وساطة فرنسية لتوحيد القوى السياسية الكردية

دمشق – أطلقت فرنسا جهودها للوساطة وتحسين العلاقة بين المجلس الوطني الكردي السوري الذي يتخذ من أربيل معقلا له، ومجلس سوريا الديمقراطية، في خطوة تشي بوجود توجه دولي لتوحيد القوى الكردية استعدادا لانطلاق تسوية الأزمة السورية.
وقالت مصادر فضلت عدم ذكر اسمها، الأربعاء، إن فرنسا عرضت على المجلس فتح جميع مكاتبه التي سبق وأغلقتها وحدات حماية الشعب الكردي في مناطق سيطرتها شرقي سوريا، والبدء بحوار بين الجانبين للتوصل إلى صيغة تفاهم.
وأوضحت المصادر أن المجلس الوطني الكردي أجرى خلال الأيام الماضية اجتماعا مغلقا لدراسة العرض الفرنسي، حيث عبر أعضاء المجلس عن عدم ثقتهم بالوحدات وذراعها السياسية الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وأشارت المصادر إلى أنه خلال الاجتماع جرت كذلك دراسة طلب أميركي للقاء المجلس بخصوص الشأن ذاته، وأن اللقاء سيتم عن قريب دون تحديد تاريخ ومكان محددين.
وتراهن باريس على حكومة أربيل للضغط على المجلس الوطني للتقارب مع مجلس سوريا الديمقراطي الذي يقوده الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وهناك اختلاف وتنافس بين مكونات المجلس الوطني والاتحاد الديمقراطي والقوى التي تدور في فلكه، وترجم هذا الوضع في اصطفاف المجلس الوطني مع ائتلاف قوى الثورة والمعارضة الذي ترعاه تركيا حاليا، فيما اختار الاتحاد الديمقراطي عدم وضع نفسه في خانة المعارضين لدمشق، وركز جل اهتمامه على فرض أمر واقع جديد في مناطق السيطرة الكردية يمهد لإقليم شبه ذاتي.
وتأسس المجلس الوطني الكردي في 26 أكتوبر 2011، في أربيل وهو مؤلف حاليا من 13 حزبا وفصيلا من أكراد سوريا، برعاية الرئيس السابق لإقليم كردستان في شمال العراق مسعود البارزاني. ويعتقد أن التحرك الفرنسي يهدف إلى تحضير الأكراد للمشاركة بوفد سياسي واحد وموقف موحد عند انطلاق مفاوضات التسوية السورية والتي توحي المؤشرات بأنها باتت قريبة.