إنفانتينو يمهد لإطلاق مونديال أندية للسيدات

أعرب السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن رغبة في المزيد من الارتقاء بكرة القدم النسائية، عبر إطلاق بطولة كأس العالم للأندية للسيدات وكذلك دوري عالمي لمنتخبات السيدات.
برلين – قال جياني إنفانتينو في مؤتمر صحافي عقد في ميلانو إن الفيفا سيستثمر مليار دولار في كرة القدم النسائية خلال الأعوام الأربعة المقبلة.
وأضاف إنفانتينو أن إطلاق مونديال أندية للسيدات قد يأتي في 2020 أو 2021، “لأنني لا أعتقد أننا بحاجة إلى وقت طويل لإطلاق أو تنظيم بطولة جديدة”.
وأشار إلى أنه يعتبر هذه الخطوة محورية، “لأنه لا يفترض بنا اعتقاد أنه يمكننا تطوير كرة القدم النسائية عبر المنتخبات فقط”.
وأضاف “(أود أن أرى) كأس عالم للأندية للسيدات تبدأ في أسرع وقت ممكن، العام المقبل، أو العام الذي يليه”.
وأردف رئيس الفيفا “نحتاج إلى كأس عالم للأندية تقام ولو كل عام، لاستعراض الأندية من كافة أنحاء العالم، بما يدفع الأندية إلى الاستثمار بشكل أكبر في الكرة النسائية لتتألق حقا على الصعيد العالمي، وتكون كأس عالم حقيقية وفعلية للأندية”.
وأشار إنفانتينو إلى أن الفيفا سيزيد حجم الاستثمارات في الكرة النسائية على مستوى العالم إلى مليار دولار، على مدار الدورة المقبلة التي ستمتد لأربع سنوات.
وتحدث عن الرغبة أيضًا في إطلاق دوري عالمي للسيدات، يتضمن نظام صعود وهبوط ليدعم نظام تصفيات كأس العالم. وقال “في بعض الأحيان يكون نظام التأهل لكأس العالم مستندا فقط على بطولة واحدة، وأحيانا لا يكون الوضع كذلك… سيضمن لنا هذا أن بوسعنا أن نزيد المعيار على مستوى العالم”.
وعن منتخبات كرة القدم للسيدات، قال إنفانتينو إن مونديال السيدات الذي أقيم مؤخرا في فرنسا أظهر “أن ما نحتاج إليه هو إقامة بطولات (للسيدات) على أعلى المستويات”.
وكرر إنفانتينو إبداء رغبته في إطلاق دوري عالمي للمنتخبات، قائلا “سنقدمها (الفكرة) مرارا وتكرارا حتى تتمّ الموافقة عليها”. وجاءت تصريحات إنفانتينو عشية حفل توزيع جوائز الفيفا، المقرر في دار أوبرا “لا سكالا” بمدينة ميلانو الإيطالية.
هجوم قوي
لكن أمام هذا الحماس من قبل الفيفا هاجمت المدربة الأميركية كيلي ليندسي، الاتحاد الدولي ورئيسه السويسري جياني إنفانتينو، بسبب تعمده تجاهل ملف آفة التحرش الذي يعيق تطور كرة القدم النسائية عالميا، حسب وجهة نظرها. نجاحات كرة القدم النسائية في ارتفاع شعبيتها بفضل كأس العالم للسيدات 2019، لم تمنع ليندسي من إعادة ملف آفة التحرش، عبر اتهامها الفيفا بالتقصير، لتؤكد عبر وكالة رويترز بالقول “حتى الآن لا يوجد نظام واضح لمحاربة التحرش”.
وأضافت “حتى عندما تقدم تقريرا للفيفا، لن تحصل على أي شيء، لا أحد يرد عليك، يمكنك إرسال تقرير إلى الاتحادين الآسيوي والفيفا، ولكن لن تحصل على أي شيء”.
وتتذكر ليندسي أيام شكوى لاعبات أفغانستان لأول مرة من تعرضهن للتحرش من أعضاء الاتحاد الأفغاني لكرة القدم، ومنهم الرئيس كرم الدين كريم، حيث تجاهل الاتحاد الآسيوي والفيفا شكوى اللاعبات في بداية الأمر.
