أمير الكويت يدعو لتجاوز الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي

الشيخ صباح الأحمد يعرب عن قلقه لما يجري من مظاهر التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة الأمر الذي يهدد أمنها.
الثلاثاء 2019/10/29
الشيخ صباح الأحمد: المنطقة تشهد ظروفا مصيرية عصيبة غير مسبوقة

الكويت - أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الثلاثاء أن استمرار الخلاف داخل مجلس التعاون الخليجي "لم يعد مقبولا ولا محتملا".

وقال الشيخ صباح في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لمجلس الأمة إن هذا الخلاف "أوھن قدراتنا وھدد إنجازاتنا الأمر الذي يستوجب على الفور السمو فوق خلافاتنا وتعزيز وحدتنا وصلابة موقفنا".

وأضاف "علينا على المستوى العربي أن نتجاوز خلافاتنا وأن نضع المصالح العليا لأمتنا فوق كل اعتبار".

وتابع: "تشهد منطقتنا ظروفا عصيبة، ونتابع بكل قلق وألم ما يجري من مظاهر التصعيد وعدم الاستقرار في دول الجوار، وهو ما يهدد أمننا ومستقبل أجيالنا".

وفي خطابه، دعا أمير الكويت أيضا إلى "نبذ الفتنة"، متحدّثا عن التطورات الأخيرة في المنطقة وبينها التوترات مع إيران والتظاهرات في كل من العراق ولبنان.

وقال "علنا أن نأخذ العبرة مما جري حولنا ولا خيار أمامنا إلاّ ترسخ وحدتنا الوطنة وتلاحم مجتمعنا ونبذ أسباب الفتن والفرقة وإثارة النعرات العصبة البغضة".

ويقوم أمير الكويت بدور الوساطة بعدما قطعت ثلاث دول خليجية، هي السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر، العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية وحركة النقل مع قطر في الخامس من يونيو 2017 متهمة إياها بدعم الإرهاب.

وتطرح الدول الأربع المقاطعة لقطر حزمة من المطالب تتعلّق إجمالا بتراجع الدوحة عن دعم الإرهاب والعدول عن السياسات المهدّدة لاستقرار المنطقة، بما في ذلك وقف التعاون مع إيران والتآمر معها ضدّ الدول العربية.

ويرى مراقبون  أنّ الشيخ صباح الأحمد يعتقد أن المنطقة كلّها مقبلة على تطورات في غاية الخطورة وأنه من الأفضل لدول مجلس التعاون الخليجي مواجهة هذه التطورات صفّا واحدا. لكن جهود أمير الكويت اصطدمت مجددا بالتعنت القطري الذي يعبّر عنه رفض الدوحة قبول النقاط الـ13 التي حددتها دول المقاطعة.

ويشير متابعون إلى أن الرأي العام الخليجي لا يهتم لأي حديث عن وساطة جديدة مع قطر، وأن هذه الصورة متأتية من عناد الدوحة وأسلوبها في الاستقواء بدول مثل تركيا وإيران لتجاوز خلاف من المفروض أن يتم حله داخل مؤسسات مجلس التعاون الخليجي وتقديم التنازلات الضرورية في وقتها.

وتأتي تصريحات الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فيما تشهد المنطقة تصعيدا غير مسبوق بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران على خلفية فرض واشنطن لعقوبات على النظام الإيراني لما بات يشكله من خطر بدعمه للإرهاب ومضيه قدما في برنامج الصواريخ الباليستية.

وصعّدت حادثة تخريب 4 ناقلات نفط قبالة السواحل الإماراتية واستهداف محطتي ضخ للبترول في السعودية من مخاوف دول المنطقة على أمن الملاحة البحرية وإمدادات النفط العالمية، وكانت عبرت الكويت عن قلقها من هذه التطورات الخطيرة التي من شأنها أن تزيد منسوب التوتر وتدفع نحو المواجهة.

وتخشى الكويت التي تعتمد في مواردها المالية بشكل شبه كامل على النفط من تعطيل طرق تصديره في حال تطوّرت الأحداث إلى نزاع عسكري بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال الشيخ الصباح إن المنطقة تشهد "ظروفا مصيرية عصيبة غير مسبوقة. ونتابع بكل القلق والألم ما يجري في عدد من الدول الشقيقة من مظاھر التصعيد وعدم الاستقرار.

وتستشعر الكويت الغنية بالنفط وعضو منظمة أوبك القلق بسبب استمرار التوترات في العراق ولبنان وسوريا واليمن بشكل خاص.

وحذر أمير الكويت مما وصفه بأنه "انحراف وسائل التواصل الاجتماعي التي صارت معاول تھدم وتمزق الوحدة الوطنية وتسيء إلى سمعة الناس وكراماتھم وأعراضھم".

ودعا إلى "تحرك جاد وعاجل للقضاء على ھذه الظاھرة الخطيرة وحماية مجتمعنا من آفاتھا الفتاكة".

وتوجه لأعضاء البرلمان قائلا: "إننا في دور الانعقاد الأخير ولعلها فرصة طيبة لتحقيق إنجازات تضاف إلى سجلكم.. ولتكن مصلحة الكويت همكم الأول وشغلكم الشاغل".

وأضاف: "الكويت أمانة غالية، واعلموا أن التاريخ لا يجامل ولا يرحم من يفرط في هذه الأمانة المقدسة".

وجدد أمير الكويت ثقته في كل من رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح.