#بار_حلال.. العويل على أشدّه في حسابات وهمية

الرياض - شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية عاصفة من الجدل بعد الإعلان عن افتتاح فرع لناد ليلي شهير في مدينة جدة. وكان لافتا كالعادة مع كل قرار انخراط الحسابات الوهمية والقطرية في حفلة عويل.

ويرى مراقبون أن السعودية عرفت بعض الانفتاح والتحرر منذ وصول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى دوائر السلطة، مقارنة بالماضي، بعد إعلانه جملة من الإصلاحات وإنشائه هيئة الترفيه التي قامت بافتتاح دور للسينما لأول مرة بالسعودية، وتنظيمها لحفلات غنائية هي الأولى من نوعها. وتحتفل السعودية هذه الأيام أيضا بالذكرى الأولى للسماح للنساء بقيادة السيارة.

وكان الناقد السعودي عبدالله الغذامي علق على القرار:

ghathami@

#مرور_عام_على_قيادة_المرأة_بالسعودية ومرور عام على تكشّف أوهامنا لا يزال المرء يخوّف نفسه حتى يخاف وفي قرار واحد يتلاشى كل شيء.. درس للأفراد وللجماعات.

يذكر أن آخر مشاريع الهيئة كان افتتاح ملهى ليلي لسلسلة “وايت” التي لها نواد في كل من دبي وبيروت، وتداول ناشطون على تويتر فيديوهات لعمليات التحضير لافتتاح الملهى الليلي بواجهة جدة البحرية المنتظر استقباله “للعائلات” ابتداء من سعر 500 ريال سعودي.

ولا يقدم الملهى المشروبات الكحولية. وسيفتح أبوابه بين الساعة العاشرة مساء والثالثة صباحا، وسُيمنع من هم دون الـ18 عاما من الدخول إليه.

وفجّر الخبر موجة انتقادات وسخرية اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية.

وتداول مغردون على نطاق واسع هاشتاغ #ديسكو_في_جدة و#بار_حلال.

وقال مغرد:

mbedev@

#نايت_كلوب “وايت كلوب” يُفتتح قريبا بجدة بس الغريب البعض يقول “نايت كلوب إسلامي” أو فيه “بار حلال” ليش المصطلحات الشاذة هذي؟ ببساطة قول “نايت كلوب دون كحول” وإذا كان مُصرح فيه من الجهات المعنية هنا ينتهي كثر الكلام والشوشرة، ولك اختيار ما تقبله نفسك، الحلال بيّن والحرام بيّن.

وأكد مدير الاتصالات الإقليمي لشركة “وايت” سيرج طراد أن “هذا الملهى يتوافق مع جميع الضوابط الشرعية السعودية وسيفتح أبوابه مؤقتا ضمن مهرجان جدة السنوي. كما أنه لن يسمى ‘ملهى’ بل مقهى”.

لكن رغم ذلك يرى مغردون، أغلبهم قطريون خاصة منهم إعلاميون، أن افتتاح الملهى هو انحدار وخروج عن المألوف في بلد معروف عنه أنه محافظ ويتّبع التعاليم الإسلامية.

يذكر أن استهلاك الكهول في قطر مسموح به في الحانات والنوادي الليلية والفنادق، شريطة الحصول على رخصة تتيح ذلك. وفي حين تبنى مغردون آخرون طابع التهكم والسخرية من “المتناقضات” التي يسعى مشروع الملهى إلى جمعها على غرار “ديسكو للعائلات” و”بار حلال”، وتداول هؤلاء تغريدات ومقاطع فيديو تنطوي على الصدمة بقالب فكاهي تحت وسم #نايت_كلوب.

وطالب عدد من الحسابات الوهمية بعودة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت “تفرض الأخلاق الإسلامية”.

ولطالما حوّلت الهيئة وأخبارها السعودية إلى مصدر سخرية وتندّر في الإعلام العالمي وضيقت على العباد حياتهم ودينهم.

وتناقل مستخدمون كلام الأمير نايف بن عبدالعزيز بحق الهيئة عندما قال “عندما تكبرون ويخرج من أصلابكم فتيات حينها ستعرفون قيمة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

يذكر أنه بعد نشر عدة تغريدات تحريضية اختفت بعض الحسابات على غرار حساب باسم “العصيمي”.

وكان لافتا أن حسابات تحمل هويات مزيّفة تنشر تغريدات بنفس اللغة التحريضية ونفس الصور مستدعية “حفلة نحيب وعويل” لأجل “الأخلاق التي ضاعت”، وفق تعبيرها

ولا تحظى هذه الحسابات بأي شعبية تذكر حتى أن بعض الحسابات يتابعها 19 متابعا فقط لكن تغريداتها نشرت على نطاق واسع في بعض وسائل الإعلام غير السعودية.

ومن جانبه، نفى المشرف العام على “موسم جدة” رائد أبوزنادة، وجود فعالية مخلة بالآداب أو بأعراف المجتمع ضمن فعاليات موسم جدة.

وفي معرض رده على ما أشيع مؤخرا عن وقوع مخالفات خلال فعاليتي “وايت كلوب” و”نيكي بيتش”، وصف أبوزنادة هذه الشائعات بأنها محض كذب وافتراء، مشددا على أن القائمين على تنظيم الموسم متقيدون بالأنظمة والتشريعات المعمول بها داخل المملكة. وأوضح أبوزنادة أن القائمين على موسم جدة “هم من أبناء وبنات المملكة، ويدركون تماما ما يتماشى مع عادات ورغبات المواطنين من كافة الفئات العمرية، لكسب رضا الزوار من جهة، ودعم تعزيز السياحة الداخلية من جهة أخرى”.

وأهاب بالمواطنين عدم الانسياق خلف مقاطع الفيديو المضللة، وتحري الدقة في تداول المعلومات، داعيا الجميع إلى استقاء الأخبار من القنوات الرسمية لموسم جدة، سواء عبر موقعه الإلكتروني أو حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي.

وأصبحت السعودية في السنوات الثلاث الماضية قبلة فنية وثقافية وترفيهية عالمية، يتوافد عليها نجوم الفن والغناء من مختلف دول العالم، في إطار خطط البلاد للانفتاح على ثقافات العالم بعد عقود من الانغلاق استنادا إلى تفسيرات دينية ما لبثت المملكة أن تخلت عنها مع تمسكها بتطبيق الشريعة الإسلامية.