بايل عالق بين سطوة بيريز وجحيم زيدان

مثل غاريث بايل عنونا كبيرا لأزمة معقدة يعيش على وقعها ريال مدريد الإسباني بين المدرب زين الدين زيدان ورئيس النادي فلورنتينو بيريز، رأى متابعون لأطوارها أن الويلزي ذهب ضحيتها بسبب تعنّت الأول وغرور الثاني.
مدريد – يجد لاعب ريال مدريد الإسباني الدولي الويلزي غاريث بايل نفسه معلقا بين أزمتين شاقتين من الصعب عليه أن يجد مخرجا منهما. فمن ناحية يريد هذا اللاعب التخلص من المعاملة “السيئة” التي يلقاها من مدربه زين الدين زيدان في أسرع وقت ممكن قبل نهاية الميركاتو الصيفي.
وفي الجهة المقابلة فإن رغبة هذا اللاعب في تحقيق حلم الانتقال، خصوصا أن هناك أكثر من عرض، تصطدم بالسطوة التي يفرضها رئيس النادي فلورنتينو بيريز وغروره المفرط في التعامل مع بعض العناصر داخل الفريق.
وأشارت تقارير صحافية الأحد أنه استنادا إلى مصدر مقرب من اللاعب الويلزي فقد أوقف نادي ريال مدريد عملية انتقال بايل إلى صفوف فريق جيانغسو سونينغ الصيني.
وفي أول رد فعل على القرار قال تقرير صحافي الاثنين، إن بايل يشعر بغضب شديد من قرار ناديه.
ووسط هذا الجدل الكبير بين اللاعب والمسؤلين في الفريق والذي تتفاعل حيثياته منذ أسابيع، فإن محللين يتوقعون تراجع مستوى اللاعب بسبب التأثر بما تعرض إليه، وبالتالي خسارة مضاعفة للفريق الإسباني من الناحيتين.
وكان بيل على مقربة من الانضمام إلى الفريق الصيني، بعقد يمتد حتى 3 سنوات مقبلة، وراتب أسبوعي يصل إلى مليون جنيه إسترليني، بعد خروجه من حسابات زين الدين زيدان المدير الفني للفريق.
وأكدت تقارير صحافية خلال الساعات القليلة الماضية، أن فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد ألغى فكرة رحيل بايل المحتملة إلى الجانب الصيني.
وبحسب صحيفة “صن” البريطانية، فإن بايل غاضب من قرار النادي الأبيض، موضحة أن بيريز أبلغ النادي الصيني بأن اللاعب لا يمكن أن يرحل في صفقة مجانية.
وكان زيدان قد أعلن صراحة ودون مواربة أن بايل قد خرج من حساباته، بعدما صرح قائلا “سيكون من الأفضل للجميع إذا غادر بايل صفوف ريال مدريد في أسرع وقت ممكن”.
حلم يتبخر
قال المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، إن موضوع إبرام صفقة مع النادي الصيني “انتهى”، بعدما أفادت التقارير مؤخرا بإمكانية انتقال بايل إلى صفوفه لقاء مليون جنيه إسترليني أسبوعيا. وأشارت صحيفة “ماركا” اليومية الإسبانية إلى أن المقربين من المهاجم الدولي الويلزي طلبوا من وكلائه البحث عن أندية في أوروبا قبل أن يعطي موافقته “بشكل قاطع لعرض جيانغسو سونينغ”.
وعبّر وكيل أعمال بايل جوناثان بارنيت عن غضبه، وتابع توجيه نقده والتأكيد على العلاقة السيئة بين الطرفين.
وقال بارنيت خلال تصريحات نقلتها صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية “الأمر بسيط، زيدان لا يُحب غاريث بايل”. وأضاف “لا توجد أي علاقة بينهما ولم تكن هناك علاقة على الإطلاق”.
وكان زيدان قد أكد الأسبوع الماضي أن بايل قريب جدا من الرحيل عن ريال مدريد، مضيفا “خروجه سيكون أفضل للجميع”.
وفور عودة زيدان بعد بضعة أشهر على رحيله، بدأ المدرب الفرنسي في الظهور بوجه غير مألوف عن الذي اعتادته الجماهير في مؤتمراته الصحافية على مدار ثلاث سنوات سابقة.