إنفانتينو أشار إلى أن الفيفا سيزيد حجم الاستثمارات في الكرة النسائية إلى مليار دولار، على مدار الدورة المقبلة
وأكدت ليندسي على سوء عمل الفيفا في تلقي بلاغات التحرش، قائلة “إنه أمر مثير للاشمئزاز، لا يوجد نظام للتحقيق في التحرش، وحتى الآن لم يضعوا أي نظام، الفيفا لا يمتلك نظامًا لمكافحتها (ظاهرة التحرش)”.
واعترفت المدربة الأميركية للوكالة بأنها تتمنى مقابلة رئيس الفيفا، إنفانتينو، وأضافت قائلة “سأقول له إنني أشعر بالاشمئزاز منه، وسأقولها أمامه، أشعر بالاشمئزاز، هذا هو الرد الذي أشعر به تجاه الفيفا”.
وختمت بالقول “لا يمكن للفيفا الاستمرار بهذه الطريقة، والسماح للاعبين والمدربين والحكام بالتحرش باللاعبات خلف الكواليس دون عقاب”.
رسالة حازمة
وفي سياق متصل وجه الاتحاد الدولي رسالة حازمة وواضحة إلى السلطات الإيرانية، مطالبا بالسماح للنساء بدخول الملاعب، وذلك في أعقاب زيارة وفد منه إلى طهران.
وقام وفد من الاتحاد بزيارة عاصمة الجمهورية الإٍسلامية بدءا من الجمعة، وذلك بعد حادثة انتحار مشجعة أثارت ضجة في البلاد.
ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، يحظر على النساء دخول الملاعب في إيران، حيث اعتبر بعض رجال الدين أنه يجب حمايتهن من “الأجواء الذكورية” ومن “رؤية رجال متخففين من بعض لباسهم”. لكن السلطات سمحت للأجنبيات بدخول الملاعب في مراحل سابقة.
وفي بيان نشر على موقعه الإلكتروني، أشار الفيفا إلى أن وفده أجرى “محادثات مثمرة” في طهران، وأعاد خلالها “تأكيد موقفه الحازم والواضح بأنه يجب على النساء دخول مباريات كرة القدم بحرية، وأن عدد النساء اللواتي يدخلن إلى الملاعب يحدده الطلب وبيع التذاكر”.
وأضاف “ناقش الوفد أيضا الحاجة إلى فتح الملاعب أمام النساء لحضور المباريات الوطنية (المحلية)”، مشددا على أنه سيواصل العمل مع الاتحاد الإيراني للعبة والهيئات الحكومية المختصة “لتطبيق هذه التغييرات المهمة بما يتوافق مع قواعد الفيفا”.
وختم الاتحاد بيانه بعبارة “موقف الفيفا حازم وواضح: يجب السماح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم في إيران، لكل مباريات كرة القدم”.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أشارت إلى أن المسؤولين أكدوا للوفد إجراء تغييرات من أجل السماح للسيدات رسميا بحضور مواجهة كمبوديا ضمن تصفيات كأس العالم 2022 في 10 أكتوبر.
وضغط الفيفا عن طريق رئيسه السويسري جاني إنفانتينو على طهران من أجل السماح للنساء بالدخول إلى الملاعب، ومنحها بحسب تقارير مهلة حتى نهاية أغسطس للاستجابة للطلب تحت طائلة فرض عقوبات محتملة.
وتابعت نساء إيرانيات “للمرة الأولى في 40 عاما” من المدرجات إياب نهائي مسابقة دوري أبطال آسيا في 10 نوفمبر الماضي في طهران بين برسيبوليس الإيراني وكاشيما أنتلرز الياباني، لكن لم يسمح لهن بحضور المباراة الودية بين إيران وسوريا في يونيو الفائت.
وبينما تمكنت نساء من متابعة مباريات دولية في مناسبات سابقة، عانت أخريات من ملاحقة قانونية على خلفية القيام بذلك. فقد أوقفت أربع نساء في ملعب أزادي بسبب دخولهن إلى الملعب قبل أن يفرج عنهن في 18 أغسطس.
وأقدمت المشجعة الثلاثينية سحر خضيري مطلع سبتمبر الحالي على الانتحار بحرق نفسها أمام مدخل محكمة في طهران، بعدما سمعت أحدهم يقول إنه سيتم سجنها 6 أشهر لمحاولتها الدخول متنكرة بزي رجل من أجل حضور مباراة فريقها المفضل استقلال طهران العام الماضي قبل إطلاق سراحها لتاريخ غير محدد.