صراع يوفنتوس وإنتر على لوكاكو يضع ديبالا تحت المجهر

روما – حشرت إدارة يوفنتوس الإيطالي مهاجمها باولو ديبالا في زاوية ضيقة ووضعته أمام أمر محتوم بعد إعلان اتفاقها المبدئي مع مانشستر يونايتد على صفقة تبادلية يتم بمقتضاها جلب روميلو لوكاكو، مقابل حصول الفريق الإنكليزي على خدمات الأرجنتيني ديبالا.

ويرى محللون أن فريق “السيدة العجوز” أثبت أنه بطل لا يمكن مقارعته في سوق الانتقالات بعد إزاحته لغريمه التقليدي إنتر ميلان من السباق على البلجيكي الذي ارتبط اسمه بالانتقال إلى الأخير  طيلة فترة الانتقالات.

وتشير تقارير صحافية إلى اقتراب نادي يوفنتوس من تدعيم صفوفه بصفقة هجومية قوية من خلال التعاقد مع لوكاكو مهاجم يونايتد الإنكليزي خلال الميركاتو الصيفي الجاري. وأوضحت التقارير أن يوفنتوس بات أقرب من نظيره إنتر ميلان في صراع ضم لوكاكو هذا الصيف.

انقلاب الموازين

كان إنتر ميلان هو من بدأ المحاولات للتعاقد مع لوكاكو لتدعيم الفريق بمهاجم من العيار الثقيل في ظل خروج الأرجنتيني ماورو إيكاردي مهاجم الإنتر الأساسي من حسابات النادي بعد أزمته مع إدارة النادي التي تصاعدت حتى انتهت تجريده من شارة القيادة وإبعاده عن الفريق.

وأعرب أنطونيو كونتي المدير الفني للنيراتزوري عن رغبته صراحة في التعاقد مع لوكاكو، مشددا على أن المهاجم البلجيكي قادر على تحسين جودة الهجوم في الفترة المقبلة.

وقال المدير الفني لإنتر حينها في تعليق نقلته عنه صحيفة “ذا الصن” حول سعي فريقه لضم المهاجم البلجيكي، “الأمور كلها إيجابية من الجيد الشعور ببعض الضغط يمكنك رؤية كونتي يعمل، نحن سعداء للغاية، هناك أمور أكثر يتوجب إنجازها لكننا نشعر بالتفاؤل”.

ومع رغبة يونايتد في الحصول على أكثر من 80 مليون يورو للسماح برحيل لوكاكو، استمرت إدارة إنتر ميلان في محاولاتها للوصول إلى اتفاق نهائي مع النادي الإنكليزي، قبل أن يدخل يوفنتوس أخيرا محاولا إفساد الصفقة على غريمه التقليدي. ومع امتلاك يوفنتوس للعديد من المهاجمين بالفريق في الوقت الحالي في ظل وجود كريستيانو رونالدو ماريو ماندزوكيتش وغونزالو هيغواين يرى متابعون لسوق الانتقالات أن دخول البيانكونيري في صفقة لوكاكو يأتي من باب الانتقام.

ويبحث إنتر عن العودة مجددا إلى واجهة كرة القدم الإيطالية، بعد سنوات عجاف ظل فيها النيراتزوري بعيدا عن المنافسة، ليبدأ الاستعانة بكوادر يوفنتوس التي نجحت في قيادة البيانكونيري للمجد منذ عام 2011 الماضي، ومن ثم السيطرة الكلية على الكرة الإيطالية.

خسر ديبالا مركزه في التشكيلة الأساسية لفريق “السيدة العجوز” الموسم الماضي لاسيما بعد انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قادما من ريال مدريد الإسباني

وفي البداية قرر إنتر ميلان اللجوء إلى التعاقد مع بيبي ماروتا، المدير التنفيذي السابق ليوفنتوس، لينضم إلى إدارة النيراتزوري ثم استعان بأنطونيو كونتي، مدرب اليوفي السابق، الذي نجح في إعادة لقب الاسكوديتو للبيانكونيري بعد غياب استمر لـ8 سنوات، رغبة من النادي في محاكاة تجربة سبق أن طبقها غريمه الأبيض والأسود.

وأثار المشهد الأخير بدخول يوفنتوس على خط المفاوضات على صفقة لوكاكو في ظل التطلعات الكبيرة من جانب إنتر والآمال المعلقة على اللاعب البلجيكي، تساؤلات عدة حول نية يوفنتوس بشأن هذه الصفقة تحديدا، هل دخلها من أجل الانتقام وإفساد الأمور على غريمه أم هي فقط مجرد رؤية فنية بناء على رأي ساري لتغطية حاجات الفريق.

ووفقا لتقارير عدة، فإن النادي الأبيض والأسود، يرحب بالتضحية بجوهرته الأرجنتينية ديبالا مقابل لوكاكو ومع الضغط في الأيام الأخيرة، أشارت تقارير أخرى إلى أن النجم البلجيكي بات أقرب للسيدة العجوز من إنتر.

وبعيدا عن التكهنات، فإن صفقة لوكاكو تعد ضربة مزدوجة من جانب إدارة بيانكونيري لإنتر وفي كل الأحوال سيكون الفائز هو  يوفنتوس، سواء بضم اللاعب إلى صفوفه أو بإبعاده عن إنتر.

