حظوظ المعارضة لتجديد الفوز بانتخابات إسطنبول تتنامى

إسطنبول - توصل حزبا العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري التركيان إلى اتفاق يقضي بإقامة مناظرة تلفزيونية بين مرشحيهما بن علي يلدريم وأكرم إمام أوغلو، لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى.
وسيتم عقد المناظرة التلفزيونية مباشرة بين مرشح تحالف الشعب المتمثل ببن علي يلدريم ومرشح تحالف الأمة المتمثل بأكرم إمام أوغلو بتاريخ 16 يونيو.
وفي 6 مايو، قررت اللجنة العليا للانتخابات التركية إلغاء انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى التي جرت نهاية مارس، وإعادة إجرائها في 23 يونيو الحالي.
وجاء قرار اللجنة العليا للانتخابات استجابة للطعون المقدمة من حزب العدالة والتنمية وبأغلبية كبيرة، حيث وافق 7 أعضاء على الطعون، مقابل اعتراض 4 أعضاء.
وكانت عملية فرز الأصوات بإسطنبول في انتخابات مارس الماضي، قد انتهت لصالح مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، الذي كان أعلن سابقا أنه سيباشر مهامه كرئيس لبلدية إسطنبول حتى لو لم يمنحه المجلس الأعلى للانتخابات تفويضا رسميا.
وفي 17 أبريل الماضي، أعلنت الهيئة الانتخابية العليا فوز أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول.
ومن ثمّ ألغت السلطات نتيجة الانتخابات بعد شكاوى حزب العدالة والتنمية من حدوث مخالفات، لتنتهي ولاية إمام أوغلو بعد أقل من ثلاثة أسابيع.
وأنهى حزب الشعب الجمهوري بذلك الفوز 25 عاما من سيطرة حزب العدالة والتنمية وأسلافه من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي على المدينة.
وعُدّت هذه الهزيمة ضربة قاسية على نحو خاص بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي بدأ مسيرته السياسية رئيسا لبلدية إسطنبول في التسعينات.
وفي أعقاب قرار إعادة انتخابات إسطنبول، صعّدت المعارضة التركية موقفها وحشدت جمهورها للتصدي لقرار إبطال انتخابات إسطنبول وإعادة إجرائها مجددا استجابة لطلب حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وردا على هذه المتغيرات، وصف أكرم إمام أوغلو القرار الذي أصدرته اللجنة العليا للانتخابات وقضت فيه بإبطال فوزه في الانتخابات، بالخيانة.
وأظهر استطلاع للرأي، نهاية مايو الماضي، تمّ إجراؤه لحساب حملة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أن مرشح المعارضة في انتخابات بلدية إسطنبول يتقدم على مرشح حزب أردوغان العدالة والتنمية بفارق ثلاث نقاط مئوية قبل الانتخابات التي ستجرى هذا الشهر.
ويواصل مرشح المعارضة حملته الانتخابية المضنية، وذلك وسط تضاعف المتطوعين والتبرعات الداعمة له.
ويتبنى إمام أوغلو برنامجا أكثر كثافة مقارنة بالانتخابات السابقة، حيث يشارك في ما يصل إلى سبع فعاليات في اليوم الواحد في الولاية المنقسمة إلى شقين آسيوي وأوروبي، والتي يصل عدد سكانها إلى 15 مليون نسمة.
ووفقا لمتحدثة باسمه فإن حملة تضامن حزبية قد جمعت 15 مليون ليرة (2.2 مليون يورو) في شكل تبرعات، معظمها من الناخبين الشباب والمشاهير.
وأضافت المتحدثة أن عدد المتطوعين في حملة إمام أوغلو ارتفع إلى 150 ألف متطوع مقابل 16 ألفا في الانتخابات السابقة، موضحة أن جهودا كبيرة تُبذل لضمان وجود مراقبين على جميع صناديق الاقتراع.
وبدأت أحزاب المعارضة التركية الصغيرة، والتي حصلت على عشرات الآلاف من أصوات الناخبين في إسطنبول، بتنفيذ وعودها بدعم إمام أوغلو وذلك بعد أن انسحب مرشحو هذه الأحزاب لصالحه، وقاموا بتوجيه قواعدهم الانتخابية لإعطاء أصواتهم له.
وقال معمر إيدن مرشح حزب اليسار الديمقراطي في تغريدة على تويتر “لقد انسحبت من الترشح لرئاسة بلدية إسطنبول عن حزب اليسار الديمقراطي”، فيما تتجه عدة أحزاب صغيرة إلى دعم الرجل اعتراضا على قرار إعادة التصويت.
وجمع إيدن، الذي وصف قرار اللجنة بأنه غير قانوني، أكثر من 30 ألف صوت في التصويت الأصلي يوم 31 مارس الماضي، فيما فاز إمام أوغلو بهامش 13 ألف صوت فقط من بين 10 ملايين شخص لهم الحق في التصويت.
وجاء الإعلان بعد أيام فقط من انسحاب الشيوعيين الذين حصدوا 10500 صوت من السباق لدعم مرشح حزب الشعب الجمهوري.