ظريف في الكويت لإذكاء مخاوفها من التصعيد

علاقات طهران مع مسقط والدوحة والكويت تظل نفسية بالأساس حيث تعطي الشعب الإيراني انطباعا بعدم العزلة في محيطه.
السبت 2019/08/17
علاقات صورية

الكويت - كثّفت إيران بشكل واضح من تحرّكاتها باتجاه الكويت سعيا لبناء علاقات معها ترتقي إلى مستوى العلاقات التي تجمعها بكل من سلطنة عمان وقطر.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الجمعة، أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف سيزور الكويت، السبت، في سياق مواصلة المشاورات الإقليمية التي يجريها.

وكان ظريف قد زار قطر مطلع الأسبوع الجاري وسلّم أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رسالة خطية من الرئيس الإيراني حسن روحاني “تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها وبعدد من القضايا الإقليمية والدولية”.

ويقول متابعون للشؤون الخليجية والشرق أوسطية إنّ إيران تعلم جيّدا أنّ آفاق علاقاتها بكلّ من مسقط والدوحة والكويت تظل محدودة مهما كانت متانتها، ولا يمكن أن ترتقي إلى مستوى التحالف الاستراتيجي نظرا للارتباطات الضرورية لتلك العواصم بواشنطن، لكنّ طهران لا تيأس رغم ذلك من محاولة إثناء المزيد من بلدان المنطقة عن المشاركة في أي إجراء عملي يمكن أن تقدم عليه الولايات المتحدة لمواجهة التهديدات الإيرانية لأمن الملاحة البحرية، حيث عرضت واشنطن مؤخّرا تشكيل منظومة أمنية عسكرية إقليمية ودولية مضادة لتلك التهديدات. وفي المقابل سارعت طهران إلى طرح نفسها كقائدة لعملية تأمين الممرات البحرية الاستراتيجية في المنطقة عارضة صيغة تعاونية بين بلدان الإقليم للقيام بتلك المهمّة.

ورغم ما يبدو ظاهريا من نجاح إيراني في استمالة قطر والكويت، إضافة إلى “الصديق التقليدي” سلطنة عمان، إلاّ أنّ البلدان الثلاثة لا تملك الكثير من الخيارات في حال طلبت منها الولايات المتحدة الانضمام عمليا إلى أي إجراء فعلي ضدّ إيران.

Thumbnail

ومن هذا المنظور يرى محلّلو الشؤون الخليجية أن الفائدة المتأتية لإيران من علاقاتها مع مسقط والدوحة والكويت تظل نفسية بالأساس حيث تعطي الشعب الإيراني انطباعا بعدم العزلة في محيطه.

وسبق للقيادة الكويتية أن عبّرت عن بالغ قلقها من موجة التصعيد بين واشنطن وطهران والتي طالت تداعياتها المنطقة، حيث حذّر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد من “المستجدات الخطرة التي يشهدها المحيط الإقليمي”، داعيا قوات بلاده إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر إزاءها.

ولاحقا أعلنت الكويت عن اتخاذها إجراءات عملية شملت تأمين الحاجات الضرورية واتخاذ احتياطات أمنية تحسّبا لأي منزلق قد تسير نحوه الأحداث في المنطقة.

3