مهمة شاقة لممثلي العرب في مونديال السلة

تنطلق السبت فعاليات النسخة الثامنة عشرة من بطولة كأس العالم لكرة السلة، والتي تستضيفها الصين حتى 15 سبتمبر المقبل بمشاركة 32 منتخبا من أربعة اتحادات قارية. وكما هو الحال في النسخ الماضية، يستحوذ المنتخب الأميركي على قدر هائل من الترشيحات للفوز باللقب. وستكون الأنظار شاخصة نحو ممثلي العرب وهما كل من منتخبي تونس والأردن رغم صعوبة المهمة.
شنغهاي (الصين) – تفتتح السبت النسخة الثامنة عشرة من بطولة العالم لكرة السلة التي تستضيفها الصين حتى 15 سبتمبر، وسط طموحات مشروعة لمنتخبات مثل صربيا، أستراليا، إسبانيا، الأرجنتين، ليتوانيا أو فرنسا بإزاحة الولايات المتحدة عن العرش في ظل غياب النجوم الكبار عن بطل النسختين الماضيتين وصاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب (5).
اللقب العالمي ليس هو الوحيد على المحك في المونديال الصيني، بل هناك المقاعد المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو الصيف المقبل حيث يتأهل أصحاب أفضل ترتيب من القارات الخمس (واحد عن أفريقيا وواحد عن آسيا لينضم إلى اليابان المضيفة، وواحد عن أوقيانوسيا واثنان عن كل من الأميركيتين وأوروبا).
وستكون الأنظار شاخصة في الدور الأول على المجموعة الثامنة التي سميت “مجموعة الموت”، إذ تضم أستراليا وليتوانيا والسنغال وكندا التي يقودها المدرب الأميركي نيك نورس القادم من تتويج تاريخي مع تورونتو رابتورز بلقب الدوري الأميركي.
ويشارك في البطولة أيضا منتخبا تونس والأردن، وقد وقع الأول في المجموعة الثالثة الصعبة التي تضم إسبانيا، آخر بلد متوج باللقب العالمي قبل الولايات المتحدة عام 2006، وإيران وبورتوريكو، فيما جاء الثاني في المجموعة السابعة الصعبة جدا أيضا بصحبة فرنسا وألمانيا وجمهورية الدومينيكان.
غياب النجوم
قد يكون الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني حلم أي لاعب، لكن الأمر مختلف عند الأميركيين إذ يفضل نجومهم التفرغ لاستعدادات الموسم الجديد من دوري المحترفين، وبالتالي قرار الغياب عن المنتخب الوطني في الاستحقاقات الكبيرة ليس بالشيء الجديد. لكن بالنسبة للنسخة الثامنة عشرة من بطولة العالم التي ارتفع عدد المنتخبات المشاركة فيها من 24 إلى 32 للمرة الأولى موزعة على 8 مجموعات على أن يتأهل المتصدر والوصيف إلى الدور الثاني الذي يقام أيضا بنظام المجموعات (أربع مجموعات يتأهل عنها إلى ربع النهائي الأول والوصيف)، فإن الغيابات كانت أكثر من المتوقع.
وسيضطر المدرب الجديد غريغ بوبوفيتش والطاقم المساعد ستيف كير ولويد بيرس ودجاي ورايت، خوض المونديال الصيني بلاعبين من الصف الثاني بعد قرار نجوم مثل ليبرون جيمس، كواهي لينارد، ستيفن كوري، جيمس هاردن، أنتوني ديفيس، راسل وستبروك وبول جورج، الاعتذار من أجل التركيز على مشاغلهم الشخصية.
يشارك في البطولة منتخبا تونس والأردن، وقد وقع الأول في المجموعة الثالثة، فيما جاء الثاني في المجموعة السابعة
بينما يغيب كيفن دورانت، كايل لاوري وكلاي طومسون بسبب الإصابة. وسيكون نهائي المونديال الصيني المقرر في 15 سبتمبر قبل أسبوعين فقط من انطلاق المعسكرات التدريبية لأندية دوري المحترفين الذي ينطلق في 22 أكتوبر المقبل.
وفي ظل التغييرات الكثيرة الذي شهدها موسم الانتقالات الحرة هذا الصيف والمنافسة الحامية المتوقعة، لاسيما في المنطقة الغربية التي تعتبر نصف أنديتها مرشحة بقوة لمحاولة انتزاع اللقب من تورونتو رابتورز، يحاول “معظم اللاعبين النجوم المحافظة على طاقتهم. أعتقد أنه الهدف الرئيسي خلف قرار الانسحاب” من المنتخب بحسب سام ميتشل، المحلل التلفزيوني الذي لعب في الدوري بين 1989 و2002 ودرب فيه قرابة ستة مواسم.
