الشباب العرب يرتدون أزياء الهالووين

على الرغم من احتفال العالم العربي بأعياد وتقاليد مشابهة لاحتفالات المسيحيين بالهالووين، فإن بعض الشباب شاركوا في هذه المناسبة، مرتدين أزياء تنكرية تتماشى مع طبيعة هذا الاحتفال.
لندن - تعد ليلة الهالووين التي تصادف آخر يوم من شهر أكتوبر من كل سنة ملتقى لمحبّي التنكّر والأقنعة وأفلام الرعب وخدع الأشباح والشياطين، في كافة أنحاء العالم.
وتعني كلمة “هالووين” الليلة السابقة لعيد جميع القديسين لدى أتباع الديانة المسيحية، وتفتتح موسما طقسيا من استذكار الموتى والصلاة لإراحة أنفسهم، لذلك ترتبط بفكرة الأشباح والأموات والرعب. وتوجد في البلدان العربيّة تقاليد مشابهة للهالووين.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي، قال ميشال طيار، وهو طبيب سوري، “منذ سنوات قليلة بدأت ألاحظ موضة حفلات الهالووين في البلد، لكنها تقتصر على بعض المقاهي والحانات، وغير شائعة بين عامة الشعب، بعكس عيد البربارة. ومن يشاركون في حفلات هالووين هم من الفئة العمرية من سنّ العشرين وما فوق، أمّا الأطفال ومعهم عائلاتهم فما زالوا يحتفلون بالبربارة”.
ويحتفل المسيحيون في سوريا ولبنان والبلدان المجاورة بعيد القديسة بربارة (عاشت في القرن الثالث للميلاد) في شهر ديسمبر. ويحتفل الأطفال بهذا العيد من خلال الأزياء التنكرية والغناء والأهازيج الدينية، كما يجولون على البيوت طالبين الحلويات والهدايا.
ويحتفي الأطفال في كل من العراق والكويت والسعودية وعدة دول خليجية أخرى بعيد القرقيعان (أو القرنقعوه أو قريقشون، تختلف التسمية من بلد إلى آخر وتعني القرع على الأبواب). ويصادف العيد بحسب التقويم الهجري القمري منتصف شهري شعبان ورمضان، إذ يطوف الأطفال في أحيائهم مرتدين أزياء شعبية ملوّنة ويردّدون الأهازيج أيضا، ويجمعون الحلوى والمكسرات.
ولا يُحبذ المتدينون في البيئات المسيحية في سوريا ولبنان، الاحتفال بالهالووين، ويفضلون الحفاظ على تقاليد عيد البربارة، لكنّ ذلك لا يفسد بهجة الراغبين في الاحتفال به، وقد زادت المطاعم والبارات التي تخصّص ليلة سنويّة للحفلات التنكريّة في بعض المدن اللبنانية والسورية.
وأفادت كلثوم من سلطنة عمان أنّ بعض المناطق تحتفل بالهالووين حيث يقيم الأجانب، لكنه لم يدخل بعد في التقاليد الاجتماعية، موضحة “لا أعياد تنكرية محلية لدينا، ترسم الزخارف على وجوه الأطفال، في عيد قرنقشوه (قرقيعان)، والذي تحتفل به بعض المناطق عن طريق تلقين الأطفال صيغة مُعينة لطلب الحلوى يُذكر فيها وجود شبح خلف المنزل”.
وتحظى الفنون التنكريّة في السعودية بشعبية، حيث تؤكد بعض المتاجر المخصصة لبيع الأزياء التنكرية عبر الإنترنت أن المبيعات تزداد في شهري أكتوبر ونوفمبر.
ويعتبر “قناع مسلسل “كازا دي بابيل”، و”قناع الجوكر”، و”شبك العنكبوت، والدم”، من أبرز الأزياء التنكرية التي تباع هذا الموسم.
وشدد قسام الجندي، سوري مقيم في تركيا، على أنه سيشارك هذا العام في أوّل حفلة هالووين في حياته، قائلا “فكرت أن أتنكّر في زيّ هيكل عظمي، لكنّي عدت وقررت أن أتنكّر بزيّ مهرّج”. وتابع “وصلتنا موضة الهالووين إلى سوريا عام 2009، لكنها بقيت ضمن حفلات خاصة، بعكس عيد البربارة الذي تنظمه المدارس والكنائس. وفي الإمارات هناك في دبي جهد لإحياء بعض الأعياد الغربية من باب التسويق السياحي، مثل الهالووين وسانت باتريك”.
وقالت دينا ربيع، طبيبة أسنان مصرية، إن “احتفالات الهالووين تنحصر في القاهرة لدى أبناء الطبقات الأكثر حظا.. يرتدون ملابس تنكرية، ويسهرون في أماكن لا تقل كلفة الدخول إليها عن 12 دولارا، وهذا مبلغ كبير بالنسبة لمعدّل الرواتب في مصر”.
وأعد الفنان التشكيلي السعودي، راكان أحمد، زيا تنكريا مستوحى من الفزاعة التي تنصب في الحقول لمنع الطيور من الاقتراب، مع منحها بعدا عربيا، وذلك لكي يشارك في مسابقة أزياء تنكرية في نادي “ذا راينفز نست” في العاصمة البحرينية المنامة.