جون بولتون يحذر إيران من اعتبار "التعقل" الأميركي "ضعفا"

الولايات المتحدة تطلق هجمات إلكترونية ضدّ أنظمة إطلاق صواريخ وشبكة تجسس إيرانية.
الاثنين 2019/06/24
قرار ضرب إيران أوقف ولم يلغ

القدس - حذر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون طهران الأحد من إساءة تفسير قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء الضربة الانتقامية على إيران في اللحظة الأخيرة على أنه “ضعف”، فيما أكدت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة، التي تحضّر لعقوبات جديدة ضدّ طهران، أطلقت هجمات إلكترونية ضدّ أنظمة إطلاق صواريخ وشبكة تجسس إيرانية.

وقال بولتون قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس “يجب ألا تخطئ إيران أو أي جهة أخرى معادية باعتبار التعقل وضبط النفس الأميركيين ضعفا” ، مضيفا “جيشنا أعيد بناؤه وهو جاهز للانطلاق".

وتأتي تحذيرات بولتون بعد يومين من إلغاء ضربات على إيران ردا على إسقاط طهران طائرة أميركية مسيّرة الخميس.

وأعلن الرئيس الأميركي السبت فرض عقوبات “مشددة” ضدّ إيران بدءا من الاثنين، فيما حذرت طهران بدورها واشنطن من أنّ “إطلاق رصاصة واحدة باتجاه إيران سيشعل مصالح أميركا وحلفائها” في المنطقة.

وألغى ترامب في الدقائق الأخيرة الجمعة ضربات جوية ضدّ إيران بعد إسقاط الأخيرة لطائرة مسيّرة في 20 يونيو الجاري، لكن صحيفة واشنطن بوست ذكرت أنّ الرئيس الأميركي سمح بشكل سرّي بالرد عبر هجمات إلكترونية ضدّ أنظمة الدفاع الإيرانية.

براين هوك: ندعو دول العالم إلى الضغط على إيران لخفض التصعيد
براين هوك: ندعو دول العالم إلى الضغط على إيران لخفض التصعيد

وقالت واشنطن بوست إنّ إحدى الهجمات استهدفت أجهزة كمبيوتر تعمل على التحكّم بإطلاق الصواريخ والقذائف. كما ذكر موقع ياهو أنّ الهجوم الإلكتروني الآخر استهدف شبكة تجسس إيرانية مكلفة بمراقبة عبور السفن في مضيق هرمز.

وأشارت واشنطن بوست إلى أنّ هذه الهجمات الإلكترونية مخطط لها منذ عدّة

أسابيع، وكان قد اقترحها بالأساس عسكريون أميركيون كرد على الهجمات التي وقعت منتصف يونيو ضدّ ناقلتي نفط في مضيق هرمز. وتتهم واشنطن طهران بهذه

الهجمات، ما تنفيه الأخيرة. وكانت طهران قد اتهمت عام 2010 في خضم أزمة برنامجها النووي، الولايات المتحدة وإسرائيل بمهاجمتها من خلال فيروس ستوكسنت الذي أصاب عدة آلاف من أجهزتها الإلكترونية وأوقف عمل أجهزة طرد مركزي تستخدم في تخصيب اليورانيوم.

ويشارك بولتون الاثنين في قمة ثلاثية بالقدس تجمعه بأمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، بهدف التوافق على سياسة إسرائيلية- أميركية- روسية تجاه إيران وسوريا.

وحسب موقع “تيك ديبكا” المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، فإن التوتر العسكري الأخير في الخليج العربي بعد إسقاط الطائرة الأميركية، وقرار واشنطن توجيه ضربة عسكرية محدودة لإيران ثم التراجع عنها، يضعان شكوكا كبيرة في إمكانية توصل الدول الثلاث إلى توافق على سياسة مشتركة تجاه إيران وسوريا.

وحض المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك في الكويت الأحد دول العالم على الضغط على إيران “لخفض التصعيد”، مؤكدا أن بلاده لا تسعى لنزاع مسلح ضد الجمهورية الإسلامية.

وقال هوك للصحافيين في ختام لقاء مع مسؤولين كويتيين “نشجع كل الدول على استخدام جهودها الدبلوماسية لحض إيران على خفض التصعيد ومقابلة الدبلوماسية بالدبلوماسية”.

وبعد إسقاط الطائرة الأميركية المسيّرة، جدد ترامب التأكيد على أنّه لا يرغب في الحرب مع إيران، ولكن في حال وقوعها فإنّها ستتسبب “في دمار لم نرَ له مثيلا من قبل”.

وهدد العميد أبوالفضل شكارجي، الناطق باسم هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، من أنّ “الحريق سيبتلع الولايات المتحدة ومصالحها ومصالح حلفائها”.

وتقول إيران إنّها تمتلك “أدلة قاطعة” على أنّ الطائرة المسيّرة دخلت مجالها الجوي، وقدمت شكوى إلى الأمم المتحدة. ونشر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السبت خارطة يقول إنّها تظهر مسار الطائرة.

ووفق مصادر دبلوماسية، ردت واشنطن بأنّ الطائرة جرى استهدافها في المجال الجوي الدولي، وطلبت عقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي الاثنين.

5