معجزة رانييري تراود مارتينيز في إسبانيا

مدريد – أعرب دييغو مارتينيز المدير الفني لفريق غرناطة عن سعادة بالغة وفخر بلاعبيه بعدما اعتلى الفريق صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم. ورفع غرناطة رصيده إلى 20 نقطة لينتزع الصدارة من برشلونة الذي تراجع للمركز الثاني برصيد 19 نقطة، علما بأن برشلونة تتبقى له مباراة مؤجلة.
وقال مارتينيز عقب المباراة “كان انتصارا للفريق وللنادي، أنا فخور للغاية بهؤلاء اللاعبين”.
وأضاف “لدينا الآن 20 نقطة. كوننا نحصد 20 نقطة خلال عشر مراحل هو أمر مذهل، لكننا نستحق ذلك وقد عملنا بجدية في كل يوم من أجل تحقيق هذا”. وتابع “السر في تحقيق انتصار كهذا هو امتلاك فريق رائع، وهذا ما يشعرني بالفخر، كما أن فضلا كبيرا يعود للجماهير التي صنعت أجواء مدهشة”.
وتابع غرناطة تقديم عروض مميزة في الدوري الإسباني هذا الموسم، بتحقيق الانتصار على ريال بيتيس، في الجولة العاشرة من البطولة. واستغل الفريق الأندلسي تأجيل مواجهة الكلاسيكو بين القطبين ريال مدريد وبرشلونة، ليقفز إلى صدارة الليغا.
ونجح غرناطة الذي ودع منافسات دوري الدرجة الأولى باحتلال المركز الأخير في موسم 2016-2017، وقضى موسمين في الدرجة الثانية، هذا الموسم في العودة إلى الليغا وبشكل مختلف. الفريق الأندلسي قدم نتائج مُبهرة، وخلال 10 مباريات حقق 6 انتصارات منها فوز تاريخي على برشلونة حامل اللقب، وتعادل في مباراتين، وخسر مباراتين.
ويملك غرناطة أرقاما مميزة في هذا الموسم حتى الآن، حيث سجل 17 هدفا وهو مُعدل أفضل من أندية أكبر منه مثل ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، واستقبلت شباكه 10 أهداف وهو نفس عدد الأهداف التي استقبلها برشلونة.
وكان غرناطة قد شارك في دوري الدرجة الأولى للمرة الأولى في تاريخه في موسم 1941-1942، بينما أبرز إنجازاته في البطولة كان احتلال المركز السادس موسمي 1971-1972 و1973-1974.
في ظروف مشابهة بعض الشيء، نجح ليستر سيتي في التتويج بلقب الدوري الإنكليزي موسم 2015-2016 في معجزة كروية لا زالت حاضرة في أذهان مُحبي وعشاق كرة القدم.
وقاد ملحمة الفريق الإنكليزي المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري. فغرناطة فريق لا يملك في صفوفه نجوما بارزين ولا يوجد له دعم مادي قوي، بل كل ما يملكه حماس وطموحات لاعبيه ودعم ومؤازرة جماهيره، وهو نفس موقف ليستر الذي حقق أول لقب في تاريخه، بمفاجأة من العيار الثقيل.
لكن المهمة أمام غرناطة لن تكون سهلة، ففي المواسم الماضية شهدنا تصدر عدة أندية للّيغا بشكل مؤقت، وبعدها يعود برشلونة أو ريال مدريد ليقتنص الصدارة ويتوج باللقب.
ولذلك سيكون الفريق بحاجة إلى القتال بشكل أقوى، والمحافظة على حصد النقاط، وعدم التفريط فيها واستغلال عدم مشاركته أوروبيا للحفاظ على نشاط لاعبيه وتركيزهم على البطولة.
ففي الغالب لا تتمتع الأندية بنفس الإمكانيات للفرق الكبيرة، التي تساهم في القتال حتى الرمق الأخير، ولذلك انحصر اللقب بين القطبين الريال والبارسا، بينما نجحت أندية مثل أتلتيكو وفالنسيا ولاكورونيا في افتكاك التتويج من أنيابهما. فهل ينجح غرناطة في مواصلة مغامرته التاريخية ويُحقق معجزة، أم ينتهي الحلم سريعا؟