الإنذار الأسترالي
أعطت مباراة عطلة نهاية الأسبوع الماضي التي خسرها المنتخب الأميركي وديا أمام نظيره الأسترالي 94-98 في ملبورن، لمحة عما ينتظر بوبوفيتش في المونديال الصيني الذي يخوضه وفريقه ضمن المجموعة الخامسة إلى جانب تركيا القوية واليابان وتشيكيا التي تشارك للمرة الأولى منذ الانفصال عن سلوفاكيا.
وأنهى الأستراليون مسلسل المباريات المتتالية دون هزيمة للمنتخب الأميركي عند 78 إن كان في البطولات الرسمية أو وديا، لكن بوبوفيتش بدا متفائلا رغم ذلك لأن “أحدا لا يفوز إلى الأبد. وانتفض المنتخب الأميركي في مباراته التحضيرية الأخيرة بفوزه على جاره الكندي بالفوز عليه 84-68 بفضل جهود الثلاثي هاريسون بارنز (16 نقطة) وكمبا ووكر (15) وغايلون براون (16).
وأقر لاعبو المنتخب الأميركي بأنهم يحتاجون إلى بعض الوقت من أجل التأقلم على اللعب مع بعضهم البعض وحتى على المباريات الدولية التي تختلف وتيرتها عن الدوري الأميركي بحسب ما أشار لاعب ارتكاز إنديانا بيسرز مايلز تورنر بالقول “في كثير من مباريات الدوري الأميركي للمحترفين، ننتظر حتى الربع الرابع لحسم الأمور. لكن هنا، عليك أن تقدم كل ما لديك منذ كرة البداية”. ورأى أنه “في هذه الفرق (المنتخبات)، الجميع يريد الفوز على الولايات المتحدة. نحن الفريق الأهم والجميع يريد إسقاطنا كل ليلة”.
من المؤكد أن المنتخب الأميركي الحالي بعيد كل البعد عن “فريق الأحلام” الأول الذي فاز بذهبية أولمبياد برشلونة عام 1992 بقيادة أساطير مثل مايكل جوردن، لاري بيرد، سكوتي بيبن، تشارلز باركلي، ماجيك جونسون أو كلايد دراكسلر. ووجد بوبوفيتش نفسه مضطرا لخوض بطولة العالم بمواهب صاعدة، ما فتح باب الأمل أمام المنتخبات الأخرى بإزاحة الأميركيين عن العرش الذي تربعوا عليه 5 مرات (رقم قياسي مشاركة مع يوغوسلافيا السابقة).
التهديد الأكبر
صحيح أن الفريق الحالي لا يقارن بأي شكل من الأشكال بفريق أولمبياد برشلونة 1992، لكن بإمكان الأميركيين التفاؤل رغم ذلك، استنادا لمشاركاتهم السابقة في المونديال بفرق رديفة، على غرار عام 2010 حين توج بطلا مع لاعبين كانوا مغمورين في حينها وأصبحوا نجوما كبار لاحقا، مثل كيفن دورانت، راسل وستبروك، ستيفن كوري وكيفن لوف. ولم يختلف الأمر في 2014 حين احتفظوا باللقب مع لاعبين يشكلون حاليا أبرز نجوم الدوري، مثل جيمس هاردن، أنتوني ديفيس، كلاي طومسون، كوري وأفضل لاعب في المونديال الإسباني كايري إيرفينغ.
ويبدأ الأميركيون حملة الدفاع عن لقبهم الأحد في شنغهاي حين يواجهون تشيكيا في المجموعة الخامسة التي تعتبر تركيا، وصيفة عام 2010، المنافس الأبرز لرجال بوبوفيتش. وإذا كان هناك من منتخب قادر على خلافة الأميركيين على العرش، فهو المنتخب الصربي الذي يعتبر الأقوى بين المرشحين الآخرين، لاسيما أنه وصل إلى نهائي النسخة الأخيرة عام 2014 قبل أن يخسر بفارق كبير 92-129.
وخلافا للولايات المتحدة، بإمكان صربيا الاعتماد على كافة نجومها في الدوري الأميركي، على رأسهم لاعب ارتكاز دنفر ناغتس نيكولا يوكيتش وصانع ألعاب ساكرامنتو كينغز بوغدان بوغدانوفيتش. لكن المدرب ألكسندر دجوردجيفيتش حذر لاعبيه الذين وقعوا في المجموعة الرابعة إلى جانب إيطاليا وأنغولا والفلبين، بألا يكونوا “استعراضيين”، مشددا على الانضباط في كل لحظة وبأنه “يجب أن يلعبوا ببساطة، معا، بمسؤولية كبيرة”.