العنصرية في الملاعب الإيطالية لا تتوقف

اعتبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو أن الوضع لم يتحسن بخصوص العنصرية في الملاعب الإيطالية، تعليقا على توقف مباراة أتالانتا وفيورنتينا ضمن الدوري المحلي لبضع دقائق، بسبب صيحات عنصرية استهدفت مدافع الأخير البرازيلي دالبير هنريكي.
روما – أكد السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لسلطات كرة القدم الإيطالية أن عقوبة الحظر من دخول الملاعب كانت مطلوبة لمكافحة “المشكلة الخطيرة” للعنصرية. وتأتي تصريحات إنفانتينو بعد وقائع العنصرية التي صدرت عن بعض مشجعي فريق أتالانتا في مباراة الفريق أمام فيورنتينا بالدوري الإيطالي.
ويواجه أتالانتا عقوبات انضباطية محتملة بعد صفارات وصيحات مشجعيه ضد البرازيلي دالبرت مدافع فيورنتينا، والذي دفع بالحكم دانييلي أورساتو لإيقاف المباراة نحو ثلاث دقائق. وتلقى المشجعون تحذيرا عبر الإذاعة الداخلية للاستاد بأن المباراة ستلغى حال واصل المشجعون إهاناتهم العنصرية للاعب.
وقال إنفانتينو، في تصريحات صحافية “الوضع في إيطاليا لم يتحسن وهي مشكلة خطيرة… هؤلاء الناس يجب تحديد هويتهم ومنعهم من دخول الملاعب. الأمر يتطلب، مثلما حدث في إنكلترا، توقيع عقوبات عليهم. يجب ألاّ نخشى إدانة هؤلاء العنصريين. علينا مكافحتهم حتى النهاية”.
وأضاف “تتم مكافحة العنصرية من خلال التعليم، وإدانتها والحديث عنها. لا يمكننا قبول العنصرية في المجتمع وفي كرة القدم”. وتابع إنفانتينو “علينا أن نحدّد هوية المسؤولين ونطردهم من الملاعب. يجب فرض عقوبات واضحة، كما في إنكلترا، يجب ألاّ نخاف من إدانة العنصريين، يجب أن نقاتلهم حتى النهاية”.
ووقعت الأحداث على ملعب “إينيو تارديني” الخاص بفريق بارما، والذي يخوض عليه أتالانتا مبارياته لحين انتهاء عمليات التجديد بملعبه. وتوقفت مباراة أتالانتا وفيورنتينا لبضع دقائق بسبب صيحات عنصرية استهدفت دالبير الذي اشتكى لحكم المباراة دانييلي أورساتو، فاتخذ الأخير قرار إيقاف المباراة وطلب من مذيع الملعب بث رسالة إلى الجماهير بوقف هذه الصيحات، لكنها قوبلت بصفارات الاستهجان.
أحداث تتكرر
منذ بداية الموسم، تم استهداف مهاجم إنتر ميلان الدولي البلجيكي روميلو لوكاكو ولاعب وسط ميلان الدولي الإيفواري فرانك كيسي بصيحات القردة دون اتخاذ أي عقوبة بحق الجماهير وأنديتها. في الموسم الماضي، كان لاعب وسط يوفنتوس الدولي الفرنسي بليز ماتويدي وزميله في الفريق مويس كين ومدافع نابولي الدولي السنغالي كاليدو كوليبالي ضحايا هذه الظاهرة التي تتكرر منذ سنوات في إيطاليا.
كما استهدفت جماهير فيرونا لاعب خط الوسط الإيفواري فرانك كيسي نجم ميلان خلال مباراة الفريقين. وخلال المباراة أمام إنتر ميلان تعالت صيحات تقليد صوت القردة من جانب جمهور كالياري حين توجه لوكاكو لتسديد ركلة جزاء. وقال لوكاكو حينها إنه ضحية للعنصرية ووصف كالياري سلوك مشجعيه بأنه يدعو إلى الخجل.
وقالت اللجنة في بيان إن مسؤولي الأمن العام أبلغوها بشأن “هتافات وأصوات حيوانات وصيحات استهجان” تجاه لوكاكو، مضيفة أنه “لم يتم تفسير ذلك على أنه يحمل صبغة تمييزية لا من جانب الحكام ولا من جانب مراقب المباراة”. واستخدمت اللجنة الحجة نفسها الموسم الماضي حين رفضت فرض عقوبات على كالياري، بعد ادعاءات بتوجيه إساءة عنصرية تجاه مويز كين الذي كان يلعب مع صفوف يوفنتوس حينها.
وفي 2017 خرج الغاني سولي مونتاري لاعب وسط بيسكارا في ذلك الوقت من الملعب شاكيا من انتهاكات عنصرية على ملعب كالياري. ولم تتخذ رابطة الدوري الإيطالي أي إجراء ضد كالياري وقالت إن المتورطين لا يزيد عددهم على عشرة أفراد.
ولم تشر اللجنة إلى ادعاء بحدوث إساءة عنصرية تحدثت عنها وسائل إعلام استهدفت لاعب وسط ميلان فرانك كيسي من الكوت ديفوار، خلال فوز فريقه 1-0 على مستضيفه فيرونا الأحد الماضي. وقال نادي فيرونا إن مشجعيه أصدروا صيحات استهجان تجاه الحكم، لكنه نفى حدوث أي إساءة عنصرية.
وعانت كرة القدم الإيطالية من حوادث عنصرية على مدار العقد الماضي. وفي واحدة من تلك الوقائع خرج ميلانو من الملعب في 2013 خلال مباراة ودية أمام فريق من درجة أدنى احتجاجا على الهتافات العنصرية.
وفي 2014 تم انتخاب كارلو تافيكيو رئيسا للاتحاد الإيطالي لكرة القدم بعد أسابيع من تعليق عن لاعب أفريقي خيالي أسماه اوبتي بوبا وقال إنه من “أكلة الموز” تشبيها بالقردة. ونتيجة لذلك تقرر إيقافه عن تولي أي منصب في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لمدة ستة أشهر واتخذ الاتحاد القاري للعبة قرارا مشابها. بينما برّأه الاتحاد الإيطالي من ارتكاب أي مخالفات.
فريق عمل
في هذا الصدد أعلن نادي ميلان الإيطالي لكرة القدم عن تشكيل فريق عمل لمكافحة العنصرية ومراقبة سلوك الجماهير ومحاولة معالجته داخل ملعب الفريق “سان سيرو” أو على شبكة الإنترنت. وذكرت صحف بريطانية أن مباراة ميلان أمام غريمه التقليدي إنتر ميلان دارت تحت شعار “ديربي ضد العنصرية”، وذلك في أعقاب المشاكل الأخيرة بخصوص العنصرية في الكرة الإيطالية.
وقال إيفان غازيديس المدير التنفيذي لميلان “كرة القدم الإيطالية بحاجة إلى الاستيقاظ، واتخاذ موقف قوي ضد السلوكيات العنصرية”. وأضاف “سيتخذ ميلان موقفا قياديا بشأن هذه القضية، مما يعزز القيم الإنسانية الأساسية، كرة القدم تقدّم مثالا قويا على قوة الوحدة والعمل الجماعي”.