تركيا تبحث عن نفوذ في موريتانيا من بوابة العمل الخيري

الحكومة الموريتانية تعمل لوضع حد لمحاولات التغلغل التركية من خلال إغلاق الجمعيات التي كانت تتلقى دعما مباشرا من أنقرة.
السبت 2019/08/17
مساعدات ملغومة

سيد محمد ولد زين العابدين

نواكشوط – كثفت تركيا من أنشطتها ذات الصبغة الخيرية في موريتانيا في محاولة يبدو أنها تهدف للبحث عن نفوذ في هذا البلد الأفريقي.

ووزع وقف الديانة التركي 8 آلاف و407 حصص من لحوم الأضاحي، على 50 ألفا من المحتاجين في موريتانيا. كما وزّع طاقم الوقف الهدايا على الأطفال.

ويقول نائب في البرلمان الموريتاني لـ”العرب”، اشترط حجب هويته، إن الحكومة الموريتانية تعمل لوضع حد لمحاولات التغلغل التركية من خلال إغلاق الجمعيات التي كانت تتلقى دعما مباشرا من أنقرة.

وأضاف أن السلطات وجهت طلبا رسميا للسفارة التركية بصيغة إنذار يحدد الطريقة التي يمكن لتركيا أن توزع بها أي مساعدات لموريتانيا، بما فيها الأضاحي التركية التي وزعت على بعض فقراء موريتانيا يوم عيد الأضحى.

ويؤكد النائب البرلماني أن تلك الأضاحي وصلت عن طريق السفارة التركية لكن عمل توزيعها تم بالتنسيق مع الحكومة الموريتانية.

وبدأ الحضور التركي في موريتانيا منتصف العام 2004 عندما منحت سلطات نواكشوط ترخيصا بافتتاح مدارس برج العلم التابعة لحركة الخدمة التي يتزعمها الداعية والمفكر التركي فتح الله غولن.

وظلت مدارس غولن هي الممثل الوحيد للدبلوماسية التركية في موريتانيا حتى العام 2011، تاريخ افتتاح أول سفارة تركية في نواكشوط.

وفي نهاية العام 2016 توجهت الحكومة التركية بطلب رسمي لموريتانيا بتسليم عدد من أنصار غولن لاتهامهم في المحاولة الانقلابين الفاشلة، حيث ضغطت تركيا مدعومة بالنظام القطري على نواكشوط من أجل سحب التراخيص وإغلاق المدارس وتسليمها للسفارة التركية.

واستجابت موريتانيا في العام 2018 لسحب تراخيص مدارس غولن وتحويل ملكيتها إلى رجال أعمال موريتانيين، دون أن تتعرض بأذى لطواقمها الذين استفاد عدد منهم من حق اللجوء السياسي في موريتانيا.

ويقول المحلل السياسي الموريتاني محمد ولد سيدي لـ”العرب”، إن حاجة موريتانيا الماسة للمساعدات الخارجية شكلت فرصة لتركيا التي حاولت جاهدة التغلغل في البلاد، وذلك من بوابة العمل الخيري حيث حصلت على ترخيص لمدارس أطلقت عليها معارف التركية، وأقنعت عدة منظمات تابعة للإخوان بفتح فروع في موريتانيا، وحصلت 4 منها على تراخيص عمل وهذه المنظمات هي، “الخير” و”ندوة الشباب الإسلامي” و”الإصلاح” و”يدا بيد”.

ويضيف ولد سيدي أن موريتانيا اشترطت على هذه المنظمات عدم التدخل في الشأن السياسي وهو ما لم يحدث، حيث أصبحت هذه المنظمات منصة لنشر الفكر الإخواني، وهو ما جعل موريتانيا تعيد حساباتها من جديد وتلوح أكثر من مرة بتوقيف نشاطاتها.

في مطلع العام 2018 شعرت الحكومة الموريتانية بخطورة التغلغل التركي مع تصنيف الرئيس السابق للبلاد محمد ولد عبدالعزيز لجماعة الإخوان كجماعة إرهابية، قبل أن تقرر نواكشوط قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.

ويرى الدكتور الطالب ولد عالي أستاذ في جامعة نواكشوط، أن القرارات الموريتانية شكلت ضربة قوية للمحور القطري التركي الذي تأكد من نهاية أحلام التغلغل في موريتانيا.

4