اتساع نطاق حرب المطارات في ليبيا

ميليشيات مصراتة تسعى للسيطرة على حركة الملاحة الجوية في المنطقة الغربية من خلال حصرها في مطار مدينتها.
الجمعة 2019/08/16
مطار معيتيقة هدف للجيش والمليشيات

 طرابلس – وسّع قصف الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لمطار زوارة الذي تحوّل إلى قاعدة جديدة لانطلاق الطائرات التركية المسيرة، حرب المطارات المشتعلة في البلاد منذ بداية معركة تحرير طرابلس.

واقتصرت حرب المطارات في البداية على قصف قاعدة الوطية الذي كان رد الجيش عليه يقتصر على استهداف الجانب العسكري من مطار معيتيقة آخر منفذ جوي تبقى لسكان طرابلس بعد حرق ميليشيات فجر ليبيا الإسلامية لمطار طرابلس في 2014.

ورغم نجاح الجيش الليبي في استنزاف سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق حيث تمكن من إسقاط ثلاث طائرات، إلا أن دائرة هذه الحرب أخذت في الاتساع بعد أن أصبحت حكومة الوفاق تعول على الطائرات التركية المسيرة في معركتها الجوية ضد الجيش.

وقامت قوات الجيش في يوليو الماضي، بتدمير غرفة عمليات وتحكم رئيسية للطائرات المسيرة التركية في قاعدة طرابلس الجوية.

ونفذت طائرات تركية مسيرة غارات استهدفت قاعدة الجفرة ليرد الجيش بقصف قاعدة مصراتة العسكرية التي تستخدم لإقلاع الطائرات التركية.

وأعلن الجيش الليبي الخميس أنه استهدفت مطار زوارة على بعد 120 كلم غرب العاصمة طرابلس، والذي يستخدم لإقلاع الطائرات التركية المسيرة.

وأوضح اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش عبر صفحته الرسمية على فيبسوك، “بعد جمع المعلومات عن حركة الطائرات التركية المسيرة، تأكدنا أنها تستعمل هنقرين (مرآبين) داخل مطار زوارة”.

وأضاف “قامت طائرات سلاح الجو صباح اليوم بضرب الهنقرين وتسويتهما بالأرض، وتم تفادي ضرب مهبط وصالة الركاب بالمطار”. واعتبر المسماري، الاستهداف “رسالة إنذار لأي مكان يتواجد به أي تهديد لمقدرات شعبنا أو لوحدات قواتنا المسلحة”.

ونشرت قوات عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، صورا تظهر بقايا شظايا وحفرة ضخمة في مدرج مطار زوارة أكدت أنها جاءت نتيجة لقصف قوات الجيش.

ودخل الشق غير العسكري من مطار معيتيقة نطاق الحرب بسبب خلافات داخلية بين الميليشيات في طرابلس وهو الأمر الذي تحاول حكومة الوفاق التغطية عليه باتهام الجيش باستهدافه وهو ما ينفيه بشدة.

وتسبب سقوط قذائف صاروخية داخل مطار معيتيقة الدولي في وقت متأخر ليلة الأربعاء الخميس، في مقتل حارس أمن وإصابة آخرين بجروح، بحسب ما أفاد مصطفى المجعي، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق.

ونفى اللواء المبروك الغزوي آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبي مسؤوليتهم عن استهداف مطار معيتيقة متهما جماعات مسلحة بالوقوف وراء هذا العمل وتكراره بصفة دورية.

وقال الغزوي “رصدنا إطلاق مقذوفات من داخل معسكر ‘حوازة النعام’ وشمالا من موقع آخر قرب التقاطع المعروف باسم (أربعة شوارع الكهرباء) وذلك على يد ميليشيات متطرفة متمركزة هناك ما بين الساعة 1:10 و1:20 من صباح الخميس”. وتساءل في تصريحات لصحيفة “المرصد” الإلكترونية عن السبب الذي يدفع الجيش لاستهداف المطار بالهاون إذا كان قد نجح خلال الفترة الماضية في توجيه ضربات دقيقة استهدفت الجناح العسكري للمطار.

دائرة الحرب تتسع
دائرة الحرب تتسع

وبحسب الغزوي فإن استهداف الميليشيات المتطرفة لمطار معيتيقة يأتي لسببين رئيسيين، يتمثل الأول في محاولة إطلاق سراح الإرهابيين من تنظيمي القاعدة وداعش القابعين داخل سجن في المطار وهو الأمر الذي طالب به مفتي المجموعات الإرهابية الصادق الغرياني في أكثر من مناسبة.

أما عن السبب الثاني فقال الغزوي “وفقاً لتقاريرنا الأمنية فإن بعض ميليشيات مصراتة تسعى للسيطرة على حركة الملاحة الجوية بالمنطقة الغربية من خلال حصرها في مطار مدينتها وهذه الرغبة ليست وليدة اللحظة بل كانت منذ سنة 2014 عندما أضرمت النار في مطار طرابلس الدولي عمداً رغم سيطرتها عليه سليماً في ذلك الوقت”.

وأضاف “إذا تحققت لهم هذه الرغبة اليوم سيسيطرون على حركة سفر حكومتهم الميليشياوية ورئيسها ويكسبون ورقة ضغط عليه وعلى حركة ضيوفه الأجانب وحتى على بعثة الأمم المتحدة”.

وتابع “بعض ميليشيات مصراتة وقادتها غير مرتاحين لسيطرة ميليشيات طرابلس على معيتيقة بصورة حصرية كما أنهم مستاؤون من التهريب اليومي للأموال وأحياناً للذهب على يد بعض قادة مليشيات طرابلس ويرون في إغلاقه تضييقاً عليهم”.

4