المترجم دليل المدرب الأجنبي الدائم في الدوري الصيني

المترجمون الفوريون في الدوري الصيني يعتبرون ضرورة ملحة لتذليل الصعوبات التي يواجهها المدربون للتخاطب مع اللاعبين.
الخميس 2019/10/31
خبرة في قراءة لغة الشفاه

شنغهاي- تزايد الرهان على الانتقال إلى الدوري الصيني في السنوات الأخيرة، سواء بالنسبة إلى بعض اللاعبين الموهوبين أو المديرين الفنيين المغمورين الذين يرغبون في خوض تجارب جديدة في عالم كرة القدم بعيدا عن الدوريات الأوروبية التقليدية رغم ما تتميز به من ندية وأجواء حماسية كبيرة، سواء في إنكلترا أو في إسبانيا أو في إيطاليا أو في غيرها.

ويسلط تقرير صحافي الضوء على وضعية بعض المدربين الأجانب الذين يجدون صعوبة في التأقلم بهذا الدوري الذي يختلف كليا عن الدوريات الأوروبية بعامل قلما تتم دراسته قبل الموافقة على أي عرض من هذا الفريق أو ذاك، ألا وهو اللغة. ومن هنا تبرز أهمية المترجمين الفوريين كدليل لإضاءة طريق عمل هذا المدير الفني أو ذاك.

ضرورة ملحة

يعتبر المترجمون الفوريون في الدوري الصيني ضرورة ملحة في بلد يعد فيه التحدث بلغة أخرى، لاسيما الإنكليزية، أمرا صعبا.

ولا يقتصر عمل هؤلاء على ترجمة أقوال مدربين من أمثال الإسباني رافاييل بينيتيز أو الصربي دراغان ستويكوفيتش بل يشمل أيضا مساعدة هؤلاء في حياتهم اليومية كفتح حساب في مصرف أو حتى خلال الذهاب للتسوق.

المترجمون يلعبون دورا هاما للغاية في الحياة اليومية للمدربين واللاعبين الأجانب، الذين يمكن أن تكون حياتهم في الصين بمثابة صدمة ثقافية

وبالنسبة إلى المدرب الإسباني البالغ من العمر 59 عاما، والفائز بدوري أبطال أوروبا مع ليفربول عام 2005 والذي وصل إلى الصين لقيادة فريق داليان ييفانغ ضمن دوري الدرجة الممتازة في يوليو الماضي، فإن التواصل يعتبر إحدى أكبر الصعوبات التي يواجهها.

وقال بينيتيز، الذي يتحدث الإنكليزية بطلاقة إلى جانب لغته الأم على مدونته في شبكة الإنترنت، “لديك دائما مترجم فوري بجانبك يتابعك عن كثب”.

وأضاف “مترجمي يدعى جاستن، يقلد الحركات التي أقوم بها أثناء التدريب والمباريات وبسبب التواجد اليومي معاً أصبحنا أكثر تناغما”. وأدت صعوبة تعلم اللغة الصينية، واستخدام اللغة الإنكليزية بشكل مستمر ومتكرر في الصين، إلى إنشاء قطاع نشط للغاية من مترجمي كرة القدم معظمهم من الرجال في العشرينات من عمرهم.

كلمات مضبوطة

يرافق المترجم هونغ وينجي، الصربي دراغان ستويكوفيتش مدرب فريق غوانغجو أر.أند.أف الناشط أيضا بالدرجة الممتازة، منذ وصوله إلى الصين عام 2015، علما وأن لاعب مارسيليا الفرنسي السابق (1994-1990) يجيد الإنكليزية والفرنسية والإيطالية بالإضافة إلى لغة بلاده، لكنه لا يتحدث لغة الفيلسوف الصيني كونفوشيوس.

ووصف الصيني البالغ من العمر 29 عاما، وهو مرشد سياحي سابق يتحدث الإنكليزية والإسبانية، نفسه بأنه “جسر”، وقال “كانت الصعوبات الرئيسية في البداية، عليك أن تكون على دراية بشخصية المدرب وعاداته وفلسفته في اللعب”.

وأضاف “لكن أن تجيد لغات أخرى، فهذا ليس كافيا، تحتاج أيضا إلى معرفة مفردات كرة القدم وإتقان التفاصيل التكتيكية الدقيقة”.

وقال “كونك ‘جسرا’ ليس دائما موضعا تحسد عليه، خاصة عندما ترتفع حدة النقاش في غرف الملابس بين الشوطين أو بعد المباراة..”. واعترف هونغ بأنه يضبط أحيانا كلمات ستويكوفيتش عندما يرفع صوته أكثر من اللازم، “في مثل هذه الحالة لا أترجم أشد التعبيرات حدة، وإلا فقد أصب الزيت على النار، لكنني أنقل رسالة المدرب إلى الفريق بطريقة أخرى”.

لا يقتصر عمل هؤلاء على ترجمة أقوال مدربين من أمثال الإسباني رافاييل بينيتيز أو الصربي دراغان ستويكوفيتش بل يشمل أيضا مساعدة هؤلاء في حياتهم اليومية

وهو ما يعني أنه في بعض الأحيان لا يقوم المترجمون بنقل كلمات المدربين حرفيا خلال المؤتمرات الصحافية، خاصة تلك التي تستهدف الحكام. والهدف من ذلك هو تجنب فرض عقوبات من الاتحاد الصيني المعروف بصرامته.

وباختصار هم بمثابة الملاك الحارس إلى درجة أن الإسباني سيرجي المدافع السابق لفريق برشلونة الإسباني (2002-1993) الذي أشرف على تدريب تشجيانغ غرينتاون من دوري الدرجة الثانية، لقّب مترجمه الخاص بـ”زوجتي”.

صحيح أن المترجمين يلعبون دورا هاما للغاية في الحياة اليومية للمدربين واللاعبين الأجانب، الذين يمكن أن تكون حياتهم في الصين بمثابة صدمة ثقافية، لكنهم أيضا يساعدون الوافدين الجدد في العثور على شقة أو فتح حساب بنكي أو إعداد هواتفهم الذكية أو إجراء المدفوعات عبر الإنترنت.

وحتى بعد فترة من الاستقرار في الصين، لا يزال بعض لاعبي كرة القدم والمدربين الأجانب يعتمدون على مترجميهم لمساعدتهم في التسوق ليصبحوا من أكبر أصدقائهم الحقيقيين.

23