إلى متى ستظل تتعلم يا سولسكاير

بعض الآراء قد تتفق على أنه لا بد من إعطاء فرصة لمدرب لتكذيب كل التهم التي ارتبطت به منذ توليه الإشراف على الفريق الإنكليزي، لكنّ منتقدين يرون أنه حان الوقت لإيقاف النزيف.
الأربعاء 2019/10/02
الواقف على خط النار

قبل لقاء الجارين أرسنال ومانشستر يونايتد، الاثنين، أدلى المدرب النرويجي ليونايتد أولي غونار سولسكاير بتصريح إعلامي قال فيه إنه يثق في قدرته على إعادة الأمور إلى نصابها وإنه قادر على العودة بفريق “الشياطين الحمر” للمنافسة على لقب الدوري هذا العام مع ليفربول ومانشستر سيتي. متى وكيف، وبأي طريقة ممكنة؟ هذا ما يجهل كنهه الجميع واستعصى على مخيّلة الكثيرين.

قال المدرب بكل ثقة في النفس للصحافيين قبل اللقاء “لا أشك في قدراتي. لو شككت للحظة في قدراتي، فإن بقية العالم سيفعل ذلك”. وأضاف “أجرينا مناقشات طويلة داخل النادي وأؤمن بما أفعله..”. لم يبدُ هذا الكلام مقنعا إلا للمدرب نفسه، الذي خاض مباراة الاثنين وخرج منها متعادلا وأخفق مرة أخرى في إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات. لكنه عاد مجددا للحديث إلى الصحافة قائلا هذه المرة إنه “سيتعلم الدرس من لقاء أرسنال”، رغم أن اللقاء لُعب على أرضه وأمام جماهيره.

المشكلة ليست في المدرب كثير التصريحات في الآونة الأخيرة بعد توارد أنباء عن قرب رحيله ورحلة بحث يخوضها الفريق لإيجاد بديل له. المشكلة تعكسها الوضعية الكارثية للفريق على سلّم الترتيب في الدوري الإنكليزي الممتاز تحت قيادة النرويجي الذي وضعت فيه إدارة يونايتد كل ثقتها مع نهاية الموسم الماضي ليتولى إعادة خلق فريق جديد قادر على المنافسة محليا وكذلك أوروبيا. لكن لا شيء من هذا أو ذاك تحقق أو في طريقه إلى التحقق.

اعتقدت إدارة فريق “الشياطين الحمر”، المملوك لعائلة جليزر، أن الاقتداء بنماذج مماثلة ربما يكون حلا مناسبا للنهوض بالفريق

يحتل يونايتد الآن المركز العاشر بتسع نقاط بعد سبع مباريات خاضها الفريق، لكن المدرب النرويجي البالغ من العمر 46 عاما يواصل التعنّت والغرور مبديا تحمّسا زائدا عن الحاجة لا بل إنه يعد بإعادة بطل الدوري الممتاز 20 مرة إلى طريق المنافسة. هذا ما يمكن أن يطلق عليه “صُنع المعجزات” وفق الخبراء والمحللين الرياضيين.

ربما قد تتفق بعض الآراء على أنه لا بد من إعطاء فرصة لهذا المدرب الطموح لتكذيب كل التكهنات الخاطئة والتهم التي ارتبطت به منذ توليه الإشراف على الفريق الإنكليزي العريق. لكنّ منتقدين للرجل يرون أنه أخذ فرصته كاملة، وأنه حان الوقت لإيقاف النزيف.

المسألة تبدو مرتبطة بماذا يريد هذا المدرب وما هي استراتيجيته للنهوض بالفريق؟ ما هي خططه التكتيكية في كل مباراة وكيف يوظف المجموعة التي بحوزته في مختلف اللقاءات التي يخوضها؟

هذه الأسئلة وغيرها يبدو أنها عنوان لأزمة كبيرة اسمها سولسكاير أخذ ما يكفي من الوقت في فترة الانتقالات الصيفية الماضية للوقوف على المشكلة التي يمر بها الفريق، لكن ما بدا ظاهرا أن تشخيصه لم يكن بمستوى الأخصائي الماهر الذي يذهب مباشرة ناحية الداء.

المشكلة تعكسها الوضعية الكارثية للفريق على سلّم الترتيب في الدوري الإنكليزي الممتاز تحت قيادة النرويجي الذي وضعت فيه إدارة يونايتد كل ثقتها مع نهاية الموسم الماضي ليتولى إعادة خلق فريق جديد

هناك جانب آخر مهم لفهم الأزمة التي يتخبط فيها الفريق وأضحت تطل برأسها. يتعلق هذا الجانب بمدى اقتناع الإدارة الفنية بأهلية هذا المدير الفني منذ البداية لتولي الإشراف على فريق مثل يونايتد له اسم كبير في الدوري الإنكليزي ويصنف ضمن كبار أوروبا.

هذا المدرب، الذي لا يمتلك حسّا فنيا وتجربته متواضعة في عالم التدريب ووقع تصعيده من صنف الشبان في 2018، بدا أن اختياره كان خاطئا من الأساس. صحيح أن الخطوة لا يمكن تصنيفها إلا في خانة الاعتراف بالجميل الذي تكنّه إدارة الفريق لهذا النجم الذي أمضى مسيرة حافلة بالفريق وتوج معه بعديد الألقاب، لكنه اختيار بدا غير موفق للكثيرين.

اعتقدت إدارة فريق “الشياطين الحمر”، المملوك لعائلة جليزر، أن الاقتداء بنماذج مماثلة ربما يكون حلا مناسبا للنهوض بالفريق، على غرار تجربة زين الدين زيدان الأولى في ريال مدريد. لكن ما يجب أن ينصح به هذا المدرب، أن التدريب عقيدة وإيمان شيوخ وخطط تكتيكية محبكة على الميدان يا سولسكاير ومجموعة من اللاعبين تتجاوب معك وتطبّق ذلك. فقط مطلوب أن تجلس مع نفسك وتسائلها عما تريد وأن تتعلّم من أخطائك التي وقعت فيها منذ توليت مهمة الإشراف على هذا النادي الكبير.

23