتحاد الأوروبي من عدمه.
ويتطلع جونسون إلى تحقيق انتصار كاسح في الانتخابات يمكنه من تمرير صفقته ويقطع مع الجمود الحاصل داخل مجلس العموم بشأن بريكست.
ويتصدّر زعيم الحزب المحافظ نتائج استطلاعات الرأي قبيل انتخابات 12 ديسمبر التي ستكون الثالثة التي تجري في بريطانيا في غضون أربع سنوات.