إسرائيل تهدم منازل فلسطينيين قرب القدس في عملية وصفت "بالمجزرة"

قيام إسرائيل بهدم مبان تقع ضمن المنطقتين "أ" و"ب" في الضفة الغربية، يعد ضربة جديدة لعملية السلام وهي خطوة تتساوق وفق الفلسطينيين مع مشروع صفقة القرن الذي تروج له الإدارة الأميركية.
القدس - أقدمت القوات الإسرائيلية الاثنين على هدم منازل فلسطينيين تعتبرها غير قانونية إلى جنوب القدس الشرقية، وعلى مقربة من السياج الفاصل بين القدس والضفة الغربية المحتلة، في عملية وصفتها السلطة الفلسطينية بـ”المجزرة”.
وقام المئات من عناصر الشرطة والقوات الإسرائيلية فجرا بتطويق أربعة مبان على الأقل في منطقة صور باهر الواقعة بين القدس والضفة الغربية، والتي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن العملية تشمل 12 مبنى.
وهدمت جرافات إسرائيلية ثلاثة مبان، اثنان منهما قيد الإنشاء، بعد أن أخلتها من السكان. ومُنع الصحافيون من الاقتراب من الموقع. وصرخ رجل بعد أن أجبر على مغادرة منزله “أريد أن أموت هنا”.
وقال إسماعيل عبيدية (42 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال يعيش مع أسرته في أحد المباني التي تم هدمها، “بتنا مشردين ومأوانا الشارع”.
وتقول إسرائيل إن المباني التي تم هدمها بنيت قريبا جدا من الجدار الفاصل الذي بدأت ببنائه في العام 2002، بعد الانتفاضة الثانية التي شهدت الكثير من أعمال العنف، بهدف وقف تسلل مهاجمين من الضفة الغربية إلى أراضيها.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل باستخدام الأمن ذريعة لإجبارهم على ترك المنطقة والعمل على التوسع الاستيطاني وفتح الطرق التي تربط بين المستوطنات.
وكان السكان تلقوا إشعارا من السلطات الإسرائيلية في 18 يونيو يمهلهم 30 يوما قبل تنفيذ قرار الهدم.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن القرار الإسرائيلي يشمل عشرة مبان بعضها قيد الإنشاء وسيتسبب بتشريد 17 شخصا ويؤثر على 350 آخرين. ويخشى السكان تعرض 100 مبنى آخر في المنطقة للهدم في المستقبل القريب.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية الاثنين قيام إسرائيل بهدم منازل في حي وادي الحمص، ووصفت الإجراء بأنه “تصعيد خطير ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل” واعتبرت أنه “جزء من مخطط تنفيذ ما يُسمى ‘صفقة القرن’ الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية”.
وقالت الرئاسة في بيان إن “الرئيس محمود عباس يجري اتصالات مع مختلف الأطراف ذات العلاقة لوقف هذه المجزرة الإسرائيلية”.
واعتبرت الحكومة الفلسطينية أن عمليات الهدم تشكل خرقا لجميع الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل.
وقال رئيس “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان” الوزير الفلسطيني وليد عساف من الموقع “ما يحدث هنا مؤلم، أعمال الهدم جريمة حرب”. واعتبر أن “العملية تهدف إلى عزل القدس عن بيت لحم في جنوب الضفة الغربية”.
ودان أمين سر منظمة التحرير صائب عريقات العملية وطالب المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق قضائي “في هذه الجرائم مع المسؤولين الإسرائيليين”.
وقال عريقات “ما يحدث في صور باهر ووادي الحمص هو الفهم الإسرائيلي لمفهوم الازدهار الذي عقدت بخصوصه ورشة المنامة”.
وكان يشير إلى ورشة العمل التي دعت إليها واشنطن الشهر الماضي في البحرين لعرض الشق الاقتصادي من خطتها للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويقوم على تأمين استثمارات ومساعدات للفلسطينيين بقيمة 50 مليار دولار لتحسين أوضاعهم. وقاطعها الفلسطينيون.
وطلب الاتحاد الأوروبي من إسرائيل أن توقف “فورا” عمليات الهدم “غير القانونية” لمنازل الفلسطينيين.
واحتلت إسرائيل الضفة والقدس الشرقية في5 يونيو 1967. وضمت لاحقا القدس الشرقية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويمتد السياج الفاصل على طول 709 كلم ويقضم عددا من مناطق الضفة الغربية.
وكانت محكمة العدل الدولية اعتبرت في التاسع من يوليو 2004 أن بناء الجدار غير شرعي وطلبت هدمه، الأمر الذي دعت إليه أيضا الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقام دبلوماسيون معظمهم أوروبيون من نحو 20 دولة في 16 يوليو بجولة في حي وادي الحمص ببلدة صور باهر حيث حضهم مسؤولون فلسطينيون على اتخاذ إجراءات لمنع إسرائيل من هدم المنازل.
