الاحتجاجات تطيح برئيس البرلمان الجورجي

الآلاف يتظاهرون أمام البرلمان في جورجيا للاحتجاج على كلمة ألقاها النائب الروسي سيرجي غافريلوف من منبر رئاسة البرلمان الجورجي.
السبت 2019/06/22
علاقات متوترة بين جورجيا وروسيا

تبليسي - قدم رئيس برلمان جورجيا الجمعة استقالته غداة مواجهات ليلية أوقعت أكثر من مئتي جريح بين الشرطة والآلاف من المتظاهرين ضد مداخلة لنائب روسي في برلمان جورجيا.

واستقال إيراكلي كوباخدزه وهو من الحزب الحاكم “الحلم الجورجي”، بداعي “حسّ كبير بالمسؤولية” وليس “تنازلا أمام الطلبات غير المسؤولة لأحزاب المعارضة”، بحسب تصريحات الأمين العام للحزب الحاكم شاشا كالادزه.

وتظاهر نحو عشرة آلاف شخص الخميس أمام البرلمان للاحتجاج على كلمة ألقاها النائب الروسي سيرجي غافريلوف من منبر رئاسة البرلمان الجورجي.

وأثار وجوده في البرلمان في إطار المنتدى الدولي للبرلمانيين الأرثوذكس، صدمة في جورجيا التي يعتبر الكثير من مواطنيها روسيا قوة تحتل قسما من أراضيهم.

وتخللت التظاهرة مواجهات خلّفت 240 جريحا، هم 160 متظاهرا و80 شرطيا.

ونددت روسيا بهذه التظاهرة واعتبرت أنها تمثل “استفزازا ينم عن مشاعر كراهية للروس”.

وتعكس هذه المواقف العلاقات المتوترة بين البلدين بعد نحو ثلاثين عاما من انهيار الاتحاد السوفييتي وأكثر من عشر سنوات من “الحرب الخاطفة” بين البلدين صيف 2008.

وكانت روسيا تدخلت في أغسطس 2008 في أراضي جورجيا دعما لمنطقة أوسيتيا الجنوبية الجورجية المؤيدة لروسيا بعد شن قوات تبليسي هجوما عسكريا عليها.

وهزم الجيش الروسي جيش جورجيا في غضون خمسة أيام فقط. وتوقفت المعارك بعد إبرام اتفاق سلام إثر وساطة فرنسا التي كانت تتولى حينها رئاسة الاتحاد الأوروبي.

وتنتشر حتى الآن في منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية (20 بالمئة من أراضي جورجيا) الحدوديتين مع روسيا، قوات روسية.

واعترفت موسكو بعد تلك الحرب بجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية باعتبارهما “دولتين مستقلتين”.

وطلبت المعارضة من أنصارها التظاهر مجددا في تبليسي، مطالبة بتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة واستقالة وزير الداخلية.

وصرح غريغول فاشادزي، قائد الحركة الوطنية الموحدة المعارضة التي أسسها الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي المقيم في المنفى، “ستتواصل التظاهرات السلمية بشكل دائم حتى تحقيق مطالبنا”.

وفي شريط فيديو بث عبر فيسبوك، دعا ساكاشفيلي أنصاره إلى “النزول إلى الشارع” وإلى إسقاط “نظام” الملياردير بيدزينا إيفانشفيلي الذي يعتبر القائد الفعلي للحزب الحاكم “الحلم الجورجي”.

وكانت الشرطة صدت ليلة الخميس/الجمعة مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، الآلاف من المتظاهرين المتجمعين حول البرلمان لدى محاولتهم اقتحامه.

ووعد رئيس وزراء جورجيا ماموكا باختادز في كلمة عبر التلفزيون بأن يحال “قادة معارضة مدمرة” نظموا “أعمال عنف جماهيرية”، على العدالة.

5