فتاة دون تجارب شرط الشاب العربي للزواج

أخصائيون يؤكدون أن أسلوب الكذب والخداع لجذب الطرف الآخر لا يمكن أن تبنى على أساسهما علاقة زوجية صحية قوامها الصدق والمحبة الخالصة.
الاثنين 2019/08/05
أعباء المعتقدات البالية ترافقهما في حياتهم المشتركة

القاهرة – العديد من الشباب في العالم العربي عند التفكير في الزواج يفضلون الفتاة التي ليست لها تجارب عاطفية؛ حيث يريدونها “فتاة تقليدية” مثلما يحلو لهم تسميتها. ويبدو أن البعض من الفتيات ومن منطلق فهمهن لما يفضله الشباب، بدأن يعزفن على وتر السذاجة وقلة الخبرة للوصول إلى الهدف الذي تم تحديده سابقا وهو الزواج به. وفيما يعتبر البعض أن هذا الأسلوب ينم عن ذكاء من قبل المرأة، يراه آخرون وخاصة علماء علمي النفس والاجتماع خداعا وكذبا لا يمكن أن تبنى على أساسهما علاقة زوجية صحية قوامها الصدق والمحبة الخالصة.

تقول منال، وهي طالبة جامعية، “تمت خطبتي بالفعل نتيجة لعدة خطوات قمت بها، لكي أجذب ذلك الشاب الذي أعجبت بخلقه ومظهره، وهو صديق لجاري”.

وتضيف “فحينما كنت أراه من العين السحرية لباب شقتي كنت أخرج متزينة تارة بحجة التنظيف وتارة أخرى بحجة إلقاء القمامة، وأتظاهر أمامه بالارتباك والخجل، ثم أسارع لدخول الشقة، وتكررت هذه المحاولة”.

وتتابع “حينما تقدم لخطبتي بدأ يسألني عدة أسئلة، فادعيت أنني لا أملك أصدقاء مقربين ولا أخرج مع زميلاتي إلا بعد أن يأذن لي أبي وأنّي لم أمر بأي تجارب في الجامعة، بسبب محافظتي على التقاليد”. وصدق الخطيب كلام منال، ووصفها بالوردة التي نمت وسط الشوك.

وللرجال رأي آخر في أساليب المرأة لجذب الشباب ويعتبرون أن حيل النساء لا تنطلي عليهم. ويقول عمرو منصور، وهو محاسب، “لن تكون المرأة أبدا أذكى من الرجل ولن تستطيع، لأن الرجل ذهنه متزن أكثر من المرأة بكثير”.

ويوضح “عن نفسي تعرضت لمواقف عديدة، فكدت أخطب فتاة كاذبة أخبرتني كذبا أنني الأول في حياتها وأنها لم ترتبط عاطفيا بأحد قبلي، ولكن تبين لي كذبها بعد اختبار صغير”.

ويضيف “بحثت مرة في أوراقها بحجة نسياني لورقة هامة معها، وحينما أتت قابلتها بوجه غاضب قائلا: لماذا تكذبين علي، لقد علمت أن لك تجارب عاطفية قبلي، فأخبريني الحقيقة، ولن أغضب”.

على المرأة والرجل بتجنب الكذب وعدم ادعاء أي أمور ليست موجودة في الشخصية، خاصة عند البدء بحياة زوجية جديدة لأن الكذب يمكن أن يهدم أقوى العلاقات

ويتابع “وبالتالي وقعت في الشباك دون أن أعلم أي شيء مسبق، وحينها تركتها دون تفكير، وهذا دليل على عدم ذكاء المرأة أو حتى مكرها؛ فهي مخلوق ضعيف لا تستطيع الوصول لمستوى ذكاء واتزان عقل الرجل بصفة عامة، وإن نجحت في بعض الحالات، فليس معنى ذلك تعميم القاعدة”.

وبعيدا عن هذا التفكير الرجعي والنظرة الدونية للمرأة يعتبر آخرون أنه لا يوجد أسلوب واحد للجذب، بل يختلف ذلك بحسب طبيعة كل شخص.

ويقول محمد زکریا، وهو طالب جامعي، إنه ليست هناك طرق تجذب الرجال، لأن كل رجل يختلف عن الآخر، فمنهم من ينجذب للجميلة ومنهم من ينجذب للرقيقة وآخر يفضل المثقفة… وهكذا.

ويؤكد أنه ليست المرأة أذكى ولا الرجل كذلك، فهما متساويان وهما سكن لبعضهما البعض، ولا تحتاج المرأة للتجمل أو التظاهر، لأنها يمكن أن تلفت الرجل وتشد انتباهه دون الأساليب المزيفة.

ويضيف أنه كما تتجمل المرأة للرجل، يتجمل هو أيضا لها ويغير عاداته السيئة من أجل إرضائها.

 ويقول محمد أبوالوفا، أستاذ علم النفس التربوي، إنه في الوقت الذي نجد فيه الرجل يبحث عن المرأة التي تشبع رغباته البيولوجية، بحيث تكون امرأة منفتحة ومتحررة، نجد الشاب نفسه يتقدم لخطبة فتاة قليلة التجربة، ليلبي رغباته الاجتماعية في حدود التقاليد والقيم الكامنة في شخصيته منذ الصغر.

ويفسر أن الشاب يخرج ويلهو مع الفتاة المتحررة، ولكن لا يتقدم لخطبتها، وفي هذه الحالة يكون الفرد أنانيّا معقدا.

وينصح الباحث في علم الاجتماع المرأة والرجل بتجنب الكذب وعدم ادعاء أي أمور ليست موجودة في الشخصية، خاصة عند البدء بحياة زوجية جديدة لأن الكذب يمكن أن يهدم أقوى العلاقات.

21