ترامب يعلن مقتل أبوبكر البغدادي

واشنطن- أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي في عملية عسكرية استهدفت مخبأه بقرية باريشا بمحافظة إدلب السورية الليلة الماضية.
وأوضح ترامب أن نتائج اختبارات الحمض النووي أثبتت أن الجثة تعود للبغدادي بعد 15 دقيقة من مقتله.
وشرح الرئيس الأميركي أن البغدادي قتل مع 3 من أطفاله شمال غرب سوريا، وأنه قتل بعد أن فجّر سترته المفخخة.
وأشار إلى أن مقتل البغدادي يثبت عزم الولايات المتحدة على ملاحقة الإرهابيين. وقال: "مقتل حمزة بن لادن والبغدادي يؤكد أن ذراع الولايات المتحدة طويلة".
ويمثل مقتل البغدادي مكسبا مهما لترامب بعد أسابيع من قراره المفاجئ سحب القوات الأميركية من سوريا الأمر الذي أثار انتقادات حادة، بعضها من زملائه في الحزب الجمهوري، ومخاوف من أن يؤدي القرار إلى عودة التنظيم المتشدد.
وقال ترامب في كلمة بالبيت الأبيض "السفاح الذي حاول كثيرا ترويع الآخرين قضى لحظاته الأخيرة في قلق وخوف وذعر مطبق خشية أن تنقض عليه القوات الأميركية".
وأضاف أن البغدادي قُتل بعد أن هرب إلى نفق مسدود.
وقال "وصل إلى نهاية النفق بينما كانت كلابنا تلاحقه. فجر سترته فقتل نفسه وأطفاله الثلاثة. شوهت الانفجارات جثته. وانهار النفق فوقه".
وكانت الاستخبارات العراقية قد أكدت أنها قدمت معلومات دقيقة للتحالف الدولي ضد داعش، ما ساهم بشكل كبير في الوصول إلى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن الاستخبارات القول :"قدمنا معلومات دقيقة ومهمة إلى قوات التحالف ساهمت بشكل كبير في الوصول إلى الإرهابي البغدادي وقتله".
وأكدت الوكالة نقلا عن مصدر استخباراتي أن البغدادي قُتل بالفعل في العملية التي شنتها قوات أميركية بمحافظة إدلب السورية الليلة الماضية.
وقال مسؤول في المخابرات العراقية: "حصلنا على معلومات قيمة من محتجزين قادت لموقع سري بالصحراء العراقية يضم وثائق عن موقع البغدادي وتحركاته".
وأضاف المسؤول أن المخابرات عرفت بالموقع بعد القبض على عراقي وعراقية من "الدائرة المقربة" للبغدادي قدما معلومات أدت لمعرفة موقع سري في الصحراء غرب العراق يضم وثائق تحتوي على المعلومات عن مكان البغدادي وتحركاته.
وبثت الوكالة مقطع فيديو قالت إنه لآثار الغارة الجوية التي استهدفت مقر البغدادي.
وأضافت أن العملية أسفرت أيضا عن مقتل ما يعرف بالمسؤول الأمني الخاص بزعيم تنظيم داعش غزوان الراوي.
وبث التلفزيون الرسمي العراقي الأحد لقطات مصورة لما قال إنها غارة أميركية نُفذت في سوريا وقيل إن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي قُتل فيها.
وأظهرت لقطات مصورة نهارا حفرة في الأرض بدا أنها ناجمة عن غارة وملابس ممزقة وملطخة بالدماء. كما بث التلفزيون العراقي لقطات ليلية للانفجار.
وأضاف التلفزيون العراقي نقلا عن خبير في شؤون الجماعات الإرهابية أن المخابرات العراقية ساعدت في تحديد موقع البغدادي.
اما المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد أفاد الأحد أن مروحيات أميركية أنزلت مقاتلين على الأرض بعد منتصف ليل السبت في إطار عملية استهدفت قيادات في تنظيم الدولة الإسلامية على الأرجح.
وذكر المرصد أن العملية التي تمت في قرية باريشا في إدلب في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا تخللها "إنزال مروحيات أميركية لمقاتلين على الأرض اشتبكوا مع جهاديين"، وذلك وسط تقارير إعلامية أفادت أن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي قُتل على الأرجح في عملية عسكرية أميركية في المنطقة نفسها.