بايل سيظل لاعبا ضمن صفوف ريال مدريد وسيواصل التدرب مع باقي اللاعبين ضمن التحضيرات للمشاركة في كأس أودي الودية
وبدأ زيدان في التفوه بتصريحات غير معتادة أبرزها كلماته الحادة عن بايل عقب مباراة الجولة الأخيرة لليغا في الموسم الماضي، حينما سئل عن سر عدم الدفع باللاعب، الذي ظل بديلا حتى نهاية اللقاء، ليجيب “لو كان هناك تبديل رابع لما أشركته أيضا”. ولم يتوقف مسلسل تصريحات زيدان وتحوله المفاجئ بل عاد لمباغتة بايل مؤخرا بالقول إنه يتمنى أن يرحل الويلزي على الفور، قبل أن يفاجئ الجميع بحديثه عن لاعبه الكولومبي جيمس رودريغيز، قائلا “مستقبله لا يشغلني”.
ويؤكد محللون أنه ربما أصيب زيدان بآفة الغرور بعد رؤيته للفريق الملكي غارقا بعد رحيله، قبل أن يتحرك بيريز لإقناعه بالعودة، ما تسبب في شعوره بالنشوة بعدما رأى الجميع أن الفريق انهار دونه بشكل كامل رغم أنّ عودته لم تضف جديدا إلى الآن.
وشكل بايل عنوانا أساسيا لوسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، لاسيما بعد تأكيد الفرنسي زين الدين زيدان العائد إلى الإدارة الفنية للنادي الملكي منتصف الموسم الماضي، أن الويلزي (30 عاما)، لا يشكل جزءا من خططه لإعادة بناء الفريق بعد الموسم المخيب الذي عرفه محليا وقاريا.
غرور لا يحتمل
على مقربة من المدير الفني للميرينغي ظهرت بوادر الغرور على رئيس النادي فلورنتينو بيريز منذ بضع سنوات لاسيما خلال تعامله مع عدد من نجوم الفريق غير الإسبان على رأسهم كريستيانو رونالدو الذي انتقل إلى يوفنتوس الموسم الماضي.
واعتقد بيريز، أن الفريق لن يتأثر برحيل رونالدو، والأغرب أنّه لم يتحرك لجلب بديل له من العيار الثقيل لسد الفراغ الذي خلفه الدولي البرتغالي، اعتقادا منه بأن الفريق هو العامل الرئيسي في تألق الدون وليس العكس.
ودفع بيريز ثمن ذلك غاليا بعدما رأى انهيار فريقه في لمح البصر لمجرد خروج لاعب واحد.
وأدرك الرئيس بعد فوات الأوان خطأه الذي تسبب في مقصلة متواصلة لمدربي الفريق في الموسم الماضي.
واتضح غرور بيريز بشكل كبير في بيان النادي، الذي أعلن خلاله إقالة جولين لوبيتيغي، إذ تضمن رسالة غير مباشرة تقلل من شأن المدرب الإسباني، حيث جاء فيه “نتائج الفريق لا تتناسب مع تواجد 8 لاعبين مرشحين لنيل الكرة الذهبية”، وذلك في العام الماضي.
واعترف بيريز في نهاية الموسم، وبعد إعادة زيدان إلى منصب المدير الفني، أنّ المشكلة لم تكمن في لوبيتيغي، مؤكدا أنه فهم ذلك لاحقا.
وكشف تقرير صحافي إسباني أسباب فشل انتقال بايل إلى الصين وتوقف المفاوضات في الساعات الأخيرة. وقالت مصادر قريبة من بايل لصحيفة “ماركا” الإسبانية، إن المفاوضات صعبة وأن كل شيء توقف، حيث لا يريد ريال مدريد بيع بايل مجانا، والنادي الصيني لا يرغب في دفع القيمة التي يطلبها الملكي.
وأضافت الصحيفة أن “ريال مدريد يعرف أن بايل ليس ضمن خطط زيدان في الموسم الجديد، وبسبب راتبه العالي فإن رحيله سيكون في مصلحة الجميع، لكن الإدارة تريد جلب بعض الأموال من بيعه”. وأشار التقرير إلى أن المشكلة لدى نادي جيانغسو سونينغ تكمن في طلب الحكومة الصينية دفع ضريبة مساوية لمبلغ أي صفقة، تتخطى قيمة محددة.
وأفاد التقرير بأن بايل سيظل لاعبا ضمن صفوف ريال مدريد وسيواصل التدرب مع باقي اللاعبين ضمن التحضيرات للمشاركة في كأس أودي الودية.