مجرد تجربة الماريغوانا تضر بالمخ

دراسة تكشف أن تدخين الحشيش أو البانغو يمكن أن يغير حجم المادة الرمادية داخل مخ الناشئة.
الجمعة 2019/06/14
مكونات الماريغوانا تتفاعل مع الأدوية

قال باحثون ينتمون إلى أكثر من دولة إن مجرد تجريب المراهقين الحشيش أو البانغو يمكن أن يخلف آثارا على المخ لديهم.

وحسب مجموعة من الباحثين برئاسة هوج جارافان من جامعة فيرمونت الأميركية في دراستهم التي نشرت في مجلة “جورنال أوف يوروساينس″ لأبحاث الأعصاب فإن “مجرد تدخين لفافة أو لفافتين من الحشيش أو البانغو، أي الماريغوانا، يمكن أن يغير حجم المادة الرمادية داخل مخ الناشئة”.

 وقام الباحثون بتحليل مسحي لمخ 46 شابا ناشئا قالوا إنهم دخنوا القنب مرة أو مرتين، ولكنهم تجنبوا المخدرات بعد ذلك. وتبين للباحثين أن حجم ما يعرف بالمادة الرمادية في منطقة المخ المختصة بالمستقبلات التي تستجيب للقنب كان في المتوسط أكبر منه لدى نظرائهم الذين لم يجربوا هذا المخدر.

وظهر أكبر اختلاف في منطقتين، منطقة اللوزة الدماغية، وهي التي تلعب دورا في تكون الخوف وغيره من العواطف، ومنطقة الحصين، المهمة للذاكرة والتفكير المكاني. كما أشار الباحثون إلى أنهم عثروا أيضا داخل المخيخ وغيره من مناطق المخ الأخرى على المزيد من المادة الرمادية لدى مجربي الحشيش والبانغو. وأوضح راينر توماسيوس، من المركز الألماني لقضايا الإدمان لدى الأطفال والناشئة، والذي لم يشارك في الدراسة، أن “الاعتقاد حتى الآن كان بأن التغيرات البنيوية في المخ لا تحدث إلا عند التدخين المنتظم والمبكر جدا لهذين المخدرين”.

وذكر الباحثون العاملون تحت إشراف جارافان أن الحجم المتزايد للمادة الرمادية يمكن أن تكون له آثار سلبية على صغار السن، حيث تبين أن مستوى المهارة لدى متطوعين شاركوا في لعبة لتحديد قدرات الذكاء كان أقل لدى مجربي الحشيش والبانغو منه لدى الشباب الذين لم يجربوا هذين المخدرين.

 ولم يدرس الباحثون سبب ارتفاع حجم المادة الرمادية لدى المتطوعين الذين شملتهم الدراسة، ولكنهم يرجحون أن ذلك ينتج عن اضطراب إحدى العمليات التي تتراجع خلالها بعض التقاطعات العصبية في المخ. وحسب التقرير السنوي للهيئة الألمانية لمراقبة المخدرات وإدمانها فإن 8.7 بالمئة من إجمالي الناشئة في سن 12 إلى 17 عاما في ألمانيا دخنوا الماريغوانا مرة واحدة على الأقل في حياتهم.

ولكن القوة الدلالية لهذه الدراسة ضعيفة، وذلك لأن الباحثين لم يستطيعوا معرفة ما إذا كان من المحتمل أن يكون الشباب قد دخنوا كمية أكبر من الحشيش أو البانغو عما ذكروه للباحثين. كما أن أصحاب الدراسة لم يحصلوا على عينات دم من الشباب المتطوعين لمعرفة الكمية الحقيقية التي تعاطوها، على سبيل المثال من مادة “تى.إتش.سى” وهي مادة ذات تأثير نفسي موجودة في البانغو الذي يستخرج من القنب الهندي. ومن الممكن أن تختلف نسبة مثل هذه المواد بشكل كبير في القنب، حيث خلصت دراسة بشأن بيانات من الاتحاد الأوروبي والنرويج وتركيا إلى أن محتوى مادة “تى.إتش.سى” في القنب والحشيش تضاعف تقريبا في الفترة بين عام 2006 و2016.

من جانبها رأت إيفا هوخ، من مستشفى ميونيخ الجامعي، أنه “من الضروري الإجابة بحذر بالغ على العلاقة السببية بين مجرد تعاطي جرعات ضئيلة للغاية من القنب والتأثيرات (السلبية) التي تم رصدها”. ولكن هوخ أكدت أن الدراسة تبرهن على ضرورة البدء مبكرا في التوعية بشأن تأثير المواد المغيرة للوعي مثل الكحول والتبغ والقنب.

وأضافت قائلة “إن احتمال أن يؤدي تعاطي كميات ضئيلة جدا من القنب في المراهقة المبكرة إلى إحداث تأثيرات سلبية على تطور المخ يعد رسالة مهمة”. ودعا الباحثون تحت إشراف جارافان إلى بحث آثار التعاطي السابق للقنب بشكل مستفيض ومن خلال دراسات موسعة.

12