وتداول مغردون سوريون لقطات لمعارك دارت ليلا في قرية باريشا بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، وهو المكان الذي قالت وسائل إعلام أميركية إن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي "قتل" فيه.
وأعلنت مصادر في سوريا والعراق الأحد إنه يُعتقد بأن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي قُتل في عملية عسكرية أميركية في سوريا مع استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإدلاء "ببيان مهم" في البيت الأبيض.
وأكد مصدر بوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن أبوبكر البغدادي، زعيم "داعش" الارهابي، استهدف بغارة جوية، السبت.
وأشاد قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي الأحد بـ"عمل استخباراتي مشترك" مع واشنطن وسط تقارير إعلامية أميركية أفادت بأن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي استُهدف وقُتل على الأرجح في عملية عسكرية أميركية في شمال غرب سوريا.
وكتب عبدي في تغريدة على تويتر "عملية تاريخية ناجحة نتيجة عمل استخباراتي مشترك مع الولايات المتحدة الأميركية"، من دون إضافة أي تفاصيل.
وذكر مصدران أمنيان عراقيان الأحد أن العراق تلقى تأكيدا من مصادر في سوريا بأن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي قد قُتل.
وقال أحد المصدرين "مصادرنا الخاصة من داخل سوريا أكدت للفريق الاستخباراتي العراقي المكلف بمطاردة البغدادي مقتله مع حارسه الشخصي الذي لا يفارقه أبدا في إدلب بعد اكتشاف مكان اختبائه عند محاولته إخراج عائلته خارج إدلب باتجاه الحدود التركية".
وأكد مصدر أمني عراقي ثان تلقي تأكيدات من مصادر داخل سوريا بمقتل البغدادي.
وأعلن التلفزيون الرسمي العراقي إنه سيبث لقطات مصورة للغارة الأميركية التي نُفذت في سوريا وقيل إن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي قُتل فيها.
وأضاف التلفزيون العراقي نقلا عن خبير في شؤون الجماعات الإرهابية أن المخابرات العراقية ساعدت في تحديد موقع البغدادي.
وقالت مجلة نيوزويك التي كانت أول من أوردت النبأ إن مسؤولا في الجيش الأميركي أبلغها بأن البغدادي قُتل. وأضافت أن قوات العمليات الخاصة نفذت العملية بعدما حصلت على معلومات استخبارات يُعتد بها.
في نفس السياق أعلنت شبكتا التلفزيون الأميركيتان "سي ان ان" و"ايه بي سي" نقلا عن مسؤولين كبار في وقت مبكر من الأحد أن أبو بكر البغدادي قتل على الأرجح بعد غارة أميركية على منطقة إدلب في سوريا.
وذكرت شبكة "سي ان ان" أن الجيش الأميركي يجري تحاليل قبل أن يتمكن من تأكيد مقتل البغدادي رسميا. أما شبكة "إيه بي سي" فنقلت عن مصادر حكومية عديدة قولها إن البغدادي قد يكون قتل نفسه بسترة انتحارية عندما هاجمت قوات أميركية خاصة موقعه.
وقال متحدث باسم الرئاسة الأميركية هوغان جيدلي في بيان مقتضب إن "رئيس الولايات المتحدة سيدلي بإعلان مهم جدا صباح الأحد.
وقبيل ذلك، كتب دونالد ترامب في تغريدة على تويتر "حدث للتوّ أمر هائل"، دون أن يضيف أي تفاصيل.
من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استهداف مروحيات "لساعة ونصف الساعة" لجهاديين قريبين من تنظيم الدولة الإسلامية في إدلب، ما أسفر عن سقوط تسعة قتلى، بدون أن يوضح هوية المروحيات.
وإذا تكلل هذا الهجوم بالنجاح فعلا، فسيكون أهم عملية عسكرية تستهدف قياديا جهاديا كبيرا منذ قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية قامت بها القوات الخاصة الأميركية في أبوت أباد بباكستان.
وتأتي هذه التطورات بينما يشهد شمال سوريا نشاطا عسكريا مكثفا.
فقد سرعت القوات السورية والروسية انتشارها على الحدود السورية التركية بينما يرسل الأميركيون تعزيزات إلى منطقة نفطية شرقا تسيطر عليها القوات الكردية.
لم تصدر أي إشارة عن البغدادي منذ تسجيل صوتي تم بثه في أغسطس 2018 بعد بدء الهجوم العراقي لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية. وقد دعا فيه أنصاره الى "عدم التخلي عن جهاد عدوهم" على الرغم من الهزائم الكثيرة التي مني بها الجهاديون.
