معالجة اضطرابات إدلب على طاولة قمة أنقرة

قمة تركية روسية إيرانية في أنقرة لضمان سريان الهدنة في شمال غرب سوريا.
الاثنين 2019/09/16
مناقشة التطورات في سوريا خاصة في إدلب

أنقرة - يجتمع زعماء تركيا وروسيا وإيران الاثنين في محاولة لضمان سريان هدنة دائمة في شمال غرب سوريا عقب هجمات للقوات الحكومية تهدد بتعميق الاضطرابات الإقليمية وخروج موجة مهاجرين جديدة باتجاه تركيا.

وستركز قمة أنقرة على محافظة إدلب آخر معقل متبق في أيدي قوات المعارضة السورية الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

ويؤيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني الأسد في وجه المعارضة، بينما يدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكذلك الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية فصائل معارضة مختلفة.

واستردت القوات الحكومية، مدعومة بغطاء جوي روسي، معظم الأراضي التي فقدتها في الحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام.

وفي الشهور الأخيرة، هاجمت قوات الأسد محافظة إدلب حيث يتحصن مقاتلون سوريون ومتشددون أجانب بجانب فصائل أخرى أكثر اعتدالا.

وفي إطار اتفاق مع موسكو وطهران قبل عامين، أقامت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في شمال غرب سوريا بهدف الحد من القتال بين الجيش السوري وقوات المعارضة. وتعرضت النقاط العسكرية التركية لإطلاق نار مؤخرا نتيجة الهجوم السوري في المنطقة.

وفي مقابلة مع رويترز يوم الجمعة، حذر أردوغان من أن أي هجوم لقوات الحكومة السورية على نقاط المراقبة التركية سيستدعي ردا من القوات التركية الأمر الذي يهدد بمواجهة مباشرة بين أنقرة ودمشق.

وقال أردوغان لرويترز "في اللحظة التي يتلاعب فيها النظام بنقاط المراقبة، إذا وقع أي هجوم، فإن الأمور ستأخذ منحى مختلفا تماما. لن نكبح تصرفاتنا مثلما نحن الآن. سوف نتخذ أي خطوات ضرورية".

لقاء روسي إيراني تركي
لقاء روسي إيراني تركي

وكان أردوغان وبوتين اتفقا في محادثات بموسكو في آب على "تطبيع" الموقف في المنطقة بعدما طوقت القوات السورية معارضين وموقعا تركيا في خطوة قالت أنقرة إنها هددت أمنها القومي.

وعلى الرغم من وجود علاقة وثيقة بين بوتين وأردوغان بشأن مجموعة من القضايا ومنها الطاقة والتعاون الدفاع، إلا أن الهجمات الأخيرة للقوات السورية أثارت توترا في العلاقات بين أنقرة وموسكو.

ويُجمع مُراقبون سياسيون على أنّ قمة أنقرة الثلاثية سوف تشهد تنازلات تركية مصيرية في الملف السوري، سواء بمقايضة حول مناطق أخرى، أو من دونها في أسوأ الحالات بالنسبة لتركيا التي ستُقر غالباً بفشلها لا محالة في حلّ الجماعات الإرهابية المُسلحة ونزع سلاحها رغم مرور عام على اتفاق سوتشي مع روسيا حول "المنطقة العازلة".

وأثار القتال في شمال غرب سوريا أيضا مخاطر تدفق موجة جديدة من المهاجرين إلى تركيا التي تستضيف حاليا نحو 3.6 مليون لاجئ سوري.

وقالت الأمم المتحدة إن ما يربو على نصف مليون شخص نزحوا منذ أواخر أبريل، وإن معظمهم توغل إلى مسافة أعمق داخل معقل المعارضة وقرب الحدود.

وقال أردوغان إنه ليس بوسع بلاده التعامل مع مثل هذا التدفق للمهاجرين، وكان قد هدد "بفتح الأبواب" أمام المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تحصل أنقرة على مزيد من الدعم الدولي.

وكرر أردوغان يوم الجمعة هذا التهديد وقال إن قمة الاثنين تستهدف وقف تدفق المهاجرين من إدلب وتثبيت وقف لإطلاق النار لمنع سقوط مزيد من الضحايا من المدنيين.

وقال أردوغان لرويترز "ما نتوقعه هنا، ليس وقف إطلاق نار لمدة قصيرة. أولا (نتوقع) وقف الهجرة هنا... ثانيا ضمان وقف إطلاق النار هنا. وثالثا السيطرة بجدية على المنظمات الإرهابية".

وأضاف "لا يمكن أن تستقبل تركيا، التي تستضيف حاليا 3.6 مليون لاجئ، ملايين (أخرى) من الناس الذين سيصلون من هناك... لا نستطيع تحمل ذلك".

ومُني حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة أردوغان بخسائر مفاجئة في انتخابات محلية هذا العام، وكان ضيق الأتراك من اللاجئين السوريين أحد أسباب ذلك. وقال أردوغان أن مليون لاجئ يمكن أن يعودوا إلى "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا تسعى تركيا إلى إقامتها بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وقال موظفو إغاثة وسكان إن القوات الحكومية السورية قصفت ريف إدلب الجنوبي أمس الأحد حيث أوقفت هدنة هجوما عنيفا للجيش قبل أسبوعين.

موجة هجرة محتملة إلى تركيا
موجة هجرة محتملة إلى تركيا