"أنا ممول الثورة" رد شعبي على نصرالله

لبنانيون يتحدون خطاب أمين عام حزب الله بـ"سبت الساحات".
السبت 2019/10/26
احتجاجات مزعجة لحزب الله

بيروت - لم يتأخر اللبنانيون عن الرد على خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله الذي اتهم الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية بتلقي تمويلات من "سفارات".

وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "أنا ممول الثورة" في رد واضح على الخطاب الذي لم يحمل سوى التهديد والوعيد للمتظاهرين السلميين الذين يطالبون بإصلاحات جذرية لاقتصاد بلادهم وإنهاء سطوة ميليشيات حزب الله على الدولة.

كما وزعوا مقاطع فيديو لنشطاء يؤكدون على الحراك السلمي لتحركاتهم ضد الطبقة السياسية في لبنان ورفض الاتهامات التي أطلقها أمين عام حزب الله، مؤكدين في الوقت نفسه أنهم نزلوا للمطالبة بحقوقهم الإنسانية والمشروعة ولا أهداف سياسية لديهم ولا سفارات تحركهم.

وكان نصرالله قد حذر الجمعة مما أسماه "أي فراغ في السلطة سيؤدي إلى الانهيار". وتكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب منذ 17 أكتوبر، بحراك شعبي لم يشهد لبنان له مثيلاً على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين. وكسر المتظاهرون “محرمات” عبر التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله وتوجيه انتقادات للحزب ولأمينه العام.

وفي كلمة بثها تلفزيون “المنار” الناطق باسم حزب الله، قال نصرالله “لا نقبل الذهاب إلى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة”، رافضاً بذلك كل مطالب المتظاهرين المندّدين بكل الطبقة السياسية والمطالبين باستقالة الحكومة وتغيير البرلمان.

ويشارك حزب الله، أحد أكثر اللاعبين السياسيين نفوذاً في البلاد والوحيد الذي يمتلك ترسانة سلاح إلى جانب القوى الأمنية الشرعية، في الحكومة بثلاثة وزراء، لكنه جزء من الأغلبية الحكومية التي تضم وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية ميشال عون وحركة أمل (رئيسها رئيس البرلمان نبيه بري) وحلفاء.

ودعا النشطاء إلى النزول إلى الشوارع للتأكيد على سلمية تحركاتهم في ضوء حملة التشكيك التي تطالهم من قبل ميليشيات حزب الله وأحزاب السلطة في لبنان.

ودعا الحراك الشعبي إلى "تظاهرات ضخمة في جميع المناطق تحت عنوان سبت الساحات" وذلك "رفضا لأكاذيب السلطة ومحاولات التفافها الدائمة على انتفاضتنا الشعبية لإسقاط حكومة قوى النظام الحاكم".

ويرى فارس الحلبي، وهو ناشط وباحث في منظمة غير حكومية، أن “الأحزاب اللبنانية تحاول اختراق التظاهرات والضغط عليها أو شرذمتها ولا يقتصر الأمر على حزب الله فحسب”، لافتاً إلى أن الأخير “يستعمل حجة شتم نصرالله لافتعال بعض المشاكل مع المتظاهرين أو الضغط عليهم”.

وقال عفيف يونس، موظف، خلال مشاركته في التظاهر الجمعة “ثمة محاولة لإثارة الخوف تقوم بها أحزاب السلطة (..) لكنهم لن ينجحوا”، مؤكداً أن ”حاجز الخوف من الشبيحة الذين يرسلونهم للتخويف انكسر”.

وكان وسط بيروت حيث يعتصم عشرات آلاف اللبنانيين لليوم التاسع على التوالي شهد توتراً بعد ظهر الجمعة تطوّر إلى تضارب بالأيدي بين مجموعة مؤيدة لحزب الله اعترضت على تصنيف نصرالله ضمن الطبقة السياسية الفاسدة التي يطالب المتظاهرون برحيلها.

وحصلت مواجهة في ساحة رياض الصلح، إثر إقدام مجموعة مؤيدة لحزب الله على نصب خيمة في وسط الساحة وإطلاق هتافات مؤيدة لنصرالله، بينها “كلن يعني كلن والسيد أشرف منّن”. فرد متظاهرون مناهضون للسلطة بإطلاق هتاف “الشعب يريد إسقاط النظام”، و”كلن يعني كلن”. وتوترت الأجواء بين الطرفين، وتطورت إلى تدافع وتضارب.

وتدخلت قوات مكافحة الشغب بحزم للفصل بين الطرفين، وتمكنت من تفريقهم، بعد تجدد الإشكال مرات عدة وسط حالة من الهرج والمرج أوقعت عدداً من الجرحى.

وطالبت مديرة الأبحاث لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية لين معلوف في بيان السلطات بـ”ضمان حماية المتظاهرين السلميين وقدرتهم على ممارسة حقهم في حرية التجمع بدون خوف من التعرض لمضايقات، أو، خصوصاً، لاعتداءات من مناصرين لأحزاب سياسية معارضة لهذه الاحتجاجات”.

Thumbnail