وقبل ذلك صدر تسجيل صوتي آخر للبغدادي في سبتمبر 2017، قبل أقل من شهر على طرد التنظيم المتطرف من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا سابقاً، على وقع هجوم لقوات سوريا الديموقراطية.
وفي الموصل، كان الظهور الأول للبغدادي في جامع النوري في يوليو 2014، بعد إعلانه "الخلافة" وتقديمه كـ"أمير المؤمنين".
والبغدادي واسمه الأصلي عواد البدري مولود في 1971 لأسرة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد. وقد كان مولعا بكرة القدم، ويحلم بأن يصبح محاميا، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق.
أبدى أيضا طموحا للالتحاق بالسلك العسكري، لكن ضعف بصره حال دون ذلك، لتقوده الأمور في نهاية المطاف إلى الدراسات الدينية في بغداد قبل ان يصبح إماما في العاصمة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.
وخلال الغزو الأميركي للعراق في 2003، شكل البغدادي مجموعة صغيرة من الجهاديين قبل أن يتم توقيفه واعتقاله في سجن بوكا.
وفي غياب أدلة تدينه، أفرج عنه والتحق بمجموعة من المقاتلين السنة تحت راية تنظيم القاعدة، وتولى قيادتها لسنوات. وقد استفاد من الفوضى بسبب النزاع في سوريا وتمركز مع مقاتليه فيها في 2013 قبل هجومه الكاسح في العراق.
ويتعرض ترامب لانتقادات من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء بسبب قراره سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا مما سمح لتركيا بمهاجمة حلفاء واشنطن الأكراد.
وعبر كثير ممن انتقدوا قرار ترامب عن قلقهم من أن تؤدي الخطوة لاستعادة قوة تنظيم الدولة الإسلامية بما يشكل تهديدا للمصالح الأميركية . ومن شأن إعلان مقتل البغدادي أن يساهم في تهدئة تلك المخاوف.
ولأيام، خشي مسؤولون أميركيون من أن الدولة الإسلامية ستسعى لاستغلال الفوضى في سوريا. لكنهم رأوا أيضا فيها فرصة محتملة إذ توقعوا أن تحاول قيادات التنظيم التخلي عما اعتادت عليه من السرية للتواصل مع عناصرها مما قد يشكل فرصة للولايات المتحدة وحلفائها لرصدهم.
ويُعتقد منذ فترة طويلة أن البغدادي يختبئ في مكان ما على الحدود العراقية السورية. وقاد البغدادي التنظيم المتشدد منذ عام 2010 عندما كان مجرد جماعة سرية تابعة لتنظيم القاعدة في العراق.
ونشرت الشبكة الإعلامية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في 16 سبتمبر رسالة صوتية مدتها 30 دقيقة قالت إنها من البغدادي وذكر فيها أن العمليات تحدث يوميا ودعا أنصاره لتحرير نساء محتجزات في مخيمات بالعراق وسوريا بسبب صلاتهن المزعومة بالتنظيم.
وقال البغدادي في الرسالة الصوتية أيضا إن الولايات المتحدة ووكلاءها تعرضوا للهزيمة في العراق وأفغانستان وإن واشنطن "استُدرجت" إلى مالي والنيجر.
وحكم تنظيم الدولة الإسلامية في أوج قوته الملايين في مساحات شاسعة امتدت من شمال سوريا مرورا ببلدات وقرى في وادي نهري دجلة والفرات ووصولا لمشارف العاصمة العراقية بغداد.
لكن هزيمة التنظيم عام 2017 في الموصل العراقية والرقة السورية، معقليه الرئيسيين في البلدين، جردت البغدادي المولود في العراق من لقب "خليفة" وحولته لهارب يٌعتقد أنه يتحرك في مناطق صحراوية على الحدود بين العراق وسوريا.
وتسببت ضربات جوية أميركية في قتل أغلب قيادات التنظيم البارزة. وقبل نشر التسجيل المصور له في أبريل نيسان وردت تقارير متضاربة عن مصير البغدادي.
وعلى الرغم من خسارة التنظيم للسيطرة على آخر مناطق مهمة كانت خاضعة له يُعتقد أن الدولة الإسلامية لها خلايا نائمة في أنحاء العالم وأن بعض مقاتليها يعملون في الخفاء في الصحراء السورية وبعض المدن العراقية.