وعلى الجانب الآخر، ربما يكون التفريط في لاعب بموهبة ديبالا (25 عاما)، خطأ كبيرا سترتكبه إدارة يوفنتوس، نظرا لقدراته الهائلة، وعمره المناسب، الذي يجعل منه أحد لاعبي المستقبل للنادي، لكن ربما تكون للإدارة وجهة نظر أخرى، خاصة أنها في السنوات الأخيرة تبحث عن اللاعب الجاهز، والصفقات اللامعة، بحثا عن الهدف الأكبر للفريق، وهو دوري أبطال أوروبا، ولذلك قد ترى سهولة تعويضه.

وذكرت شبكة “سكاي إيطاليا” الأربعاء أن ناديي يوفنتوس ومانشستر يونايتد اتفقا، مبدئيا، على إتمام صفقة تبادلية تقضي بانتقال مهاجم الأول ديبالا في صفقة تبادلية مع رأس حربة الثاني لوكاكو.

وكان لوكاكو، الذي فقد مركزه في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد الموسم الماضي، مرشحا للانتقال إلى قطب إيطاليا الآخر إنتر ميلان، لكن الأخير لم يوافق على قيمة الصفقة مع إدارة “الشياطين الحمر” التي طالبت بمبلغ 75 مليون جنيه إسترليني للتخلي عن المهاجم البلجيكي، في حين عرض الفريق الإيطالي 54 مليون جنيه بحسب بعض التقارير.

وكشفت الشبكة الإيطالية بأن مدير أعمال ديبالا تواجد في لندن في اليومين الأخيرين من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بانتقال ديبالا إلى صفوف مانشستر يونايتد، مشيرة إلى أن إتمام الصفقة يتوقف على موافقة المهاجم الأرجنتيني بالرحيل عن يوفنتوس.

وخسر ديبالا مركزه في التشكيلة الأساسية لفريق “السيدة العجوز” الموسم الماضي لاسيما بعد انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قادما من ريال مدريد الإسباني.

وكان الدولي الأرجنتيني أعلن عن رغبته في البقاء ضمن صفوف يوفنتوس، لكن يبدو أنه لا يدخل ضمن مخططات المدرب الجديد ماوريتسيو ساري.

ويدافع ديبالا عن ألوان يوفنتوس منذ صيف العام 2015 حين انضم إلى صفوفه قادما من باليرمو.

وقدم الأرجنتيني أداء متفاوتا في الموسمين الأخيرين، إذ أنهى موسم 2018-2017 مع 26 هدفا في 46 مباراة في مختلف المسابقات، وموسم 2019-2018 الذي شهد انضمام رونالدو، مع 10 أهداف فقط في 42 مباراة. وكانت تقارير صحافية إيطالية أكدت الأحد أن ديبالا يريد الحفاظ على مركزه في فريق يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي لكرة القدم في المواسم الثمانية الأخيرة، رغم وجود أخبار تشير إلى احتمال عرضه ضمن صفقة لضم البلجيكي روميلو لوكاكو من مانشستر يونايتد الإنكليزي.

مصير مجهول

أفادت شبكة “سكاي إيطاليا” بأن المهاجم الأرجنتيني البالغ 25 عاما “يريد أن يبقى في يوفنتوس ويقاتل من أجل مركزه في إشراف ماوريتسيو ساري”، الذي تولى بعد نهاية الموسم الماضي مقاليد الإدارة الفنية لنادي السيدة العجوز قادما من تشيلسي الإنكليزي خلفا لماسيميليانو أليغري.

وأشارت الشبكة إلى أن “يوفنتوس يستعد لتقديم عرض لضم مهاجم مانشستر يونايتد روميلو لوكاكو، وهو على استعداد لإدراج المهاجم الأرجنتيني كجزء من هذه الصفقة”، لكن الأخير “يريد أن يبقى في تورينو، وقد يعود من إجازته الصيفية قبل الموعد المحدد، ليبدأ التأقلم بشكل مبكر مع الأساليب التدريبية لساري”.

في موسم انتقالات ساخنة كالتي يعيشها الدوري الإيطالي هذه الصائفة وخصوصا للبطل يوفنتوس، يصعب على بعض اللاعبين توقع مستقبلهم خصوصا لأولئك المطلوبين من أكثر من ناد وفق ما يشير إلى ذلك خبراء ومحللون.

وبالموازاة مع رغبة الإدارة الفنية للفريق الإيطالي في بيع بعض الوجوه المطلوبة، خصوصا إذا كان السعر مغريا، فإن محللين يؤكدون أنه لا بد من أخذ رأي هذا النجم أو ذاك قبل المصادقة على عقد أي صفقة.

وفي ناد مثل يوفنتوس يعتبره الكثيرون بمثابة عملاق سوق التعاقدات في الموسمين الماضيين في أوروبا، فإن رغبة أي لاعب تكون معلقة دائما على الحفاظ على مستقبله والانسجام مع المجموعة، خصوصا وأن السيدة العجوز أصبح وجهة لنجوم كبار في السنوات الأخيرة.

ومن المتوقع أن يلتحق ديبالا بصفوف الفريق في الخامس من أغسطس استعدادا للموسم الجديد، علما وأن النادي منحه إجازة إضافية بعد مشاركته مع منتخب بلاده في بطولة كوبا أميركا هذا الصيف.