فاضل عواد يعتزل الفن بسبب السياسة

اعتزال الفنان العراقي فاضل عواد، كرد فعل على “تعرضه للخذلان” من قبل جمهوره، وعدم حصوله سوى على 105 أصوات عند ترشحه للانتخابات البرلمانية الأخيرة، يفجّر جدلا عراقيا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
بغداد- مثّل خبر إعلان الفنان العراقي فاضل عواد التوقف التام عن الغناء وإجراء الحوارات التلفزيونية صدمة لمحبيه.
وكتب عواد الحاصل على درجة الدكتوراه باللغة العربية في رسالة خطية نشرها على صفحته في فيسبوك “أعلن اعتزالي الفن والغناء وعدم الظهور بأي لقاء تلفزيوني أو المشاركة بالحفلات الداخلية والخارجية أبداً، وأدعو جميع الفنانين الذين رشحوا للانتخابات وعدم انتخابهم مثلي إلى الاعتزال حفاظاً على قلوبهم”.
وأثارت الرسالة المتداولة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وتساءل الشاعر العماني من أصول عراقية عبدالرزاق الربيعي:
razaq61@
هل يمكن للفنان أن يعاقب الجمهور الذي لم ينتخبه باعتزاله الغناء؟ سؤال خطر برأسي، وأنا أقرأ إعلان الفنان فاضل عواد! وما ذنب الناخبين الذين انتخبوه؟ وفي النهاية لم يفز ولا خبر لا جفيه لا حامض حلو لا شربت!! في إشارة إلى أشهر أغانيه.
وقال النائب الليبرالي في البرلمان العراقي فائق الشيخ علي:
وشرح عواد في رسالة لاحقة للصحافي كرم نعمة أن السبب الرئيس لاعتزاله هو عدم انتخابه. وأضاف “عدد الذين انتخبوني بعض أقاربي وأصدقائي وعددهم 105 فقط فهل يجوز ذلك وأنت تسمهم ناخبين على قلتهم، بينما مثّلت الملايين فنا وثقافة ولمدة خمسين عاما”.
وكان عواد أعلن ترشحه للانتخابات البرلمانية في العراق التي جرت العام الماضي “من أجل الدفاع عن حقوق الفنانين الذين لم يجدوا من يدافع عنهم في البرلمان”.
يذكر أن الفنان يعمل الآن معاون عميد كلية السلام وله إرث فني كبير وجمهور على امتداد الوطن العربي. وعاد الربيعي ليسأل:
razaq61@
لم أفهم! ما هو الخطأ الواجب تصحيحه في تغريدتي كما يرى الفنان فاضل عواد في رسالته القصيرة الأولى، خصوصا أنه يؤكد كلامي في رسالته الثانية؟ مع تقديري، وشكري له، ولك أخي العزيز كرم.
وعلقت الكاتبة فيء ناصر:
FayNaser@
أستغرب جدا أن يفكر الفنان بهذه السطحية وهو أستاذ اللغة العربية والذي خبر الصوفيين. الفن أرقى وأسمى من لعبة القذارة التي تُسمى جزافا سياسة في العراق. المفروض أساسا أنه لا ينساق إلى الترشح وثانيا يحمد الله أنه لم يحصل على الأصوات الكافية.
وقال الكاتب الإماراتي إبراهيم بن حاتم:
ودخل السيناريست العراقي حامد المالكي على الخط متسائلا على تويتر تعليقا على تغريدة البرلماني فائق الشيخ علي:
hamed_almaliki@
ما الخطأ في أن يدخل #الفنان عالم #السياسة؟ سؤال أوجهه لكل الأصدقاء… ربما مستقبلا، أقول ربما أخوض في العمل السياسي.
وأجاب الشيخ علي:
faigalsheakh@
الموضوع هو: تترك الكاتب الرائع والسينارست المحترف والذوق والرقة والإحساس.. تترك كل هذا، لتدخل في مستنقع موبوء آسن نتن..
