تعثر سيتي يضع مدربه في اختبار اللحاق بليفربول

ابتعد ليفربول بفارق خمس نقاط في صدارة ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز، بفوزه السهل في المرحلة الخامسة على نيوكاسل، وخسارة مطارده بطل الموسمين الماضيين مانشستر سيتي للمرة الأولى أمام الوافد نوريتش. وحافظ فريق المدرب الألماني يورغن كلوب على انطلاقته المثالية بفوز خامس على التوالي.
لندن – تغلّب نوريتش سيتي، المبتلى بالعديد من الإصابات، على مانشستر سيتي حامل اللقب بنتيجة 3-2 في المباراة التي جرت بينهما ضمن الدوري الإنكليزي الممتاز، في لقاء شهد تسجيل المهاجم تيمو بوكي لهدف وتهيئة آخر، في انتصار لا يُنسى على ملعب كارو رود.
وغاب 11 لاعبا عن تشكيلة نوريتش، في ظل معاناة الكثيرين من إصابات خلال العطلة الدولية، لكن هذا لم يوقف الفريق الصاعد لدوري الأضواء عن إنزال أول هزيمة بلاعبي المدرب هذا الموسم.
التحليق عاليا
عندما نجح تيمو بوكي مهاجم نوريتش سيتي في إحراز هدفه الأول بالدوري الإنكليزي الممتاز في شباك ليفربول الشهر الماضي فإنه حقق إنجازا نادرا بالتسجيل من أول محاولة على المرمى في كل موسم من آخر ثمانية مواسم.
ومنذ 2012 تمكّن مهاجم فنلندا البالغ عمره 29 عاما من هزّ الشباك من أول تسديدة على المرمى، وفعل ذلك مع شالكه وسيلتيك وبروندبي ونوريتش، ويملك بوكي سجلا رائعا منذ ذلك الحين.
وبعد خوض 5 مباريات مع فريقه الوافد الجديد على الدوري الممتاز، سجّل 6 أهداف وصنع هدفين، في حين لا يوجد أي لاعب آخر شارك بعدد أكبر من الأهداف في المسابقة خلال الموسم الجاري. ولم يكن غريبا أن ينال بوكي جائزة أفضل لاعب في الدوري في شهر أغسطس، حيث سجل ثلاثة أهداف أمام نيوكاسل يونايتد في إنجاز لم يحققه خلال دوري الدرجة الثانية.
ومع فرض الأندية رقابة قوية على بوكي نجح الهداف الخطير في تشتيت تركيز كايل ووكر مدافع السيتي، وجذب انتباه الحارس إيدرسون قبل أن يصنع الهدف إلى الجناح تود كانتويل، الذي لمس الكرة في الشباك الخالية، وسجّل دون عناء. وقال دانييل فاركه مدرب نوريتش “يفكر تيمو دائما في الفريق أولا؛ ولهذا السبب هو يستحق كل الإشادة. إنه رائع، ليس فقط بسبب تسجيل الأهداف وإنما لجهده أيضا”.
ومع تركيز المدافعين على الحد من خطورة بوكي بمراقبته لأكثر من لاعب فإن ذلك يسمح لباقي اللاعبين بالظهور أيضا، ولا يوجد من استفاد أكثر من كانتويل الذي حصل على تمريرتين حاسمتين من زميله أمام تشيلسي ومانشستر سيتي.
وقال كانتويل “أنا وتيمو لدينا علاقة تعاون رائعة حتى الآن. نحن نبني على ما أنجزناه العام الماضي، ونحن نصنع الأهداف لبعضنا”. ويملك بوكي قدرة فائقة على تسجيل الأهداف، حيث أحرز 29 هدفا في الدرجة الثانية لينال جائزة هداف الموسم، وساهم، بشكل مؤثر، في أن يحرز نوريتش 93 هدفا الموسم الماضي.
ولم يكن ترتيب مباريات نوريتش في الموسم الجديد رحيما بالفريق حيث خاض 3 مباريات أمام “الستة الكبار” في أول 5 جولات بالموسم، وخسر أمام ليفربول وتشيلسي قبل أن يحقق المفاجأة ويُنهي سلسلة من 18 مباراة لسيتي دون هزيمة في الدوري. لكن الأسلوب الهجومي تحت قيادة فاركه ساعد بوكي بشدة على التألق أمام الكبار حيث سجل ثلاثة أهداف وصنع هدفين خلال تلك المواجهات. وقال بوكي “إنها بداية رائعة. كنت أثق في إمكانية التسجيل في هذا المستوى الرفيع، لكنني لم أكن أتوقع أن أهزّ شباك الفرق الكبيرة”.
