مواجهة حامية بين غوارديولا وكلوب

السيتي وليفربول يجددان خصومتهما عندما يلتقيان على ملعب ويمبلي في المباراة الافتتاحية للموسم الجديد.
الأحد 2019/08/04
السيتي يتطلع إلى أولى ألقابه

بعد أن استمرت المنافسة الشرسة بينهما حتى اليوم الأخير في منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في الموسم الماضي، يتجدد الصراع بين مانشستر سيتي وليفربول عندما يلتقي الفريقان، الأحد، على ملعب “ويمبلي” في مباراة درع اتحاد كرة القدم الإنكليزي.

لندن – حثّ بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي لاعبيه على الاستعداد للـ”التحدي الرائع” ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي لكرة القدم، بالفوز في مواجهتهما المبكرة، الأحد، في درع المجتمع.

وقاد المدرب الإسباني مانشستر سيتي إلى إحراز لقب البريميرليغ بفارق نقطة يتيمة عن ليفربول، في موسم ملتهب استمر فيه التشويق حتى الجولة الأخيرة.

ويجدّد الناديان خصومتهما عندما يلتقيان على ملعب ويمبلي في المباراة الافتتاحية للموسم الجديد. وتقام مباراة درع المجتمع بين بطلي الدوري والكأس، وبما أن سيتي أحرز الاثنين سيواجه ليفربول وصيفه في الدوري.

وفيما أحرز سيتي ثلاثية محلية غير مسبوقة الموسم الماضي مع الدوري والكأس وكأس الرابطة، وترشحه شركات المراهنات لإحراز لقب الدوري للموسم الثالث تواليا، يدرك غوارديولا مدى صعوبة المهمة ضد ليفربول.

وخسر لاعبو المدرب الألماني يورغن كلوب الموسم الماضي مرة يتيمة، ضد سيتي، وعوضوا خسارة الدوري بنقطة بتتويج في دوري أبطال أوروبا على حساب مواطنهم توتنهام في يونيو الماضي محرزين لقبهم السادس في المسابقة القارية.

وبرغم بعض المناوشات بينهما هذا الأسبوع، عندما تحدث كلوب عن الإنفاق الهائل لسيتي في السنوات الأخيرة في تعاقدات اللاعبين ما أغاظ غوارديولا، لا يزال الإسباني يقدر مدرب ليفربول والفريق الذي صنعه في ملعب أنفيلد.

وقال مدرب برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني السابق “يلهمني في أشياء كثيرة، هو مدرب راق، مدرب عالمي.. هو جيد للغاية ومواجهة فريقه تشكل تحديا كبيرا لي في كل مرة”.

وأشعلت مزاعم كلوب بأن سيتي مع برشلونة وريال مدريد الإسبانيين وباريس سان جرمان الفرنسي تنفق من دون طائل في مجال التعاقدات، فتيل مناوشة قد تستمر على مدى 10 أشهر عندما ينطلق الدوري الإنكليزي الموسم المقبل.

لقاء العمالقة
لقاء العمالقة

وفي ظل فشل ليفربول بإحراز لقب الدوري منذ 1990 وسعي سيتي المستمر مع إدارته الإماراتية بإحراز لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه، سيكون الطرفان سعيدين إذا تبادلا الأدوار في الموسم المقبل.

لكن غوارديولا يدرك أن فريقه سيصبح في حال تتويجه بلقب الدوري أول فريق منذ جاره مانشستر يونايتد (2006-2009) يتوج ثلاث مرات تواليا. وتحدث عن الموسم الماضي “فزنا بكل الألقاب تقريبا، لكن ليس جميعها، كان الأمر لافتا. نبدأ الآن من الصفر، لكننا جاهزون لقبول التحدي”.

وقبل 12 شهرا، حذّر غوراديولا من الرضا الزائد بعد وصوله إلى حاجز المئة نقطة الرمزي في موسم 2017-2018 من الدوري الأشهر في العالم، لكن هذه المرة يتخذ مقاربة هادئة بعد تأثره الإيجابي بنضوج لاعبيه في موسم ناري ضد ليفربول “أقنعني اللاعبون بما حققوه الموسم الماضي”.

ويتوقع أن يريح غوارديولا مطلع الموسم لاعب وسطه الجزائري رياض محرز وحارسه البرازيلي إيدرسون ومهاجميه الأرجنتيني سيرخيو أغويرو والبرازيلي غابريال جيزوس بعد مشاركتهم في كأس أمم أفريقيا وكوبا أميركا. وتابع “في نهاية الموسم الماضي لم أكن أعرف إذا كنا سنستمر بالنجاح، أعتقد أن ما قاموا به رائع بعد الحصول على 100 نقطة.. الهدف هو الاستمرار بالتحسن”.

وبالنسبة لليفربول، فإن مباراة درع المجتمع تشكل استعدادا رسميا لموسمه بعد فترة تحضيرات غير متوازنة، 3 خسارات ومستويات عادية أثارت مخاوف حول إرهاق محتمل يحمله لاعبو الفريق من مشوارهم الطويل في دوري الأبطال.

