إدلب رهينة تفاهمات القمة الثلاثية في تركيا

أنقرة تحاول استثمار ملف إدلب، لمقايضة روسيا في ملفات تتعلّق بالشريط الحدودي والأكراد.
الثلاثاء 2019/09/17
علاقات تحكمها المصالح

دمشق - استضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني الاثنين، لمناقشة الوضع في سوريا وخصوصا تحرّكات دمشق لاستعادة إدلب، آخر معقل للفصائل المقاتلة والجهادية في البلاد.

وانضمّ بوتين وروحاني إلى الرئيس التركي في العاصمة أنقرة لعقد خامس قمة ثلاثية بينهم منذ 2017 مرتبطة بالنزاع، وسط اعتقاد بأنها ستكون حاسمة لجهة تكريس هدنة دائمة، أو فتح الباب لتصعيد شامل وإن كان كثيرون يميلون إلى ترجيح كفة الخيار الثاني، خاصة وأن تركيا لم تف بالتزاماتها لجهة حلّ جبهة فتح الشام.

وشدد الرئيس الروسي على ضرورة  اتخاذ اجراءات إضافية لاستئصال خطر الإرهاب في إدلب، لافتا إلى ضرورة عدم تحويل سوريا لمناطق نفوذ، في رسالة بدت موجهة لتركيا والولايات المتحدة.

وتدعم روسيا وإيران الرئيس بشار الأسد، في المقابل تدعم تركيا الفصائل المسلحة وأساسا الجهادية. ومع تمكّن الأسد من تعزيز وضعه، برزت تحوّلات في أولويات تركيا تجاه منع تدفق اللاجئين، والأهم الحيلولة دون تكريس الأكراد لسلطتهم في شمال شرق البلاد.

ويقول محللون إن أنقرة تحاول استثمار ملف إدلب، لمقايضة روسيا في ملفات تتعلّق بالشريط الحدودي والأكراد، وهي تدرك أن استمرار سيطرة الجماعات الجهادية على تلك المحافظة لا يمكن القبول به روسيا.

وتنشر تركيا 12 نقطة مراقبة في إدلب ومحيطها في تطبيق لاتفاق سوتشي الذي تم التوصل إليه قبل عام ونصف العام. لكن تلك النقاط تواجه مخاطر إذ انفصلت إحداها عن باقي أجزاء إدلب عندما تقدمت القوات الحكومية الشهر الماضي. وتواصلت الضربات الجوية في المنطقة رغم اتفاق معلن من جانب واحد لوقف إطلاق النار في 31 أغسطس.

وإلى جانب ملف إدلب بحثت القمة الثلاثية مسألة اللجنة الدستورية.وأشارت المحللة لدى مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة إلى أنّ تشكيل اللجنة سيشكل انتصارا سياسيّا لبوتين يضاف إلى انتصارات روسيا العسكرية في سوريا. لكنها أضافت أن لا يمكن الذهاب في التوقّعات بعيدا.

2