وناقش مغردون دخول الفنانين على خط السياسة واختلفت آراءهم بين من وافق الشيخ علي في رأيه وبين من اعتبر أن الفنانين يجب أن يكونوا أول الملتحقين بميدان السياسة لـ”تنظيفه”. وكتب مغرد في هذا السياق:
وكتب آخر:
tDeb96cGjLIxwAi@
نحن بحاجة كعراقيين أن يدخل الفنان إلى السياسة، على أن يخوض غمار السياسة بنفس النهج الإنساني الذي عرفناه، إن كان معروفاً بخلقه وسيرته الحسنة في الفن.
وعارض مغردون دخول الفنانين للمجال السياسي خاصة في العراق. واعتبر متفاعل:
AlabedyZaid@
لا يوجد خطأ في الدخول في هذا العالم ولكن أن تترك الفن الراقي الذي تخوضه وتجربتك الرائعة وتدخل عالم الكذب والنفاق والدجل هو هذا الخطاء.
واستدل مغرد برفض عالم الاجتماعي العراقي الشهير علي الوردي لمنصب سياسي فكتب:
وأقر معلق:
Ma_km1@
الخطأ يكمن في غياب البيئة السياسية للتنافس الشريف. السؤال الأوجه: لم لا يدخل الفنانون وكل مشهور من باب المعارضة لعالم السياسة؟
وأكد آخر:
Ahmedkhudairy@
الخطأ في أن يتحزب الفنان لمصالح شخصية خصوصا في العراق لأن السياسة بالعموم بيت الفساد.
واعتبر معلق:
Khalidkalash2@
لا توجد مشكلة لكن السياسيين في بلادنا سيئو السمعة ..(حرامية) ان تعمل في مجال آخر ا فإن عملك يحفظ كرامتك حتى بعد مماتك، سوف تخلد كأستاذ في وطن الضياع.
وكان مغرد لخّص الأمر مؤكدا:
من جانبه كتب الصحافي عبدالجبار العتابي على فيسبوك “رسالة إلى المطرب فاضل عواد.. مع التحية” جاء فيها:
(…) استغربت جدا هذا القرار وتوقفت إزاءه كثيرا خاصة السبب الذي أدى به إلى اتخاذ القرار وكأنه يرى أن قيمة الإنسان (نائبا في مجلس النواب العراقي) أكثر قيمة من كونه مطربا، وهذا غير صحيح تماما. لأن المسيرة الحافلة لفاضل عواد أعظم من سيرة كل أعضاء البرلمان، (…) فالتجارب أثبتت لنا أنهم (مضللون) وكل واحد منهم يمتلك (ألف وجه وقناع)، أما كونه (زعلانا) من خيبه أمله في الناس حين لم يتم انتخابه، فمن الممكن تبرير ذلك أن أغلب الناس لم تذهب إلى الانتخابات احتجاجا على ألاعيب السياسيين. (…) من هنا.. أرجو من الدكتور، مطربنا الجميل، فاضل عواد أن لا يقارن نفسه بالبرلمانيين ولا يضع نفسه بينهم وليحتفظ بمسيرته الحافلة بيضاء ناصعة.
جدير بالذكر أن الفنان فاضل عواد يعدّ أحد أعمدة جيل السبعينات من القرن الماضي في الغناء العراقي، وحازت أغنيته “سومري” التي لحنها الفنان مفيد الناصح على الميدالية الذهبية كأفضل أغنية عربية عام 1972 في مهرجان الأغنية العربية في دمشق.
وأرخت أغانيه على مدار أكثر من ثلاثة عقود لتاريخ من الوله والحب والتساؤل عندما تعامل مع أشهر الملحنين العراقيين، مثل عباس جميل وأحمد الخليل ومحمد جواد أموري وكوكب حمزة وعبدالحسين السماوي وطالب القره غولي.