أثيوبيا تجني ثمار السلام في القرن الأفريقي

أديس أبابا- اعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، الثلاثاء، أنه لا يمكن لأي قوة أن توقف رحلة إثيوبيا نحو الرخاء، في وقت تجاوزت فيه أديس أبابا العدائيات مع جيرانها بعد اتفاق السلام، الذي رعته دولة الإمارات بمعاضدة سعودية، مع إيرتريا.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها آبي أحمد خلال افتتاحه مشروعا لتجميل واجهات العاصمة أديس أبابا، بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين. ويهدف المشروع الذي يحمل اسم “تجميل شقر” إلى تجميل واجهات العاصمة، أي المناطق المتاخمة للجداول المائية الصغيرة بالمدينة، وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي.
ومشروع “تجميل شقر” هو مبادرة أطلقها آبي أحمد، في فبراير الماضي، ويمتد على 3 سنوات، بهدف تحويل أديس أبابا إلى وجهة سياحية جذابة.ويمتد المشروع على طول أنهار أديس أبابا، من خلال تطوير 56 كم مربعا من المساحات الخضراء بدءا من منطقة “أنطوطا ” شرق العاصمة وصولا إلى منطقة “أقاقي” غربها، بطول 12 كلم.
ولا يمكن فصل هذا المشروع التنموي في الداخل عن تأثيرات الخارج بعد أن نجحت إثيوبيا بدعم إماراتي ومعاضدة سعودية في توقيع اتفاق سلام مع الجارة إثيوبيا أنهت به سنوات من العداء والحدود المغلقة.
لا تزال إثيوبيا تجني ثمار الاتفاق حيث مكنها من الشروع في إجراء العديد من الإصلاحات أهمها تلك التي أطلقتها مفوضية الشرطة الفيدرالية الإثيوبية
ويرى مراقبون أن اتفاق السلام التاريخي مع إيرتريا هيأ الأرضية الخصبة لإثيوبيا لتطوير صناعتها والنهوض بسياحتها من خلال الاستقرار الذي فقدته لأعوام ما جعلها اليوم مرشحة لأن تكون أسرع الاقتصادات نموا في أفريقيا حسب بيانات لصندوق النقد الدولي.
ويرى هؤلاء أن الفضل لما تحققه اليوم إثيوبيا يعود بالأساس إلى جدة وأبو ظبي اللتين تمكنتا من قيادة جهود مضنية لتوقيع اتفاق السلام بين إريتريا وإثيوبيا لتتوج مجهوداتهما بتوقيعه على هامش فعاليات قمة القرن الأفريقي عام 2018.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي حضر مراسم التوقيع بالاتفاق مؤكدا أن ”توقيع اتفاقية السلام بين إريتريا وإثيوبيا في جدة حدث تاريخي” واصفا الاتفاق بـ”نافذة الأمل للسلام في العالم”.
ولا تزال إثيوبيا تجني ثمار هذا الاتفاق حيث مكنها من الشروع في إجراء العديد من الإصلاحات أهمها تلك التي أطلقتها مفوضية الشرطة الفيدرالية الإثيوبية، والتي من بينها تزويد غرف التحقيق بكاميرات مراقبة لمنع انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك في إطار الإصلاحات التي تعهد بها رئيس الوزراء آبي أحمد.
وأثمر الاتفاق كذلك العديد من المكاسب للبلدين أهمها فتح الحدود بعد عشرين عاما من الصراع والقطيعة ليتم من جديد استئناف النشاط التجاري وغيره.