واشنطن تعلن وقف تدريب الطيارين الأتراك

البنتاغون: ما لم يحدث تغيير في السياسة التركية، فسنواصل العمل عن كثب بشأن إنهاء مشاركة تركيا في برنامج المقاتلات أف-35.
الثلاثاء 2019/06/11
تصدع العلاقات

واشنطن - أبدت الإدارة الأميركية سياسة حازمة تجاه إصرار تركيا المضي قدما في صفقة الصواريخ الروسية أس-400 المثيرة للجدل وسرعان ما ترجمت تحذيراتها بتشديد الضغوط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعلان وقف تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلات أف-35 في قاعدة جوية بولاية أريزونا.

وجاء قرار وقف تدريب الطيارين الأتراك، وفق مسؤولين أميركيين، على نحو أسرع من المتوقع في قاعدة جوية أميركية بولاية أريزونا.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تنهي فيه الولايات المتحدة مشاركة أنقرة في برنامج الطائرة المقاتلة المتقدمة بسبب خطط تركيا شراء نظام دفاع جوي روسي.

وقال مراقبون أن القرار الأميركي بشأن التعاون العسكري بين البلدين ما هي إلا مقدمة إلى حزمة عقوبات ستفرضها واشنطن على أنقرة في ظل سياسة التعنت التي ينتهجها أردوغان والتي ستزيد من حدة وقع الأزمة الاقتصادية على البلاد.

وأضافت المصادر ذاتها أن القرار الأميركي يمكن أن يكون بمثابة الفرصة الأخيرة للنظام التركي للعدول عن صفقة الصواريخ الروسية.

وسبق أن دعت واشنطن إلى ضرورة وقف أنقرة لصفقة الصواريخ الروسية لما تشكله من خطر على برنامج مقاتلات أف- 35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن وتعتزم تركيا شراءها أيضا، لكن البنتاغون أوقف الصفقة.

Thumbnail

وتقول الولايات المتحدة إنه لا يمكن لأنقرة امتلاك المنظومة الروسية والمقاتلات الأميركية في الآن ذاته تخوفا من إمكانية اطلاع موسكو على برنامج تصنيع المقاتلة الأميركية.

ويخشى الأميركيون من أن تُستخدم تكنولوجيا بطاريات أس- 400 لجمع بيانات حول طائرات الناتو العسكرية، وأن تصل هذه المعلومات إلى روسيا، كما يشير هؤلاء إلى مشاكل حول التوافق التشغيلي للأنظمة الروسية مع أنظمة الناتو.

وجاء وقف التدريب بقاعدة لوك الجوية بعد بضعة أيام من قول وزير الدفاع الأميركي بالإنابة باتريك شاناهان لنظيره التركي إن بإمكان الطيارين الأتراك الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة أن يبقوا بها حتى نهاية يوليو.

وكان من شأن ذلك أن يتيح وقتا لمزيد من التدريب وأيضا لتركيا كي تعيد التفكير في خططها.

وقال اللفتنانت كولونيل مايك آندروز المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) "الوزارة على علم بأن الطيارين الأتراك في قاعدة لوك الجوية لن يحلقوا".

وأضاف "ما لم يحدث تغيير في السياسة التركية، فسنواصل العمل عن كثب مع حليفنا التركي بشأن إنهاء مشاركته في برنامج المقاتلات أف-35".

ويقول خبراء إنه إذا حدث وتم استبعاد تركيا من برنامج المقاتلات الأميركية فسيكون هذا واحدا من أكبر التصدعات في العلاقة مع الولايات المتحدة في التاريخ الحديث.

Thumbnail

وكانت الصفقة الروسية العنوان الأبرز لتوتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة بعد تسجيل انفراجة في العلاقات بين البلدين منذ إطلاق سراح القس الأميركي.

كما يمتد التوتر في العلاقات الأمريكية التركية إلى اختلاف وجهات النظر في الملف السوري وكذلك العقوبات على إيران.

وسبق أن تحدثت مصادر إعلامية الخميس الماضي عن قرار أميركي بوقف قبول دخول مزيد من الطيارين الأتراك للولايات المتحدة للتدريب، في واحدة من أقوى العلامات على أن الخلاف حول مقاتلات أف-35 يدخل مرحلة انفصام حاسمة.

ويبدو أن تركيا ماضية في شراء منظومة أس-400 غير مكترثة بالتحذيرات الأميركية، وقال الرئيس رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي إنه "ما من مجال" لأن تنسحب تركيا من اتفاقها مع موسكو.