خطاب الكراهية يرهب المستخدمين ويسكتهم

برلين - أظهرت دراسة ألمانية أن تعليقات الكراهية على شبكات التواصل الاجتماعي تدفع عددا متزايدا من مستخدمي هذه الشبكات إلى تجنّب النقاش بشأن القضايا السياسية، داخل هذه الشبكات.
وحسب الدراسة التي أجراها معهد الديمقراطية والمجتمع المدني الألماني، فإن نصف الأشخاص الذين تم استطلاع آرائهم خلال الدراسة (7350 شخصا)، ذكروا أن هذا هو السبب الذي جعلهم يعتزلون هذه النقاشات.
وأكد معدّو الدراسة أنها أوسع دراسة أجريت حتى الآن بشأن خطاب الكراهية على الإنترنت، في ألمانيا.
وذكرت الدراسة إن صغار البالغين أكثر المتعرضين لخطاب الكراهية في الإنترنت. وأكد الباحثون أيضا أن مجرد قراءة التعليقات الوضيعة له تأثير سلبي على روّاد شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تتسبب هذه التعليقات في ترهيبهم.
وحذر أصحاب الدراسة من أن خطاب الكراهية يصبح تهديدا لتنوع الرأي وللديمقراطية.
ودعت منظمة كومباكت التي أجريت الدراسة بتكليف منها، ونشرت الأربعاء، إلى اتخاذ عدة إجراءات لمواجهة هذا الخطاب، منها إنشاء مراكز للتحقيق، على مستوى الولايات الألمانية، وتسهيل سبل الشكوى على المتضررين.
يذكر أن السلطات الألمانية أصدرت غرامة قدرها 2 مليون يورو (2.3 مليون دولار) بحق شركة فيسبوك بموجب قانون هدفه مكافحة خطاب الكراهية.
وقال مكتب العدل الاتحادي، الثلاثاء، إن شركة التواصل الاجتماعي فشلت في الوفاء بمتطلبات الشفافية في تعاملها مع شكاوى خطاب الكراهية.
وأضاف أن تقرير فيسبوك عن النصف الأول من العام 2018 لم يعكس العدد الحقيقي للشكاوى من المحتوى غير القانوني المشتبه به، والذي يتضمّن في ألمانيا الإهانات المعادية للسامية، والمواد التي تحرّض على الكراهية ضد أشخاص أو مجموعات استنادا إلى ديانتهم أو عرقيتهم.
وتابع “كانت هناك معلومات منقوصة أيضا بشأن مهارات لغة وتدريب الموظفين المخوّلين بالتعامل مع شكاوى خطاب الكراهية. ولم تعقّب شركة فيسبوك على الغرامة على الفور”.
وسبق لشركة فيسبوك الأميركية أن أعلنت في عام 2018، أنها تلقت 1048 شكوى تتعلق بالمحتوى غير القانوني على برنامجها خلال النصف الثاني من ذلك العام، في حين أبلغت تويتر ويوتيوب عن نحو 250 ألف شكوى.