جزائريات تحافظن على تقاليد رمضان بواسطة التقنيات الحديثة

التكنولوجيا تبقى حاضرة لدى ربات البيوت حيث يتم إرسال الوصفات الرمضانية وتبادلها عن طريق الرسائل القصيرة بينهن.
الجمعة 2019/05/31
إحياء ليلة الـ27 من رمضان بتحضير طبق "الشخشوخة"

الجزائر - يتميز شهر رمضان في المدن الجزائرية بإحيائه لمشاهد من عادات وتقاليد قديمة لكنها مازالت وعلى مر الأزمان تساهم في تعزيز أسس التماسك العائلي والإجتماعي وتكريس قيم التضامن بين أفراد الأسرة والمجتمع.

وتتم في منطقة غرداية مشاركة أطباق تقليدية محلية انتقلت طريقة إعدادها من الأم إلى البنت خلال كل مناسبة لاسيما ليلة اليوم العاشر من رمضان وليلة منتصف الشهر وكذلك ليلة القدر.

وتحرص العائلات على أن تكون كل ليلة من تلك الليالي مختلفة عن غيرها في شهر الصيام من خلال إعداد أطباق عديدة تمت المحافظة على طريقة تحضيرها. وتتميز ليلة العاشر من رمضان بتحضير طبق “البغرير” بالعسل وليلة المنتصف بتحضير طبق الكسكسي المرصع بلحم الجمل في حين يتم إحياء ليلة الـ27 من رمضان بتحضير طبق “الشخشوخة” المسقية بمرق التمر.

وكما جرت العادة توزع أطباق من تلك المأكولات وغيرها من الطبخات الشهية على العابرين والأصدقاء والأجوار والأقارب، فيتم تبادلها بين العائلات عبر مختلف الأحياء.

ووفقا لما أوضح الشاب محفوظ من منطقة بني يزقن، تتكرر الزيارات الليلية بين الأقارب والجيران والعائلة والأصدقاء طيلة الشهر و”تظل أبواب المنازل عبر مختلف قصور غرداية مفتوحة على مصراعيها بحكم أن الزيارات بين الجيران غير متقطعة”، مؤكدا “أن شهر رمضان المبارك هو مناسبة لبعث وإرساء قيم التعاون والتضامن واللمة العائلية في جو من الروحانية”.

وإن كانت هذه العادات والتقاليد تطغى على يوميات الصائمين بغرداية، إلا أن التكنولوجيا تبقى حاضرة بدورها حيث يتم إرسال الوصفات الرمضانية وتبادلها عن طريق الرسائل القصيرة بين ربات البيوت إلى جانب تبادل التهاني بمناسبة بداية الشهر ونهايته عند حلول عيد الفطر.

وتشجع العائلات الغرداوية أيضا أطفالها على الصيام من خلال منحهم هدايا بسيطة وتحضير طبق “الرفيس″ بالمناسبة. وتستقطب المساجد بغرداية أعدادا قياسية للمصلين طيلة شهر رمضان المبارك بملابس نظيفة ومعطرة، حيث يملأ المصلون هذه الفضاءات المقدسة، فيصلون ويتابعون الخطب الدينية والصحية المنظمة من طرف المختصين وخبراء التغذية من أجل توعية الناس حول الطرق الوقائية من الأمراض والعادات الجيدة الواجب اتباعها أثناء الصيام.

ويمضي الصائمون بغرداية أيام رمضان في أجواء يميزها الاحتفاء بالصيام بالرغم من قساوة الظروف المناخية. ويتصالح أغلب الجزائريين مع عاداتهم وتقاليدهم مثلما يرجع الغرداويون من جميع الأعمار إلى اللباس التقليدي الخاص بمنطقتهم، من خلال ارتداء جلابيبهم التي تبرز مهارة وموهبة الحرفيين وخياطي المنطقة، وذلك بغرض الحفاظ على الجانب التقليدي المميز للباس المنطقة.

وعلى غرار غالبية المدن العربية تسود الأجواء الدينية والروحية من قراءة وتلاوة القرآن جماعيا المساجد ضمن حلقات طوال أيام شهر رمضان دون انقطاع باستثناء أوقات الصلوات الخمس. وكما أفاد العم بكير في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية، عادة ما تنطلق حلقات قراءة الكتاب المبين عشية حلول رمضان المبارك في جماعات صغيرة، مبينا أن “كل مجموعة يتم تعويضها بمجموعة أخرى دون انقطاع ليلا ونهارا وفي كل مرة يتم ختم كتاب” .

21