ولا يزال المهاجم السنغالي ساديو مانيه في فترة راحة بعد بلوغه نهائي كأس أمم أفريقيا، لكن المهاجم البرازيلي روبرتو فيرمينو والنجم المصري محمد صلاح والحارس البرازيلي أليسون عادوا من التزاماتهم الدولية في أفريقيا وأميركا الجنوبية.

وقال كلوب الذي أحرز فريقه درع المجتمع للمرة الأخيرة في 2006 “عندما تكون مرهقا، تكون مرهقا، وبالتالي يصعب عليك أن تلعب أفضل كرة قدم، الآن تتحسن الأمور، نوعية اللاعبين العائدين تساعد بالطبع”. وتابع “لأن التمارين كانت قوية وجيدة كنا متعبين كثيرا، للأسف فالمباريات منقولة والناس تلاحظ ذلك، لكن مباراة ليون الفرنسي (3-1) ساعدت في كشف مستوانا. لم نشكك في ذلك لكن يسعدنا التأكد”.

وتشكل المباراة، التي تعد بمثابة افتتاح غير رسمي لمنافسات الموسم الجديد في إنكلترا، اختبارا صعبا مبكرا لكل من مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الممتاز وليفربول حامل لقب دوري أبطال أوروبا.

وعادة ما تجمع مباراة درع الاتحاد بين بطل الدوري الممتاز وبطل كأس الاتحاد الإنكليزي، ولكن نظرا لتتويج سيتي بكلا اللقبين، يخوض ليفربول المباراة باعتباره وصيف بطل الدوري.

ورغم أن الكثيرين يعتبرون المباراة بمثابة مواجهة استعراضية، يعتبرها البعض الآخر ذات أهمية كبيرة وقد شدّد على ذلك جوردان هندرسون لاعب ليفربول، حيث قال “أعرف أنها بطولة يتعامل معها ليفربول دائما بجدية، وهذا يحمّل المسؤولية لكل من يجري اختياره للمشاركة ويحتم عليه تقديم كل ما لديه من أجل الفوز”.

وأضاف “لدينا احترام هائل لمانشستر سيتي ولما أنجزه هذا الفريق في الموسم الماضي، وندرك أنه سيكون منافسا قويا في الموسم الجديد أيضا، ولكن هذه المباراة لا تتوقف على شيء سوى تقديم أفضل ما لدينا من أجل تحقيق الفوز لجماهيرنا”.

الاستعداد للـ"لتحدي الرائع"
الاستعداد للـ"لتحدي الرائع"

وشهد كل من الفريقين انضمام عدد من لاعبيه البارزين إلى الاستعدادات للموسم الجديد، بعد الانتهاء من المشاركة مع منتخبات بلادهم.

وسجل النجم المصري محمد صلاح أول مشاركة له خلال الصيف بقميص ليفربول، عبر المباراة الودية أمام ليون الفرنسي مساء الأربعاء، وذلك بعد الانتهاء من مشاركته مع منتخب بلاده في كأس الأمم الأفريقية 2019 التي استضافتها مصر مؤخرا، وكذلك كان حال زميليه روبرتو فيرمينو وأليسون بيكر اللذين شاركا مع المنتخب البرازيلي في كأس أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2019).

كذلك يعود النجم السنغالي ساديو مانيه إلى ليفربول بعد أيام، وذلك بعد أن وصل مع منتخب بلاده إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية 2019 التي اختتمت في 19 يوليو الماضي بتتويج الجزائر. كما عاد سيرخيو أغويرو والبرازيلي غابريال جيزوس ونيكولاس أوتاميندي مؤخرا إلى مانشستر سيتي بعد الانتهاء من المشاركة في كوبا أميركا، ومن المقرر انضمام إيدرسون وفيرناندينيو قريبا.

وشهد الموسم الماضي صراعا شرسا وطويلا بين سيتي وليفربول في الدوري الممتاز، حتى انتهت المسابقة بتتويج سيتي متفوقا بفارق نقطة واحدة فقط أمام ليفربول.

وحصد مانشستر سيتي 198 نقطة في الدوري خلال الموسمين الماضيين، وقد عزّز صفوفه مؤخرا بصفقة قياسية تمثلت في ضم لاعب خط الوسط الإسباني رودريغو هيرنانديز من أتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 62.8 مليون جنيه إسترليني (76 مليون دولار).

وسيكون فينسنت كومباني القائد السابق لمانشستر سيتي بمثابة الوجه المألوف الغائب عن مباراة الأحد، وذلك بعد أن رحل عن الفريق وانتقل إلى أندرلخت البلجيكي. أما ليفربول، فقد حقق في الموسم الماضي ثالث أعلى رصيد من النقاط في تاريخ الدوري الممتاز وفشل في التتويج، لكنه وجد العزاء في التتويج بطلا لأوروبا للمرة السادسة في تاريخه، وذلك إثر فوزه في نهائي دوري الأبطال على توتنهام.

وخلال فترة استعداداتهما للموسم الجديد، حقق سيتي 3 انتصارات في أربع مباريات ودية خاضها في آسيا، بينما أخفق ليفربول في تحقيق أي انتصار خلال ثلاث مباريات خاضها بالولايات المتحدة.

23