إغراءات عسكرية أميركية لمصر لسد أي ثغرات أمام روسيا

القاهرة - وافقت وزارة الخارجية الأميركية على منح المساعدات العسكرية لمصر، والتي تبلغ نحو 1.3 مليار دولار، كاملة على الرغم من وجود تحفظات من جانب منظمة حقوق الإنسان.
وتثير هذه الخطوة تساؤلات عدة من حيث دلالة توقيتها خاصة وأن الإدارة الأميركية الحالية تتعامل مع مسألة المساعدات بحساسية مفرطة، وليس في قاموسها تقديم دعم دون حافز قوي.
وكشف موقع “مونيتور” أن وزير الخارجية مايك بومبيو أرسل مذكرة للكونغرس، طالب من خلالها منح مصر المساعدات كاملة، وعدم اقتطاع 300 مليون دولار -كما يصر بعض أعضاء الكونغرس- قبل إرسال المساعدات في 30 سبتمبر.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من لقاء جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، وذلك على هامش قمة مجموعة دول السبع التي انعقدت في نهاية أغسطس بياريتز الفرنسية.
وذكر الموقع أن بومبيو وصف في رسالته مصر بأنها هامة للغاية لمصالح الأمن القومي الأميركي، خصوصًا في ما يتعلق بحرية الوصول إلى قناة السويس ومكافحة الإرهاب في سيناء وعلى طول الحدود مع ليبيا والسودان.
وأشار إلى أن قرار الخارجية الأميركية يعكس مدى قوة العلاقات المصرية الأميركية بغض النظر عن الخلافات في بعض القضايا الدولية والداخلية، حيث يعتبر الرئيس دونالد ترامب نظيره عبدالفتاح السيسي صديقا قويا له منذ فترة طويلة.
ولفت “مونيتور” إلى أن خارج البيت الأبيض كانت هناك بعض الأصوات المعارضة لمصر في الكونغرس، وحاول أعضاء مجلس النواب تصعيد الأمر إلى مجلس الشيوخ، ولكن محاولاتهم فشلت لخفض المساعدات، ويعد السيناتور باتريك ليهي من أبرز النواب المعارضين لمصر حتى أنه رفض علاج سائح أميركي أصيب في مصر.
والمساعدات الأميركية لمصر هي مبلغ ثابت تتلقاه سنويا من الولايات المتحدة منذ توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في العام 1978. ويبلغ مجمل المساعدات لمصر 2.1 مليار دولار، بينها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية.
وقدم مجلس الشيوخ الأميركي في يونيو 2014 مقترحا لخفض المعونة العسكرية لمصر من 1.3 مليار دولار سنويا إلى مليار دولار فقط، وكذلك خفض المعونة الاقتصادية من 250 مليون دولار إلى 150 مليون دولار، حيث تم تعليق جزء من المعونة العسكرية بعد أحداث 30 يونيو 2013 لأسباب مرتبطة بحقوق الإنسان.
وأكد الموقع أن مصر حققت تقدما كبيرا في ما يتعلق بجرائم الكراهية ضد المسيحيين، وانخفض معدل العنف بصورة كبيرة للغاية.
ويرى محللون أن الخطوة الأميركية بمنح مصر المساعدات العسكرية كاملة تعود إلى أهمية هذا البلد بالنسبة للاستراتيجية الأميركية في المنطقة، وهناك تخوّف من أن التعاون الروسي المصري المتنامي خاصة على الصعيد الدفاعي قد يدفع القاهرة بعيدا، وبالتالي ضرورة تصويب مسار الأمور.
وتخشى إدارة ترامب أن تستثمر روسيا أي فجوات مع مصر، في تكرار لما نجحت فيه مع تركيا. ولا يستبعد المحللون أن تكون المسألة مرتبطة أيضا بخطة السلام الأميركية المعروفة بـ”صفقة القرن”، التي أخذت حيزا مهما خلال لقاء ترامب والسيسي الأخير.
وتسعى الإدارة الأميركية إلى استمالة القاهرة لدعم خطة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكان مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر قد عرض على السيسي خلال زيارته لمصر في إطار جولة شرق أوسطية في يوليو الماضي إقامة مؤتمر في كامب ديفيد، تحضره السلطة الفلسطينية لمناقشة الخطة الموعودة.
ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي نقاش لخطة لا تتضمن الأسس المعروفة للسلام وهي إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضي 1967 عاصمتها القدس الشرقية.