من ناحية أخرى نجح ساديو ماني وروبرتو فيرمينو في الوصول إلى مستوى مساهمات محمد صلاح، بعد الوجود في ظل تألق اللاعب المصري اللافت للنظر في ليفربول. لم يكن بوسع نيوكاسل يونايتد التعامل مع قوة هذا الثنائي في الدوري الإنكليزي الممتاز، السبت.
وفاجأ نجاح صلاح المذهل في ليفربول الكثيرين لأن لاعب تشيلسي السابق لم يكن يقدّم المستوى نفسه قبل بيعه لروما، في حين نجح بعد ذلك في تسجيل 32 هدفا بالدوري الممتاز في موسم 2017-2018، وهو ما يزيد عمّا سجّله ماني أو فيرمينو.
كما مرر صلاح كرات حاسمة أكثر من ماني أو فيرمينو في موسمه الأول مع ليفربول، لكن هذه الفجوة تقلصت بوضوح.
وفي الموسم الماضي صنع صلاح أكبر عدد من الأهداف من بين لاعبي ليفربول في الدوري الممتاز، لكن ماني عادلَ عدد أهداف اللاعب المصري حيث أحرز كل لاعب 22 هدفا بالمسابقة.
ولم يكن تقلص الفجوة بسبب تراجع صلاح، وإنما بسبب ارتفاع مستوى اللاعبين الآخرين. ويملك ماني نفس رصيد صلاح، البالغ أربعة أهداف هذا الموسم بعدما سجل هدفين في الفوز 3-1 على نيوكاسل. وبعد اللعب مع البرازيل في لوس أنجلوس الأسبوع الماضي حصل فيرمينو على راحة من دخول التشكيلة الأساسية أمام نيوكاسل، لكنه اضطر إلى المشاركة مبكرا بعد إصابة زميله ديفوك أوريغي في الشوط الأول.
وصنع فيرمينو الهدفين الثاني والثالث ليغير شكل المباراة ويرفع رصيده إلى 3 تمريرات حاسمة ويتقدم بتمريرة واحدة على صلاح. وقال فيرجيل فان دايك مدافع ليفربول “أعرف مدى صعوبة الأمر بالنسبة إلى المدافع عندما يتراجع المهاجم إلى الخلف وهو (فيرمينو) يجعل الأمور صعبة على أي مدافع في العالم في اعتقادي”. وأضاف “هو جيد جدا، وأنا سعيد جدا بوجوده في فريقي”.
مساهمة مذهلة
تبدو مساهمات ماني مذهلة مع الأخذ في الاعتبار موسمه الشاق الماضي، حيث انتهى بالتتويج بدوري أبطال أوروبا في مطلع يونيو، وبعد أقل من ثلاثة أسابيع شارك ماني مع السنغال في كأس الأمم الأفريقية. وبلغت السنغال نهائي كأس الأمم، وهو ما تسبّب في عدم انضمام ماني إلى مران ليفربول حتى قبل خمسة أيام من انطلاق الموسم الجديد.
وسجّل ماني، بشكل رائع، هدفه الأول ثم أضاف هدفا بإصرار كبير أمام نيوكاسل، ليصبح اللاعب الوحيد في المسابقة الذي يحرز 25 هدفا أو أكثر منذ انطلاق الموسم الماضي، دون أي هدف من ركلة جزاء. وقال يورغن كلوب مدرب ليفربول “روبرتو شارك في مركزه الطبيعي وكان مذهلا.
وساديو كان مرنا في تلك المساحة ومحمد كان مؤثرا في المواجهات الثنائية خلال اللقاء. سجّلنا أهدافا رائعة وقدّمنا لحظات جميلة من كرة القدم”.
وبعد نجاح صلاح، في تسجيل الهدف الثالث ببراعة، عقب تمريرة مذهلة من فيرمينو، ورفع اللاعب المصري رصيده من المساهمات في الأهداف، سواء بالتسجيل أو الصناعة، إلى ستة أهداف هذا الموسم. لكن ما يميز الفريق الآن هو ارتقاء زميليه إلى مستواه المميز.
وهز ليفربول الشباك 15 مرة هذا الموسم، من بينها أربعة أهداف فقط من لاعبين غير مهاجمين. وفي ظل تطور أداء الثلاثي الهجومي فإن الفريق سيحاول بكل جدية إحراز لقب الدوري لأول مرة منذ 1990. وقد فاز ليفربول في أول خمس مباريات بالموسم الجاري.