أردوغان يردّ على انتقادات أوغلو بفصله من الحزب

اللجنة التنفيذية المركزية للعدالة والتنمية تطلب رسميا فصل أربعة من الحزب بينهم داوود أوغلو.
الثلاثاء 2019/09/03
سيدفع ثمن تفرده بالسلطة

أنقرة – أحال حزب العدالة والتنمية الحاكم منظر الحزب ورئيس الحكومة السابق أحمد داوود أوغلو إلى مجلس تأديب بعد تصريحات مثيرة تحدّت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

جاء ذلك بعد أن طلبت اللجنة التنفيذية المركزية للعدالة والتنمية في اجتماع أمس الاثنين فصل أربعة من الحزب بينهم داود أوغلو. ومن المتوقع أن يصدق مجلس التأديب بالحزب على ذلك خلال الأيام القليلة القادمة.

وقال مراقبون إن مساعي الحزب الحاكم إلى فصل داوود أوغلو تأتي بعد خروج هذا الأخير عن صمته وانتقاد سياسات الرئيس التركي علنا.

ووصفت المصادر ذاتها الخطوة بـ"البائسة"، حيث لا يوجد بيد أردوغان اليوم أي وسيلة لمنع هذه التحركات التي من شأنها أن تغير المشهد السياسي في البلاد وتسحب بساط السلطة من تحت أقدامه، وسط توقعات باتجاه كل من أوغلو والرئيس السابق عبدالله غول نحو تأسيس حزبين جديدين.

وتوعد الرئيس التركي رفقاء الأمس، الذين وصفهم بالخونة، بمنعهم من تأسيس أي حزب سياسي سيكون على حساب حزبه الحاكم وسيقلص من مخزونه الانتخابي.

ويعيش حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا اليوم على وقع أزمة داخلية عميقة تنذر بتفككه، وسط تصاعد أصوات من داخل الحزب تنادي بضرورة وضع حد لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتفرده بالسلطة.

ويرى ساسة من داخل الحزب الحاكم أن الأزمات المتتالية التي تعصف بالبلاد على كل الأصعدة تعود إلى السياسات الخاطئة التي ينتهجها أردوغان وتفرده بالرأي.

وحجم الانتقادات التي وجهت إلى أردوغان، من داخل حزب العدالة والتنمية، وتحديدا رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو والرئيس التركي السابق عبدالله غول، يعكس عمق الأزمة التي يعيشها الحزب الحاكم واتساع دائرة الرافضين لسياسات الرئيس التركي.

Thumbnail

ولعل النكسات المتتالية التي تعرض لها الحزب الحاكم في الفترة الأخيرة، دفعت رفقاء الأمس إلى الخروج عن صمتهم ومواجهة الرئيس التركي باعتباره المسؤول الأول عن ما يعانيه الحزب الحاكم اليوم من تصدع إضافة إلى الوضع العام في تركيا.

وأثار أردوغان جدلا كبيرا حيال استغلاله لمحاولة الانقلاب الفاشلة كوسيلة لتصفية خصومه السياسيين مما أطلق العنان لانتقادات واسعة من المجتمع الدولي نظرا لارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، إضافة إلى السياسات الخاطئة التي انتهجها بشأن الأزمة الاقتصادية الحادة وانحدار الليرة التركية.

وكان داود أوغلو قد اختلف مع أردوغان في عام 2016، وحل محله فيما بعد بن علي يلدريم رئيسا للوزراء، وانتقد داود أوغلو في السابق سياسات حزب العدالة والتنمية وإدارة الحكومة للاقتصاد كما انتقد أردوغان نفسه بعد الهزيمة القاسية التي مني بها حزب أردوغان في الانتخابات المحلية.

كما استقال علي باباجان نائب رئيس الوزراء السابق من الحزب فيما أرجعه إلى "خلافات عميقة" ولمح إلى تشكيل حزب جديد. وقالت مصادر مطلعة إن باباجان والرئيس السابق عبد الله غول يعتزمان تدشين حركة منافسة هذا العام.