محاولة فاشلة للغنوشي في تطويق الخلافات داخل النهضة

المكتب التنفيذي لحركة النهضة وبإيعاز من رئيسها راشد الغنوشي، أعاد النظر في القائمات التي أفرزتها الانتخابات الداخلية للحركة وهو ما أثار غضب عدد من القيادات.
الثلاثاء 2019/07/23
حركة النهضة تدخل في مرحلة هي الأكثر مدعاة للقلق بالنسبة لها

تونس- يحاول رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي معالجة الخلافات التي نشبت مؤخرا في الحركة بسبب صراع على الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة.

ومنيت محاولة الغنوشي باسترضاء مستشاره السابق لطفي زيتون بالفشل بعدما قام باستدعائه الاثنين وعرض عليه ترشيحه في قائمة تونس1 التي سيترأسها.

وقال زيتون في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك الثنين “تفضل الأستاذ راشد الغنوشي رئيس الحركة مشكورا باستدعائي صباح اليوم ليستفسر عن استعدادي للانضمام إلى قائمة تونس الأولى التي سيترأسها بنفسه فاعتذرت شاكرا له ما تفضل به من عرض وأخبرته أني قد صرفت النظر عن موضوع الترشح على قوائم النهضة منذ الجلسة الانتخابية التي انعقدت يوم 16 يونيو”.

وأضاف “وهو ما يجعلني غير معني بالمشاكل والصراعات التنظيمية التي فجرها تدخل المؤسسة القيادية في ترتيب القوائم التي أفرزتها الجلسات الانتخابية في الجهات”. وتابع “إن كنت لا أناقش حق القيادة التنفيذية في إعادة ترتيب القائمة حسبما يسمح به القانون إلا أن المتابع لما وقع في الأيام السابقة یستنتج آليا أن الترتيب تم على أساس الاستهداف السياسي وعلى قاعدة الولاء فقط”.

ويتردد أن المكتب التنفيذي لحركة النهضة وبإيعاز من الغنوشي، أعاد النظر في القائمات التشريعية التي أفرزتها الانتخابات الداخلية للحركة خلال الأشهر الماضية، وهو ما أثار غضب عدد من القيادات وفي مقدمتها لطفي زيتون الذي قدم استقالته من منصب المستشار السياسي للغنوشي مطلع يوليو الحالي.

محاولة الغنوشي استرضاء مستشاره السابق لطفي زيتون منيت بالفشل بعدما قام باستدعائه الاثنين وعرض عليه ترشيحه في قائمة تونس1 التي سيترأسها

ويرى مراقبون أن كل الدلائل تشير إلى أن حركة النهضة دخلت في مرحلة هي الأكثر مدعاة للقلق بالنسبة لها، ولاسيما في هذا الوقت ما يدفع إلى التكهن بأن تلاقي مصير حزب نداء تونس الذي فاز بالانتخابات التشريعية في 2014 ثم انقسم على نفسه عدة مرات لتنبثق عنه مجموعة من الأحزاب التي لا وزن لها في المشهد الحالي بما في ذلك الحزب نفسه الذي يقوده حاليا نجل الرئيس حافظ قائد السبسي.

ويرى هؤلاء المراقبون أن ما تعيشه حركة النهضة كان متوقعا نظرا لمكوناتها المتضاربة من حيث الفكر إضافة إلى سعي الغنوشي في هذه المرحلة للتخلص من الوجوه القديمة وتقديم وجوه جديدة بلا ماض تروج للوجه الحداثي للحركة.

وقالت حركة النهضة الأحد إنها رشحت رسميا زعيمها راشد الغنوشي لخوص الانتخابات البرلمانية في أكتوبر في خطوة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة للحصول على منصب قيادي كبير في البلاد.

وعاش الغنوشي (78 عاما) بالمنفى في لندن نحو 20 عاما خلال فترة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ويلعب الغنوشي دورا كبيرا في البلاد منذ ثورة 2011، لكنه لم يترشح لأي منصب رسمي من قبل.

4