مطار بربرة مشروع واعد يعيد خارطة النقل الجوي إلى شرق وجنوب أفريقيا

مقديشو - أعلن رئيس حكومة جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند)، موسى بيهي عبدي، السبت، تحويل مطار بربرة العسكري، الذي تديره الإمارات، إلى مطار مدني لاستقبال رحلات داخلية وخارجية، في خطوة من شأنها أن تعيد خارطة النقل الجوي إلى شرق وجنوب أفريقيا بدل الاعتماد على مطار إسطنبول في رحلة طويلة ومرهقة.
وأضاف عبدي أن المطار سيصبح على مساحة نحو خمسة كيلومترات مربع، وسيتم تجهيزه لاستقبال طائرات من الطراز الكبير.
وتابع أنه خلال الأسبوع الجاري ستأتي الشركات المعنية لبناء المطار وتجهيزه على طراز يضاهي المطارات العالمية.
ويقول خبراء في المجال إن هذا المطار الذي تشرف على إعادة توسيعه الإمارات سيكون أشبه بنقطة تواصل جوي لأفريقيا الشرقية، أي منطقة لتبديل الطائرات، وهو ما يساعد على اختصار المسافات ويغير من طبيعة النقل الجوي لشرق وجنوب أفريقيا.
ويعتقد هؤلاء أن مطار بربرة سيقطع الطريق أمام مطار إسطنبول الذي يعمل على أن يكون نقطة الانطلاق نحو أفريقيا.
وفضلا عن ذلك، فإن المطار الجديد من شأنه أن يحيي اقتصاد المنطقة ويضيف أرض الصومال إلى مناطق النمو المستقرة في القرن الأفريقي التي تدعمها الإمارات مثل إثيوبيا وإريتريا.
وتوسع الإمارات دائرة أنشطتها الاقتصادية والتنموية في جمهورية أرض الصومال في سياق استراتيجيتها الهادفة إلى دعم الاستقرار في شرق أفريقيا من خلال استثمارات ضخمة تعمق الاستقرار في المنطقة من جهة وتساعد على بناء علاقات استراتيجية تكون بمثابة حزام للأمن القومي لدول الخليج.
وتنصبّ الجهود الإماراتية على بسط الاستقرار في الدول الأفريقية الواقعة في الجوار العربي ومن ثم تثبيته بتنشيط عملية التنمية في تلك الدول، ليس فقط عن طريق بذل المساعدات لها، ولكن أيضا عن طريق الدخول في شراكات اقتصادية مربحة معها.
وتنطوي هذه الاستراتيجية على فوائد كثيرة ليس أقلّها ملء الفراغات وسدّ الطريق على قوى خارجية منافسة مثل تركيا وإيران اللتين اعتادتا على تسويق الأيديولوجيا والأجندات السياسية ضمن إطار المصالح الاقتصادية والتبادلات التجارية.
وأعلن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال زيارة لإثيوبيا حزمة دعم قدرها ثلاثة مليارات دولار تتألف من مليار دولار وديعة في البنك المركزي الإثيوبي، وتعهد بملياري دولار في هيئة استثمارات.
وقال مسؤولون إثيوبيون إن الوديعة ساعدت في تخفيف أزمة نقد أجنبي سببت نقصا في الأدوية وتباطؤا في التصنيع.
ويحسب للإمارات أنها كانت وراء المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا منهية عقودا من الصراع.
وقال سعد علي شير وزير خارجية منطقة أرض الصومال “إن علاقة (الإمارات) الطيبة مع كلا الطرفين ساهمت في إعادة تأسيس العلاقة بين إثيوبيا وإريتريا ونرى ذلك أمرا إيجابيا”.
ومن شأن توسيع مطار بربرة ليكون منطقة تبديل طائرات أن يغير وجه مدينة بربرة من منطقة منسية إلى فضاء اقتصادي وسياحي حيوي.
وتعتبر مدينة بربرة وميناؤها الاستراتيجي أهم الأوراق التي تسعى جمهورية أرض الصومال -التي انتقلت من وضع الحكم الذاتي إلى إعلان الانفصال عن الصومال- إلى استثمارها كورقة عبور رئيسية نحو الاعتراف الدولي بهذه المنطقة الصومالية التي تحدد أهميتها بأهمية موقعها على البحر الأحمر والقرن الأفريقي وما يمكن أن تلعبه من أدوار في ملفات جيوسياسية واقتصادية شائكة.
ولم يبلغ ميناء بربرة مستوى الحداثة الذي يطمح إليه، لكن موقع المرفأ عند مدخل مضيق باب المندب رابع أهم المعابر البحرية العالمية للتزود بالطاقة، يفتح الباب أمام الكثير من الأحلام خصوصا منذ أنه تم في مارس 2018 توقيع اتفاق ثلاثي بين أرض الصومال وشركة موانئ دبي العالمية وإثيوبيا.