باريس تدفع لشطب الخرطوم من قائمة الإرهاب

الخرطوم - قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، إن باريس ستواصل دعوة الولايات المتحدة إلى رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأكد الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي جمعه برئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في الإليزيه أن فرنسا ستقدم 60 مليون يورو لدعم الفترة الانتقالية في السودان.
ويخوض السودان في الأشهر الأخيرة مفاوضات مع الإدارة الأميركية وبعض الدول الأوروبية بهدف رفع اسم البلد من قائمة الدول التي تتهمها واشنطن برعاية الإرهاب.
وكشفت تقارير متواترة عن وجود خطة أميركية تريد تمرير بعض الإملاءات والتنازلات على السودان ومنها تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال المتحدث باسم “مجلس السيادة” السوداني، محمد الفكي، في هذا الصدد إن الخرطوم لن تقدم أي تنازلات مقابل رفع الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الدول التي تتهمها برعاية الإرهاب. ورفعت واشنطن في 6 أكتوبر 2017 عقوبات اقتصادية وحظرا تجاريا كان مفروضا على السودان منذ 1997، لكنها لم ترفع اسم السودان من قائمة “الدول الراعية للإرهاب”، المدرج عليها منذ عام 1993؛ بسبب استضافة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وقال الفكي “أعتقد أن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك سيتحدث إلى كل الدوائر في الإدارة الأميركية، خاصة وأن السياسة الأميركية لا تُصنع في مكان واحد”.
وأكد “الفترة الحالية تحتاج إلى حاجة ماسة للانفتاح على العالم، خاصة وأن الكثير من المشروعات تحتاج إلى التمويل والاستفادة من المراكز العالمية والوصول إلى مراكز البحوث الدولية، ورفع الديون (أكثر من 45 مليار دولار)”.
وأردف “كل تلك الأشياء مرتبطة بإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبالتالي هي مسألة حيوية، وأعتقد أن رئيس الوزراء سيبحثها على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وتوجه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك الأحد من نيويورك إلى باريس، حيث التقى الإثنين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبشأن احتمال تقديم السودان تنازلات لرفع اسمه من القائمة الأميركية، أجاب الفكي بأن “حكومة الفترة الانتقالية ولدت من رحم الثورة، وتتمتع بسند شعبي كبير من كافة أطياف الشعب السوداني، وبالتالي ليست هناك أي حاجة لتقديم تنازلات”.
ويتردد أن تطبيع السودان للعلاقات مع إسرائيل ووقف دعمه للفلسطينيين هما أحد شروط واشنطن لرفع اسم السودان من القائمة الأميركية.
وهو ما علق عليه الفكي بقوله “هذا الحديث سمعناه كثيرا، لكن لم يطلبه منا أحد بصورة رسمية”. وأكد أن “السودان لديه التزام تجاه فلسطين، وهو أمر معروف، ولا نفكر في هذه القضية بمعزل عن دول الإقليم في الجوار العربي”.